انفجر أمس بميناء وهران عشرات المغتربين غضبا في وجه كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج بلقاسم ساحلي بمجرد نزولهم من على متن باخرة "طاسيلي 2" القادمة من إسبانيا، احتجاجا على إهانات تعرضوا لها بميناء "أليكونت الإسباني" والمعاناة التي تكبدوها خلال رحلتهم بسبب رداءة الخدمات المقدمة لهم، حيث اندهش الوزير الذي كان رفقة والي وهران من سلوك بعض المغتربين قبل أن يعرف السبب. وقد رست أمس بميناء وهران باخرة "طاسيلي 2" القادمة من ميناء "أليكونت الإسباني" كانت تقل 785 راكب وأكثر من 200 سيارة، أين كان كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج بلقاسم ساحلي في استقبال المغتربين الجزائريين، ومباشرة بعد رسو الباخرة وشروع الركاب في النزول، انفجر العشرات منهم غضبا في وجه" ساحلي الذي كان رفقة الوالي عبد المالك بوضياف، ما جعلهم يندهشون ويتفاجؤون من سلوك هؤلاء الذين استشاطوا غيضا وأعربوا عن استيائهم من طريقة التسيير خلال الرحلة لكاتب الدولة المكلف بالجالية، والذي عرف فيما بعد أسباب احتجاج المهاجرين، بعد أن سردوا له بعضا من معاناتهم والتي لاقوها في ميناء "أليكونت الإسباني" وسردوا له حقائق مرّة، أبدى تعجبه منها، حيث أن بعضهم قضى يومين في الانتظار بميناء "أليكونت" بالإضافة إلى حرمانهم من الطعام زيادة على الإهمال والإهانات التي تعرضوا لها من طرف السلطات الإسبانية، علاوة على نوعية باخرة "طاسيلي 2" ورداءة الخدمات المقدمة على متنها، إذ أبلغ المحتجون "ساحلي"رداءة الوجبات وقِلّتها ما جعلهم يعانون من الجوع.. كما أعرب المهاجرون عن معاناتهم بشدة، حيث لم يتمالك بعضهم نفسه بالصراخ في وجه الوزير، فيما أجهشت سيدة أخرى بالبكاء أمام كاتب الدولة بسبب الرحلة القاسية والمعاناة التي تكبدتها، وقال بعضهم "هذه الباخرة يجب أن تحال على المتحف" بسبب قدمها واهترائها. كما جدد المغتربون في حديثهم مع بلقاسم ساحلي مطالبهم القديمة المتمثلة في تخفيض ثمن التذاكر التي لا تزال في حدود 280 أورو، حيث تساءلوا عن وعود المؤسسة الوطنية للنقل البحري بتخفيض سعر التذكرة، وهو المشكل الذي لا زال مطروحا منذ مدة، إضافة إلى الإجراءات الجمركية التقليدية التي تتسبب في إرهاق المسافرين كمراقبة الوثائق والتفتيش وهو ما يكلفهم البقاء في الميناء لساعات طويلة. في المقابل شدّد كاتب الدولة من اللهجة اتجاه السلطات المكلفة قصد تهيئة أحسن الظروف لاستقبال المغتربين، مطالبا بتفعيل منظومة اتصال وإرشاد انطلاقا من السفارات الجزائرية فيالخارج.
