أوصى المشاركون في الملتقى الدولي المخلد للذكرى العشرين لرحيل عبد القادر علولة الذي اختتمت أشغاله مساء أول أمس في وهران، بترجمة أعمال هذا المسرحي البارز إلى مختلف اللغات الأجنبية. واعتبر المحاضرون الجزائريون والأجانب الذين شاركوا في هذا اللقاء الذي دام يومين حول موضوع "مسرح عبد القادر علولة.. النص والخشبة"، أن "نشر أعمال علولة بالإنجليزية واللغات الأخرى تعد وسيلة ممتازة لفتح العالم لنافذة على المسرح الجزائري". وتركزت معظم الجهود حول أعمال علولة أساسا على اللغة الفرنسية ولكن تم تقديم القليل باللغة الإنجليزية كما لاحظت في هذا الإطار الباحثة نصيرة بن طيب من جامعة وهران. وذكرت المتحدثة أن أعمال النقاد والباحثين بالفرنسية في القارة الأوروبية تناولت أغلب مسرحيات علولة باهتمام كبير ولكن بحوزة الناطقين باللغة الإنجليزية معلومات قليلة عن المسرح الجزائري"، مشيرة إلى أن "أعمال علولة يستحق أن يقرأ له بأمريكا وبريطانيا وجنوب إفريقيا". وأكدت بن طيب التي قدمت محاضرتها باللغة الإنجليزية تحت عنوان "استقبال علولة في العالم الأنجلوسكسوني"، على أهمية تحفيز الكتاب المسرحيين والمؤلفين الجزائريين على ترجمة أعمال علولة إلى الإنجليزية ولغات أخرى، حيث "تسمح ترجمة رصيد هذا الوجه البارز من الثقافة الجزائرية بتعريف الفن الرابع الوطني بشكل أفضل للعالم". وتميز هذا اليوم الأخير من الملتقى بتنشيط ورشات موضوعاتية بمشاركة قرابة ثلاثين محاضرا تطرقوا إلى مسرح علولة من زوايا "الخصوصية والعالمية" و"إشكالية اللغة والترجمة" و"الاقتباس والتفاعل ما بين النصوص والأداء". وأسفرت مختلف الدراسات المقارنة المقدمة عن توصيات أخرى تخص تشجيع الطلبة والمختصين في الفن الرابع لاستكشاف مواضيع الأبحاث حول أعمال عبد القادر علولة. وأدرجت الترجمة والاستقبال المسرحي والسينوغرافيا والاقتباس والشخصية ضمن محاور البحث المقترحة من قبل المشاركين. من ناحية أخرى، أوضح عبد الخالق درار من معهد اللغات الأجنبية لوهران، أن "مسرح الراحل عبد القادر علولة هو يدعو دائما إلى التفكير"، مؤكدا أن الكاتب المسرحي الراحل قد أعطى للمسرح الجزائري قاعدة خاصة به، وأضحت دراسة سيميائية للدلالات اللفظية وغير اللفظية الخاصة بمسرح الحلقة ضرورية لفهم هذا النوع من المسرح". ومن جانبها، أوضحت الباحثة فاطمة مقدم أن جزءا كبيرا من مسرحية "الأجواد" قد ترجم إلى اللغة الألمانية من قبل أساتذة ألمان عملوا على تدريس هذه اللغة في الجامعة الجزائرية مما يدل على "الصلة بين المسرح الملتزم لعبد القادر علولة والجامعة على صعيد التعلم". كما قدم باحثون أجانب مساهماتهم أيضا على غرار فيليب تونسيلين من جامعة باريس 8 الذي اقترح محاضرة تتناول التمثيل الشعري والسياسي في عمل علولة الذي وصفه ب "الكاتب المسرحي الكبير للمرح". ويعد علولة، حسب المحاضر، من بين الذين سمحت رؤيتهم الشعرية للعدل بتأليف شدو متمرد على مواسم السياسة ليسكن بشاعرية العالم ويكون بهذا الشكل سياسي أصيل.