تراجعت الصادرات الجزائرية من الغاز الطبيعي المسال بشكل حاد هذا الشهر، بعد أن توقف مركب تمييع الغاز الطبيعي بسكيكدة عن العمل جزئيا، إضافة إلى سوء الأحوال الجوية هذا الشهر التي منعت ولوج السفن إلى ميناء ارزيو، ما أدى إلى تذبذب الشحنات إلى أوروبا. وكشفت وكالة رويترز أمس نقلا عن تجار ومتعاملين أوروبيين أن محطة تمييع الغاز في سكيكدة التي تبلغ قدرة انتاجها 9.2 مليون طن سنويا، توقفت عن تصدير الغاز منذ 7 جانفي الماضي ، حيث اقتصر عملها على نشاطات متقطعة منذ ذلك الحين، وتنبأت المصادر ذاتها باستمرار اضطرابات التموين الجزائرية إلى أشهر قادمة، ولم يتضح ما إذا كان مركب سكيكدة يعاني من انقطاع صيانة كاملة أو جزئية. في وقت يضيف المتعاملون الأوروبيون لا ترد شركة سوناطراك المملوكة للدولة على المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني طلبا للاستفسار، ما اظطر التجار الأوربيون إلى إلغاء بعض الطلبيات وتأجيل أخرى على خلفية هذا التذبذب الطارئ في التموين، حيث تقرر تأجيل بعض الشحنات التي كانت مقررة في الأيام القادمة إلى 20 فيفري الجاري، ولا تظهر من جهتها وسائط متابعة تنقل السفن التجارية أي حركة اتجاه ميناء سكيكدة على رداراتها، وفي ميناء ارزيو الذي تبلغ قدراته التصديرية حوالي 16.3 طن منعت الأحوال الجوية السيئة البواخر من الوصول إليه ونقلت الردارات وجود أربع سفن خارج الميناء منعتها العاصفة والرياح العاتية الاقتراب من الميناء. وفي غضون ذلك تحاول قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، إستغلال الوضع لصالحها، حيث رصدت مصادر تجارية رسو عدد من ناقلات الغاز القطرية في موانئ بإيطاليا، ومعروف عن قطر أنها تبيع غازها في السوق الحرة بالاعتماد على أسطولها الضخم من ناقلات الغاز، عكس الجزائر التي تلجأ لعقود طويلة الأمد وتنقل الجزء الأكبر من غازها عبر أنابيب إلى الأراضي الأوروبية.