أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن ملفا لتصنيف" أهرامات الجزائر" ضمن التراث العالمي من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) يتم التحضير له حاليا من قبل المركز الوطني للبحث التاريخي و الأنثروبولوجي . و كتب الوزير في تدوينة له عبر حسابه الشخصي على تويتر «منذ زيارتي لأهرامات لجدار الواقعة قريبا من فرندة ولاية تيارت في سبتمبر 2016، زاد اهتمام وسائل الإعلام العالمية بهذا الموقع الأثري التاريخي»، و أرفقها بصورة توثق زيارته لتيارت و بثت قناة فرانس 24 روبورتاجا في الموضوع عنوانه " أهرامات الجزائر لغز يحير العلماء " و قد أبرز الروبورتاج الذي نشر تحت عنوان « أهرامات الجزائر لغز يحير العلماء» ، عدد الأهرامات الموجودة في الجزائر الذي يصل إلى المئة، و تميزها من حيث التصميم و الهندسة و الفترة الزمنية، كما أنها موزعة على عدة مناطق من شمال البلاد إلى أقصى الجنوب، حيث تمتد من ولاية تيبازة شمالا، إلى ولاية تمنراست جنوبا، ومن باتنة شرقا، إلى تيارت غربا ، والتي تحتوي لوحدها على 13 هرما، إلى جانب عدة مغارات وتسمى أهرامات لجدار. وشُبهت "فرانس 24" أهرامات الجزائر بأهرامات الجيزة المصرية، مبرزة الاختلاف في التصميم، بالإشارة إلى أن الأهرامات المصرية ذات قواعد مربعة، بينما معظم أهرامات الجزائر لها قواعد مستطيلة، و في شمالي الجزائر يوجد 13 هرما منها بقواعد مربعة تسمى لجدار، و تبدو كآثار جنائزية وأضرحة لملوك عظماء على بعد 30 كيلومترا من مدينة تيارت، وتكون مجموعتين متباعدتين عن بعضهما بنحو 06 كلم ، وتتباين آراء الباحثين بشأن هذه الأهرامات والشخصيات التي دفنت فيها. وقدم معد الروبورتاج التاريخ الذي شيد فيه أهرامات لجدار ، و ذلك قبل 16 قرنا فوق تلتين متجاورتين في شمال الجزائر قرب بلدة فرندة، وهي ذات قواعد يتراوح عرضها بين 11,5 متر و46 مترا، ويصل طولها إلى 18 مترا، ولا تزال تحتفظ بأسرار كثيرة لم يكتشفها الباحثون إلى اليوم، والثوابت الوحيدة هي أن هذه الآثار 13 للحجارة مربعة القاعدة و ذات الارتفاع الهرمي، فريدة في الجزائر وبلدان المغرب عموما، و كانت مبان جنائزية تقع بالقرب من تيارت ، 250 كلم جنوب غرب الجزائر العاصمة، وبُنيت بين نهاية القرن 4والقرن 7 الميلادي. تبقى الآراء متباينة حول من دفنوا في الأهرامات، وهم ربما من الشخصيات المهمة في تلك الحقبة، حيث انتشرت إمارات صغيرة حكمها ملوك الأمازيغ، ولا يعرف تاريخها بشكل جيد، ولا يوجد سوى القليل من الآثار عنها، كما أن القرون الثلاثة التي صاحبت بناءها هي حقبة من الاضطرابات العميقة في شمال البلاد ، حين كانت مملكة نوميديا تحت الحكم الروماني، ومن أبرز تلك الاضطرابات انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية، وغزوات الوندال ، ثم البيزنطيين و بداية الفتح الإسلامي، وفق ما جاء في الروبورتاج. ويختلف عدد الحجرات في كل هرم باختلاف حجمه، وصولا إلى 20، وهي حجرات متصلة بأروقة يرجح الباحثون أنها كانت مقابر جماعية و أماكن للعبادة أيضا، ونُحتت العتبات العلوية الحجرية للأبواب الداخلية، بزخارف تقليدية عادة ما توجد في المباني المسيحية، و مشاهد صيد وصور لحيوانات، وتوجد أيضا بعض الكتابات التي يرجح أنها لاتينية، لكنها غير واضحة فيصعب تفسيرها، ويقول بعض الباحثين إنها يونانية. وصنفت لجدار ضمن التراث الوطني الجزائري منذ 1969، وتتطلع السلطات وعلماء الآثار إلى تصنيفها ضمن التراث العالمي من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) ما يسمح بحمايتها و دراستها، و يعد المركز الوطني للبحث التاريخي و الأنثروبولوجي منذ أكثر من سنة، ملفا في هذا الإطار لتقديمه إلى اليونيسكو.