تنظم كلية أصول الدين بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة ملتقى دوليا، بعنوان "فهم القرآن بين النص والواقع"، تسعى من خلاله إلى توفير فرصة للنقاش والتطرق لكيفية فهم النص القرآني فهما سليما يتوافق مع متغيرات الواقع ومتطلباته، ويزكي فقه الاختلاف وآدابه، يأتي هذا الملتقى الذي سينظم يومي الرابع والخامس من ديسمبر المقبل، كون النص القرآني محور العلوم والمعارف والنشاطات الفكرية والتراثية والاجتماعية والسياسية التي ساهمت على مدى قرون طويلة في بناء الحضارة الإنسانية وتنميتها، كما يعد مُلهم المقاومات الثورية والحركات الإصلاحية النهضوية في العصر الحديث. ومن جهة أخرى ونظرا لتسبب الاختلاف في قواعد استظهار المراد من النص في تحميل القرآن الكريم فهوما مختلفة عند كل عملية استنطاق، ساهمت بشكل كبير في التنازع بين المسلمين، وبالنظر أيضا لتطورِ نظرية فهم النص، وبروزِ قواعدَ ومناهجَ جديدة في الفهم، تم الكشف عن خلفيات القارئ وظروفه الواقعية التي شكلت فهمه للنص أو فهمه لتفسير النص؛ باعتبار أن كل النصوص في تَشكُّلِها لها علاقة بالواقع الذي نتجت فيه، كما أسفرت أيضا عملية ربط النص بواقعه عن ملاحظة العامل التاريخي للنص القرآني، وتطابق النص القرآني الثابت مع الواقع المتغير زمانا ومكانا، حول كل هذا تم التفكير في تنظيم ملتقى دوليا يسعى إلى تكوين رؤية شاملة عن الاتجاهات البحثية الحالية حول الموضوع ، ويرمي أيضا إلى إثراء البناء المعرفي والدفع بعملية الفهم وتطبيقاته خطوة كبيرة إلى الأمام، من خلال مجموع المحاور التي سيتم مناقشتها انطلاقا من أسباب وضوابط الاختلاف في الفهم، ثم فهم القرآن في ضوء اختلاف المناهج والاتجاهات، ليتم التطرق بعدها الى اشكالية الثابت والمتغير في الفهم والواقع.
