استطاع البالي الوطني ومن خلال عرضه الكوريغرافي الجديد الذي يحمل عنوان "الجزائر حريتي"، و الذي تم عرضه سهرة الخميس بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، بحضور كل من ممثل عن الوزير الأول عبد المالك سلال ، و وزير الداخلية الأسبق يزيد زرهوني، و إطارات سامية في الحكومة، أن يعيد المتفرجين إلى تفصيل ملحمة نضال الشعب الجزائري من أجل استرجاع سيادته على أرضه و استقلاله و حريته. "الجزائر حريتي" عرض كوريغرافي من تأليف كل من فاطمة الزهراء ناموس و مراد سنوسي، شارك في تقديم لوحاته الفنية ما يقارب 35 فنانا ، ضم مجموعة من اللوحات الفنية والرسومات تعبر عن تاريخ الجزائر، بداية من تاريخ اندلاع الثورة التحريرية و بيان أول نوفمبر إلي يوم الإعلان الرسمي و العملي لاستقلال الجزائر، مع التركيز فيه على الدور الذي قدمه الشباب الجزائري الذي لبى نداء الوطن و التحق بصفوف جيش التحرير الوطني من أجل استقلال بلدهم و نيل الحرية التي كانت هدفهم الأول و الأخير. و قد استطاع الفنانون الذين توالوا على ركح المسرح طيلة ساعة و ربع من الزمن الركحي أن يقدموا عملا فنيا و إن غابت عنه روح الإبداع و الإيماء الفني،واكتفى بسرد أهم المراحل التي عرفها تاريخ الثورة التحريرية في لوحات متناسقة من خلال المزج بين التعبير الجسدي "الرقص" و فن الركح مرفقين بالحان وأناشيد أشرف على تقديمها سليم سوهالي، كما أن الشخصيات التي قدمت أدوار فردية تمكنت هي الأخرى من تجسيد أدوارهم و أضافت دلالات للعرض على غرار دور وسام معزوز التي قدمت دور "زهرة"، و نجيب صالحي الذي جسد دور "الضابط الفرنسي"، دون أن نسى ما قدمته الراقصة "صغيرة بلهادي" التي جسدت دور "الذاكرة" حيث حاولت إبراز دور المرأة في الثورة التحريرية و تضحياتها و مساندتها لشقيقها الرجل في نيل الحرية، إلى جانب التذكير بالمعاناة التي عاشها الشعب الجزائري إبان الثورة. وواصل العرض في وصف ويلات الحرب وتضحيات الثوار مستخدما تقنيات السمعي- البصري التي رافقت الجانب الكوريغرافي بصور من الأرشيف عن تلك الأحداث الدامية، و فيديوهات تم تصويرها في شوارع الجزائر إلى جانب صور ومقاطع من جرائد تسرد مختلف الفترات المتناولة. من جانب الأخر و ما يجب التنويه له أن هذا العرض و الذي أنجز في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال، بالرغم من أهمية الموضوع الذي طرحه، إلا أنه لم يرتقي إلى المستوى المطلوب من ناحية الطرح فكانت فكرته بسيطة لم تتعمق في تقديمه لمراحل الثورة و لم ينوه للشخصيات التي برزت في تلك الفترة، و لم يهتم أكثر بالجانب الفني الإبداعي، لكن الجميل في هذا العمل أنه أتاح فرصة اكتشاف فنانين مبتدئين ومواهب شابة واعدة يتقدمهم الراقص سفيان دريسي و الراقصة وسام معزوز، فريدة عزوق، و نسرين بن جدي و غيرهم. و بخصوص العرض أكد ممثل الوزير الأول أن الجزائر سيصبح لها شأن في المجال الفني إذا ما تم الاهتمام أكثر بمواهب شبابها، مهنئا في ذات السياق البالي الوطني على هذا العرض الأول من نوعه في الجزائر،و الذي كان بالنسبة له عرض متكامل في البنية و ألمسة الفنية من جانبها أكدت مديرة البالي و صاحبة فكرة العرض فاطمة الزهراء ناموس مديرة إنها حرصت في هذا العمل على أن يكون إنتاج جزائري مائة بالمائة، و أن تثبت أن للجزائر كفاءات فنية يمكن أن تقدم أعمال تنافس أعمال عالمية، ويمكن الاستغناء عن الاستعانة بأي مخرجين في أعمال الفنية القادمة و بخصوص فكرة العرض قالت المتحدثة أنها حاولت أن تقدم ما عشته لشباب الاستقلال و أن تعرفه بالنضال الذي قدمه آباءهم من أجل نيل الحرية و استرجاع هويتهم ووطنهم.