«جلبت من الأردن الذهب للجزائر فكافؤوني بالإقصاء من المنتخب»

البطل العربي في الكيك بوكسينغ و ابن حاسي ماماش عكرمي عبد الحكيم :

- «أبعدونا من المشاركة في البطولة الإفريقية بالمغرب و استبدلونا بآخرين مغمورين»
- «والي مستغانم و برحال شاهي رفعا معنوياتي بتكريمي»
- «أتدرب بعجلات السيارات في غياب الإمكانيات بحاسي ماماش»
- «اهتموا بالجمعيات الرياضية لأنها أفضل الحلول للقضاء على الهجرة السرية»
هو بطل عربي في رياضة الكيك بوكسينغ مرتين متتاليتين ، جاء من فريق صغير يدعى النادي الهاوي بن محال الشارف من بلدية حاسي ماماش بولاية مستغانم ، حيث لم تصده العراقيل المادية و المالية من اجل فرض نفسه كأحد أحسن المصارعين في هذه الرياضة على المستوى العربي و الوطني و لكن لسوء حظه انه لم يحظ بالاعتراف بالجميل من مسئولي الاتحادية الذين عاقبوه على حسن صنيعه بتشريف الوطن بإقصائه دون سبب من المشاركة في البطولة الإفريقية القادمة بالمغرب . البطل عكرمي عبد الحكيم يفتح صدره للجمهورية و يدلي بكل شيء في هذا الحوار :
- بداية هل يمكن أن تحدثنا عن تتويجك الأخير باللقب العربي بالأردن؟
- لقد شاركت مع المنتخب الوطني في البطولة العربية التي جرت بالعاصمة عمان بعدما تلقيت استدعاء من المدربين مهدي و رشيد هذا الأخير يعرفني جيدا بما انه من وهران وقد بدأت المنافسة في وزن 75 كغ بالفوز على مصارع كويتي بالغياب ثم تفوقت على منافس ليبي في نصف النهائي قبل أن أتغلب على بطل الأردن في اللقاء النهائي و أتوّج بالذهبية .
- و كيف كانت المنافسة من حيث المستوى ؟
- لقد شارك فيها مصارعون أقوياء يمثلون 11 دولة عربية و كان منتخبنا على أتم الاستعداد ما مكننا من الظفر ب 8 ميداليات ذهبية جعلت الجزائر تحتل المركز الثاني في الترتيب العام وراء الأردن مستضيف البطولة.
- لقد استطعت بذلك الحفاظ على لقبك العربي ؟
- فعلا ، إذ تمكنت من التتويج باللقب في تونس العام الفارط لأحافظ عليه مؤخرا بالأردن ، حيث في ظرف سنتين قضيتهما مع المنتخب فزت بلقبين عربيين.
- بعد عودتكم إلى الجزائر هل حظيتم بتكريم من الاتحادية ؟
- ليكن في علم الجميع انه منذ أن وطئت أقدامنا ارض الوطن لم نتلق أيّ اتصال من أيّ كان لا من الاتحادية أو من مسئولين آخرين لقد عاد كل واحد منا إلى مقر سكناه بخفي حنين و كأننا لم نفعل شيئا .
- و ما هو السبب حسب رأيك ؟
- اعتقد أن مسئولي الاتحادية الجدد يكيلون بمكيالين ، لان الذين توجوا بالذهب هم 6 من الغرب و 2 من الشرق أضف إلى ذلك انه تم إقصاؤنا من التشكيلة الوطنية .
- كيف ذلك ؟
- عودتنا بالذهب من الأردن ربما لم ترض البعض ، حيث تم تغيير المدرب الوهراني رشيد بآخر من رابطة تيبازة يدعى زغرابة و الذي قرر إجراء تغيير شامل على تعداد المنتخب الوطني ، جالبا عدة عناصر من رابطة الوسط تفتقد للخبرة من اجل المشاركة في البطولة الإفريقية بالمغرب التي ستجرى شهر ديسمبر القادم.
- لقد كان الخبر صادما لكم أليس كذلك ؟
- أكيد ، حيث في الوقت الذي كنت انتظر فيه التكريم و الاعتراف بالجميل ، أتفاجأ بهذا السلوك الذي جعلني و بقية أصدقائي نصاب بالإحباط خاصة و انه لا ذنب لنا سوى أننا شرفنا الجزائر في المحفل العربي.
- و ماذا عن مستغانم و حاسي ماماش ؟
- لقد كرمني والي مستغانم إلى جانب مدير «الديجياس» في حفل نظم على شرفي و هو ما رفع معنوياتي .
أما بمسقط راسي بحاسي ماماش فقد كرمني المير السابق و المتصدر الحالي لقائمة الارندي للانتخابات البلدية برحال شاهي في مبادرة اشكره عليها كثيرا و وعدني بالمساعدة لاحقا كما انوّه بالتكريم الذي حظيت به من مترشحي حركة الانفتاح.
- إلى جانب هذين الانجازين هل تملك ألقابا دولية أخرى ؟
- اجل لقد شاركت في البطولة العربية للأندية بتونس مع فريقي النادي الهاوي بن محال الشارف لحاسي ماماش و أحرزت على لقب هناك و لكن ما حزّ في نفسي أني شاركت فيها بأموالي الخاصة.
-و لماذا ؟
- انتم تعلمون أن فريقي صغير و لا يملك إمكانيات مادية معتبرة و عليه طرقنا جميع الأبواب بحثا عن الدعم لكن لم نتمكن لأقرر المشاركة في المنافسة من جيبي .
- الم تتلقوا المساعدة من البلدية و الديجياس ؟
- بخصوص بلدية حاسي ماماش فان مسئوليها لم يكلفوا أنفسهم عناء الاهتمام بنا بل أنهم حرمونا حتى من الحافلة للتنقل من اجل المشاركة في مختلف المنافسات الولائية و الوطنية و لحسن الحظ أننا كنا نتنقل برفقة فريق بلدية عين سيدي الشريف الذي تكرم علينا بهذا العمل الخيري.
- حدثنا عن النادي الهاوي لحاسي ماماش ؟
- هو فريق معروف بهذه البلدية مختص في التكوين لكن يفتقر لأبسط الإمكانيات كالقاعة كما انه يستفيد من دعم مالي ضئيل يقدر ب 20 مليون سنتيم سنويا ما يجعله من أفقر الجمعيات الرياضية بالولاية .
- في ظل هذه الظروف كيف استعدت للبطولة العربية و فزت باللقب ؟
- كنت أتدرب مع فريقي صباح مساء بالقاعة و بعد نهاية الحصة أواصل التمرن في الأوقات المتأخرة و هو الأمر الذي جعلني أحسن كثيرا من قدراتي البدنية و الذي يعد أيضا سرّ تفوقي.
-و هل توجد وسائل التدريب الضرورية بالقاعة ؟
لا ، القاعة ليس بها إلا وسائل بسيطة و أخبرك بأننا نستعمل عجلات السيارات للتدرب أضف إلى ذلك أننا نواجه صعوبة كبيرة لإجراء الحصص في القاعة الوحيدة بسبب الضغط الكبير الذي تشهده من مختلف الجمعيات الرياضية بالبلدية .
- و هل تتدرب بمفردك أم تحت إشراف مؤطر ؟
- نحن نتدرب تحت إمرة المدرب بن محال محمد الذي يشغل في نفس الوقت رئيس الرابطة الولائية للكيك بوكسينغ و الذي يساعدنا كثيرا و استغل الفرصة لأشكره كثيرا .أما رئيس الجمعية عكرمي منصور هو في نفس الوقت والدي .
- كم تملك من ألقاب في رصيدك لحد الآن ؟
- فزت في مشواري الرياضي لحد الآن ب 14 لقبا سواء كان ولائيا أو وطنيا أو دوليا منها 5 مع الأكابر و الباقي في الأصناف الصغرى .
- رغم أن الرياضات الفردية تشرّف الألوان الوطنية إلاّ أنها مهمشة ما تفسيرك لذلك ؟
- اعتقد أن مسئولينا يولون أهمية كبيرة لكرة القدم باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية بينما باقي الرياضات التي تفتقد للجماهير فهي بالنسبة لهم لا شيء حتى و لو وقفت على منصات التتويج و هذا في رأيي إجحافا في حقها.
- هل صحيح انك تتولى تكوين الصغار ؟
- بالفعل ، لدي 50 طفلا اشرف على تكوينهم بقاعة ستيديا لكني بحاجة إلى إمكانيات لأجل القيام بعملي في أحسن الظروف .
- نداؤك في الأخير ؟
- اطلب من المسئولين أن يساعدوا مثل هذه الجمعيات الرياضية حتى تتمكن من استقطاب الشباب إليها و إبعاد انظارهم عن الهجرة السرية التي تفاقمت بكثرة في الآونة الأخيرة. كما أتوجه بالشكر إلى مدربي بن محال محمد و بن دلة نصر الدين مدرب الملاكمة و عمي عكرمي عبد الله الذي وقف معي في السراء و الضراء.