- أكد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية, ابراهيم غالي, عزم بلاده الراسخ على "تعزيز العلاقات مع موريتانيا وتطويرها وتكثيف العمل المشترك لضمان السلم و الأمن والتصدي لمخاطر الإرهاب والمخدرات ومختلف أشكال الجريمة المنظمة التي تهدد أمن المنطقة". وعبر الرئيس غالي في برقية تهنئة بعث بها لنظيره الموريتاني, محمد ولد عبد العزيز, بمناسبة حلول الذكرى السابعة والخمسين لاستقلال موريتانيا (28 نوفمبر 1960), كما جاء في النص, عن "صادق إرادتنا وراسخ عزمنا على تعزيز هذه العلاقات وتطويرها وتكثيف تقاليد الحوار والتشاور والتعاون والتنسيق والعمل المشترك لضمان السلم والأمن والاستقرار والتصدي للمخاطر المحدقة بمنطقتنا, من قبيل تدفق المخدرات وصلتها الوثيقة بعصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية". وذكر الرئيس الصحراوي بأن "استقلال موريتانيا جاء كتتويج لمسار طويل من المقاومة والكفاح المرير الذي خاضه الشعب الموريتاني الشقيق, وقدم خلاله التضحيات الجسام حتى تم دحر الاستعمار وانبلج فجر الحرية وسيادة الدولة الموريتانية, وهو ما شكل انتصاراً لإرادة الشعوب في أن تتمتع بحقها في تقرير المصير والاستقلال". وأضاف الرئيس الصحراوي بقوله: "رغم أن سبعة وخمسين عاماً ليست بالفترة الطويلة في عمر الشعوب والأمم, إلا أن موريتانيا الشقيقة قد شقت طريقها, رغم الصعوبات الجمة, حتى استطاعت باقتدار أن تتبوأ مكانتها المستحقة بين دول العالم", مشيرا إلى أن "السنوات الأخيرة قد عرفت تطورات جد مهمة في مسيرة بناء الدولة الحديثة في كافة المجالات وعلى كل المستويات, بفضل إصرار الشعب الموريتاني, بكل فئاته ومكوناته, وتحت قيادتكم الرشيدة, على تحقيق نقلة نوعية للبلاد في قطاعات حيوية, سياسيا واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً". وأشار الرئيس في برقيته إلى أن "الشعب الصحراوي ليحيي بفخر واعتزاز شقيقه الموريتاني وهو يخلد يومه الوطني, بالنظر إلى ما يربط الشعبين والبلدين من مصير مشترك وعلاقات تاريخية وجغرافية واجتماعية وثقافية متجذرة". من جهة أخرى, كان وزير الدولة مستشار برئاسة الجمهورية الصحراوية عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو, البشير مصطفى السيد, كان قد أشار -أول أمس الأحد في لقاء مع وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين- إلى وجود "تعاون على أعلى المستويات مع موريتانيا وكذلك على المستوى القطاعي والحدود وتبادل للمعلومات والتنسيق في مواجهة التهديدات خصوصا مسألة المخدرات وعصابات الجريمة والتي مصدرها وبوابتها الجارة الشمالية المغرب التي تتخذ من التراب الصحراوي والموريتاني معبرا لنقل الجريمة والمخدرات لإغراق الأسواق بها (أسواق الساحل وشمال إفريقيا)". وحذر من "ان الرباط تسعى لجعل الأراضي الموريتانية والصحراوية معبرا للمخدرات والتهريب نحو أوروبا ومرورها كذلك هو تمرير لدعم بعض الحركات والمجموعات الإرهابية بشمال مالي وحتى بنيجيريا" مشددا على اهمية تعاون البلدين في هذا المجال "لتفادي هذه المخاطر والنوايا والمخططات التي تخدم التوسعية و الجريمة المنظمة عالميا وتخدم التوسع المغربي".
وكان مصطفى السيد قد قام مؤخرا بزيارة لموريتانيا دامت عدة ايام استقبل خلالها من قبل الرئيس ولد عبد العزيز و اجرى سلسلة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين الموريتانيين تناولت مستجدات القضية الصحراوية وأوضاع المنطقة اضافة الى سبل دعم وتطوير العلاقات بين الشعبين الشقيقين الموريتاني والصحراوي.