يستقطب شاطئ السبيعات التابع إقليميا إلى بلدية المساعيد دائرة العامرية ولاية عين تموشنت مئات المصطافين يوميا ، ويتضاعف عددهم نهاية كل أسبوع ، حيث تأتي العائلات في أوقات مبكرة من أجل الفوز بمكان جميل يطل مباشرة على جزيرة « جيراردي « إلى درجة امتلاء الشاطئ المعروف بمساحته المحدودة بالمصطافين . ويعد شاطئ السبيعات من ضمن الشواطئ الجميلة التي تميزها الطبيعة وبقاء مناظره المحيطة به كالمرتفعات والغابات عذراء، إلا أن هذا الأخير يبقى في حاجة ماسة إلى استثمار حقيقي من شأنه أن يعطي إضافة لجزيرة « جراردي»، و التي سميت نسبة لأحد المعمرين الأسبان الذي اتخذها منزلا له بعد أن قام بإنجاز غرفة للنوم ومطبخ وغرفة، خاصة بالأدوات التي يستعملها في الصيد ، كما قام بتربية الماعز بعين المكان، وقد استعمل في عملية الانجاز كل الوسائل الطبيعية . و يجد الزائر لمنزل « جراردي « بالجزيرة أنه وسط غرف منحوتة من صخور البحر برونق وجمال منقطع النظير، وكان هذا المعمر يستعمل مصعدا هوائيا، صنعه بوسائل تقليدية محضة ، وهو عبارة عن أحبال وأسلاك شدت من جانب الجزيرة والجانب الآخر للشاطئ، وقد أكد العارفين بالقطاع أن السلطات المركزية هي الوحيدة الكفيلة بتحسين وضعية هذا الشاطئ الذي يتوفر على معالم عالمية وقد أصبحت هذه الجزيرة مقصد كل الشباب الذين يزرون الشاطئ، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبقى المصطاف مستمتعا بجمال الشاطئ وفقط، بل يأخذه الفضول لاجتياز مسافة 30 مترا مشيا على الأقدام داخل البحر، إذا لم يكن هائجا أو السباحة ليصل إلى مجمع من الصخور يجب عبورها بكل حذر ، حتى لا يسقط أحد، إلى أن يصل إلى منزل « جراردي» الذي يبقى شاهدا على حقبة زمنية ، ولا يمكن أن يبرح المصطافون المكان إلى غاية غروب الشمس أين تكمن روعة المنظر ورغم المشاهد السياحية وطبيعة شاطئ السبيعات، إلا أن لا أحد من المستثمرين أخذ على عاتقه هذا مشروع تهيئته وتحسينه وتطويره من الجانب السياحي حسب القائمين، وحسب تصريحات مسؤولي قطاع السياحة ، فقد حظي الشاطئ بعدة زيارات من قبل مستثمرين أجانب من إسبانيا ومصر، إلا أنه لم يبرمج لحد الساعة ، ليبقى الشاطئ في حاجة ماسة إلى لمسة سياحية و ثقافية . وتفيد بلدية المساعيد أن شاطئ السبيعات قد استفاد خلال هذه السنة من مبلغ يفوق ال 7 ملايير سنتيم من أجل إعادة تأهيله وتهيئته بطريقة واسعة ، ستشمل حظيرة السيارات وربط الشاطئ بمختلف القنوات خاصة منها المياه الصالحة للشرب وبناء مراكز لمختلف المقرات كالهيئات الأمنية والحماية المدنية والمراكز الصحية ، إلى جانب إعادة تأهيل الطريق الرئيسي الرابط بالشاطئ والمدخل الرئيسي الوحيد والذي يبقى في حالة متدهورة، حيث حدد شهر سبتمبر القادم كتاريخ انطلاق الأشغال حسب ما صرح به رئيس المجلس البلدي للمساعيد ، ليبقى الشاطئ مميزا بطبيعته الخلابة، حيث تحاصره الجبال من جهة وغابة « المساعيد «،من الجانب الآخر التي تتخذها العائلات مكانا مفضلا لتناول العشاء في الفترة المسائية ولا يبرحونه ، إلا في الساعات الأولى من اليوم التالي، مما يجعله وجه شاطئية تجلب إليها كل السياح من داخل وخارج الولاية ، كما أن بالشاطئ ميزة طبيعية أخرى تميزه عن باقي شواطئ الوطن وهي نوعية الرمال ولونها، حيث أن حجمها غليظ بألوان متعددة ، وهي ميزة ينفرد بها الشاطئ إلى جانب أحد شواطئ دولة إيطاليا حسب الخبراء الذين زاروا الشاطئ.