يستعد الجزائريون لخوض غمار الاقتراع الرئاسي بعد غد الخميس 12 ديسمبر ،و هو الموعد الهام الذي يتطلب التفاف كل فئات الشعب من الناخبين حول مصلحة الجزائر من أجل تحقيق الاستقرار للبلاد ، وقد تم التحضير لهذا الحدث الحاسم منذ فترة رغم كل ما اعترضه من عوائق و مصاعب ،نظرا لانقسام الحراك الشعبي إلى قسمين قسم رافض لإجراء الانتخابات الرئاسية في هذا الموعد ، وقسم موافق على ذلك غير أن الأحداث تطورت بشكل مطرد و تشعبت مما فرض استعجالية تنظيم الاستحقاق لتفادي الكثير من مضاعفات و تراكمات وترسبات الأزمة و الانسداد في الجزائر ، ولهذا فقد تداخلت عوامل وأسباب كثيرة رجحت خيار تنظيم الرئاسيات في هذا الموعد لتفادي امتداد و تمدد فترة شغور منصب رئيس الجمهورية . و انطلاقا من هذه المعطيات والتطورات سيكون موعد بعد غد الخميس 12 ديسمبر حاسما ومصيريا للجزائر و الجزائريين ، وهو العلاج والمخرج الأكثر أمنا لبلادنا من هذا المنعطف السياسي الخطير فهو يخدم مصلحة الجزائر و اقتصادها في المقام الأول ، كما أنه الضامن لتوفير استقرار سياسي و انطلاقة جديدة نحو مستقبل أفضل وأوضح رؤية ،و يمثل ممرا لا مفر منه للعبور إلى بر الأمان مادامت مصلحة الجزائر فوق الجميع ،و مستقبلها الآمن من أهم شروط ومطالب العودة إلى الاستقرار و هنا يكمن الدور المهم للشعب الجزائري السيد الذي انتفض يوم 22 فبراير على إمبراطورية الفساد و قاد مسيرات احتجاج ضد الفاسدين و طالب بالتغيير الجدري ، و واصل على درب رفض كل تدخل أجنبي في شؤونه الداخلية تحت أي مسمى كان ،فيوم الخميس 12 ديسمبر سيكون لا محالة يوم يكرس فيه الشعب الجزائري سيادته .