- مخطط لتصفية القضية الفلسطينية تتواصل عبر العالم ردود الفعل المنددة بما يسمى بصفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نهاية الأسبوع الماضي و قد وصفتها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي بالخطيرة, محذرة من تداعياتها غير المسؤولة على المنطقة وعلى النظام الدولي بأكملهو اعتبرتها تمثل رسالة تحد للقانون و الشرعية الدوليين والقرارات الدولية وتعكس سيطرة منطق السلطة والقوة والعنجهية على منطق العدالة والشرعية و أشارت إلى أنها هذه الصفقة المشبوهة لا تشكل قاعدة أو أرضية ولا حتى نقطة انطلاق ة عملية سياسية, بل هي مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإعطاء طابع الشرعية للاحتلال وإعادة تعريفه وتكرّس عمليات الضم وسرقة الأراضي والمقدرات وتطلق يد إسرائيل لتصعيد جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني.وقالت "لقد أنهت هذه الصفقة اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" . إن ما يسمى بصفقة القرن تعتبر القدس كاملة وموحدة عاصمة لإسرائيل و تقضي على مشروع الدولتين و تنص على ضم الأغوار و منطقة شمال البحر الميت ،و فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة، وحرمان الفلسطينيين من حق العودة, وغير ذلك من البنود التي تعد تشريعا لجرائم الاحتلال الإسرائيلي . و قد أعلن الرئيس ترامب عن تلك الصفقة المشبوهة كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتضمنت إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة للكيان الإسرائيلي، و من هذا المنطلق فإن ما يسمى بصفقة القرن تستهدف أساسا فرض أمر واقع سياسي و خارطة على الأرض تخدم بالدرجة الأولى الكيان الإسرائيلي الذي يحظى بدعم كبير وقوي من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي لا تكل ولا تمل من تقديم ما تسميه مبادرات سلام لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ،بما يخدم مصلحة إسرائيل أولا وأخيرا على حساب حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه و وطنه ، ليس هذا فحسب بل إن إسرائيل تجد دائما الولاياتالمتحدة في صفها تؤيدها باستمرار و تساعدها في تمرير مخططاتها التوسعية و تكريس احتلالها الغاشم للأراضي الفلسطينية و يحدث كل هذا و العالم يتابع يوميا مشاهد القمع الإسرائيلي للشعب الفلسطيني واعتداءاته المتكررة على المقدسات الإسلامية و الأراضي الفلسطينية، وعلى رأسها اقتحام المسجد الأقصى المبارك ،و الاعتداء على المصلين حيث اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة بأعداد كبيرة المسجد الأقصى المبارك، وهاجمت المصلين أثناء خروجهم من صلاة الفجر،وذكرت مصادر طبية فلسطينية إصابة أكثر من 10 مصلين أصيبوا بالرصاص المطاطي في ساحات المسجد الأقصى، و قد توجهت أمس الجمعة حشود كبيرة من أبناء الشعب الفلسطيني إلى المسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة والمسجد الإبراهيمي في الخليل لأداء صلاة الفجر ضمن حملة ، "الفجر العظيم"، و«جمعة الغضب" ضد ما تسمى "صفقة القرن". إن التطورات المسجلة على الأرض في فلسطين و كذا التحركات و المبادرات السياسية الدولية الساعية إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي تأتي دائما مخيبة للآمال و هي قبل كل شيء محاولات لإطالة عمر هذا الصراع ،و الاستحواذ على المزيد من حقوق الشعب الفلسطيني ، هذا فضلا عن سعي إسرائيل دائما إلى الالتفاف على قرارات الشرعية الدولية و مجلس الأمن الدولي ،و انتهاكاتها المتكررة لحقوق الشعب الفلسطيني ، مستهدفة فرض أمر واقع يخدم مصالحها ضاربة عرض الحائط قرارات الشرعية الدولية،و هذا بدعم واضح من الولاياتالمتحدةالأمريكية حليفتها الأزلية و ذلك عبر مسارات و سنوات الصراع و الاقتتال و همجية المحتل وانتهاكه لكل الحرمات، لتضاف ما تسمى بصفقة القرن إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي او قضية الشرق الأوسط