تواصل الحريق بغابة عين يقبوب ببلدية الصفصاف لليوم الثالث على التوالي بعد التحكم فيه لساعات فقط، حيث سرعان ما عادت النيران للاشتعال عصر أول أمس الاثنين نتيجة هبوب رياح قوية على المنطقة ساهمت في اشتعال السنة اللهب و التي اتسعت رقعتها لتصيب بقية أشجار الغابة الأمر الذي أدى بسكان الصفصاف ودواويرها إلى الاستنجاد بمصالح الحماية المدنية وبالسلطات المحلية للتدخل عاجلا. لا سيما وان الحريق امتد إلى غاية دواري أولاد المداح والمكاحلية متسببا في شبه اختناق للسكان الذين وجد معظمهم صعوبة في التنفس خاصة و انه تم فقدان السيطرة عليه بعد اتساع رقعته و التهامه لعشرات الهكتارات المتبقية من الأشجار و الأحراش. وحسب شهود عيان فان النيران أتت على كل مساحة الغابة لتحولها إلى رماد. فيما أكد السكان المجاورون أنهم عاشوا ليلة رعب أول أمس من خلال مشاهدتهم لكثافة النيران و الدخان بالمكان و منهم من خشي ان تصيب مساكنه بالحريق. وفقا للمصالح الحماية المدنية ، فإن هبوب رياح قوية مساء أول أمس ساهم في إعادة اندلاع حريق بالغابة المذكورة آنفا و استلزم الاستنجاد بوحدات الحماية المدنية القريبة للتدخل كالوحدة الرئيسية و وحدات عين تادلس وحاسي ماماش و عين النويصي و سيدي لخضر مع إقحام الرتل المتحرك لمكافحة حرائق الغابات إلى جانب طلب دعم من الولايات المجاورة كوهران ومعسكر وغليزان للمساهمة في القضاء على الحريق الذي تواصل إلى غاية صباح امس الثلاثاء. اين لوحظ تجند الجميع حتى مجموعة كبيرة من سكان المنطقة رفقة أعوان الحماية المدنية و قد نجح الكل في إخماد الحريق كلية عند الساعة العاشرة من صباح امس بعد جهود مضنية تخللتها إغماءات و إصابات في صفوف المواطنين و بعض عناصر الحماية المدنية ما استلزم تدخل فريق طبي مكون من أطباء عامين و ممرضين تابع للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بماسرى التي وضعت خيمة قرب الغابة لإسعاف المصابين المشاركين في عملية اخماد الحريق. هذا و كانت مصالح الحماية المدنية قد أحصت أزيد من 30 هكتارا من الغطاء الغابي في حصيلة يوم الاثنين صباحا دون تحديد بقية الخسائر الناجمة عن اندلاع الحريق بدءًا من عصر الاثنين و إلى غاية صباح أمس، حيث أتلفت العشرات من الهكتارات. يشار ان غابة عين يقبوب بالصفصاف تعد أكبر مساحة غابية بدائرة بوقيراط و مستغانم عامة، اذ يلقبونها برئة الولاية و كانت تعد متنفس السكان من مختلف المناطق الذين يأتون إليها للترويح عن أنفسهم و للترفيه و التسلية قبل ان تتحول بصفة شبه كلية إلى رماد.