- الزيادة تعدت ال 100 دج للكتاب الواحد دخل العديد من أولياء التلاميذ منذ اليوم الأول من الدخول المدرسي في رحلة بحث شاقة عن الكتاب المدرسي، بسبب نفادها وغيابها بالمؤسسات التربوية، وبالأخص بمدارس الطور الابتدائي، هذا زيادة على إلحاح بعض المعلمين والأساتذة، الذين أصروا على ضرورة إحضار الكتاب المدرسي لمتابعة الدروس. وفي ظل تخوف بعض الأولياء على مصير أبنائهم، لعدم تمكنهم من متابعة الدروس براحة تامة، اضطر هؤلاء إلى التنقل إلى السوق السوداء أو "الموازية"، لاقتنائها ولو بزيادة عن سعرها الحقيقي، فاقت ال 100 دج، في بعض الكتب، لاسيما فيما يتعلق بالكتاب المدرسي، الخاص بالطور الابتدائي. وللوقوف على معاناة الاولياء، قامت أمس "الجمهورية"، بزيارة استطلاعية إلى بعض الباعة، الذين اغتنموا فرصة الدخول المدرسي وحاجة التلميذ إلى الكتاب المدرسي، في ظل غيابه بالمدارس ليغير العديد منهم تجارته، والآخر يفرش الأرض بالكتب المدرسية الجديدة منها والقديمة، في حين تم تحديد السعر حسب أهواء الباعة في ظل غياب المراقبة. وجهتنا الأولى كانت وسط المدينة وتحديدا بالأكشاك المقابلة للمكتبة الجهوية البلدية، "الكاتدرائية"، حيث لاحظنا منذ الوهلة الأولى، توافدا كبيرا، لأولياء التلاميذ الذين جاءوا من مختلف الأحياء والبلديات، لاقتناء الكتاب المدرسي الغائب عن الكثير من المدارس. وبعين المكان وجدنا إحدى السيدات، التي كانت بصدد اقتناء الكتب المدرسية خاصة بدفاتر أنشطة، لعدد من المواد منها اللغة العربية ومادة الرياضيات بالطور الابتدائي، حيث أكدت لنا أنها قد دخلت في رحلة بحث شاقة منذ اليوم الأول من دخول ابنها قسم السنة الثانية ابتدائي بإحدى المدارس، الواقعة بحي "إيسطو"، مؤكدة أنها تفاجأت بالارتفاع الكبير في أسعار الكتب المعروضة بفارق يزيد عن 100 دج للكتاب الواحد، لكنها مضطرة لاقتنائه، المهم أنها وجدت الكتب التي يحتاجها ابنها في المدرسة. وحسب تصريحات البعض من الأولياء، فإن ندرة الكتاب المدرسي لا تقتصر فقط على الطور الابتدائي، بل والثانوي وخلال وجودنا بعين المكان، لفت انتباهنا سيدة جاءت لبيع الكتب المدرسية الخاصة بالثانية ابتدائي، مؤكدة لنا أنها بحاجة إلى المال حتى يتسنى لها اقتناء كتب السنة الثالثة، في ظل تدني القدرة الشرائية وارتفاع جميع السلع والمنتوجات لاسيما الواسعة الاستهلاك منها. هذا ونشير إلى أن المكان الوحيد المتوفر على الكتاب المدرسي، هو الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، لكنه يشهد طوابير مفزعة. وبالموازاة سبق لمدير التربية أن صرح يوم الخميس الماضي في منتدى "إذاعة الباهية"، أن مشكل الكتب المدرسية، لا يطرح نهائيا وقد تم توفيره بجميع المؤسسات التربوية، مع اعتماد 12 مكتبة تابعة إلى القطاع الخاص، تم الاتفاق مع أصحابها مسبقا بعدم رفع ثمنه لأن سعره "مقنن"، ولكن الواقع خلاف ذلك، حيث يقف الجميع على الفوضى والاحتجاجات والطوابير الطويلة، من أجل اقتناء الكتاب المدرسي للتلاميذ..