كأنَّكَ أنتَ

إلى الرسَّام المرسوم ميشالي مُحمَّد:
ريشةُ نورٍ تُطارِدُ عَتَمَة النُّكران .. عَتَمَةَ الكون !
لوحةٌ فِي وطنٍ. وطنٌ فِي لوحة.
كأنَّكَ أنتَا ..
كأنَّكَ أنتَا ..

خيالٌ من اللاَّزَوَرْدِ .. يَهيمُ على وَجْهِهِ ..
ويُخاتِلُ أخْيِلَةً من زُجاجٍ ..
ويَرْسُمُ كالرَّبِّ فِي الأفْقِ غيْمًا ..
ونَجْمًا ..
وحُلْمًا ..
و( لَيْتَا ) ...
**
كأنَّكَ أنتَا ..
كأنَّكَ أنتَا ..

كجسْمٍ يُفتِّش عن ظلِّهِ ..
كظلٍّ تَخرَّجَ من ظلِّهِ ..
كمَكانٍ سَما .. كزمانٍ هَمَى ..
أو تَحصَّنَ طيَّ زمانٍ ..
كغُودُو الذي لا يَجيءُ .. أتَيْتَا
**
كأنَّكَ أنتَا ..
كأنَّكَ أنتَا ..

كأنَّكَ تَحْتٌ تَحَوَّلَ فَوْقاً ..
كأنَّكَ فوْقٌ تَحَوَّلَ تَحْتَا ..

تَدَحْرَجْتَ مثْلَ نُهَيْرٍ تَصَوَّفَ ..
ثُمَّ تَخَلَّصَ من ضِفَّتيْهِ ..
تعَطَّرْتَ باللَّون يا مَلِكاً دون مَمْلكةٍ ..
وتَخِذْتَ من الوَهْمِ بيْتَا
**
كأنَّكَ أنتَا ..
كأنَّكَ أنتَا ..

يدٌ أنتَ تَبْحثُ عن يدِها ..
وكَفٌّ تُصَفِّق قَسْراً بِمُفردِها ..
وفمٌ عدَمِيٌّ يُقبِّلُ نفْسَهُ كالشَّمعدانْ
حصانٌ منَ الإستعارةِ أنتَ .. حصانْ ..
حصانٌ من الماءِ .. يَصْهَلُ زَيْتَا
**
كأنَّكَ أنتَا ..
كأنَّكَ أنتَا ..

أتفْتَحُ باباً ؟
وأنتَ إذا ما خَرَجْتَ دَخلْتَا ..

أتُغلِقُ باباً ؟
وأنتَ إذا ما دَخَلْتَ خَرجْتَا ..
**

كأنَّكَ أنتَا ..
ولسْتَ إذنْ أنتَ .. لَسْتَا ؟

( على كتفِي الأزلِيِّ تَكَوَّمْ حبيبِي .. ونَمْ ..
فباسْم وفاء المجانين إنِّي أحبُّكَ حيّاً ..
وإنِّي أحبُّكَ مَيْتَا

تكوَّمْ على مِعْصَمي السُّندُسيِّ حبيبِي .. ونَمْ
ودَعْ خلْفَ ظهْرِكَ:
كيْفَ
وماذا
ورُبَّ
وحتَّى ...)