يطالب عمال المكتبة البلدية "الكاتدرائية" بإعادة الإعتبار لهذا المعلم التاريخي الهام لأن الإهمال قد لحقه بشكل كبير وغابت عنه أشغال الصيانة والترميم وهذا الوضع لم يثر حفيظة المستخدمين فحسب بل استنكره الطلبة والمتمدرسون وحتى الأساتذة والباحثون الذين يقصدون هذه المكتبة للبحث عن مراجع ومصادر قيمة تدعم بحثهم الأكاديمي أو غيره . ولم يعد يخف على أحد الوضع المتدهور لبعض أجزاء المكتبة وخاصة قاعة القراءة التي تعتبر ضرورية باعتبارها المكان الوحيد المتاح للطالب لمراجعة الوثائق والكتب وأكثر ما يحتاجه لإنجاز عمله هو الإضاءة وهي خدمة غير متوفرة وتخلق مشكلاً كبيراً فشبكة الإنارة "بالكاتدرائية" قد تدهورت وأصبحت عدة أجنحة بدون إنارة فيضطر الطالب الى البحث عن الكتاب الذي يحتاجه في أي جناح من أجنحة المكتبة في العتمة أو على الأقل يساعده أحد العمال في عملية البحث بواسطة مصباح يدوي كما أن جل المصابيح والثريات الموجودة لا تشتغل ليس بسبب تعطلها وإنما بسبب إهتراء شبكة الإنارة وبما أن قاعة المطالعة كبيرة فإن ما بقي مشتعلا من المصابيح لا يكفي لتوفير إضاءة ملائمة للطلبة والمتمدرسين . ومن جهة أخرى استاء أغلب من يقصد الكاتدرائية من غياب النظافة وإنتشار الغبار وخاصة فضلات الحيوانات في كل مكان ومنها الجردان والحمام ورغم وجود عاملات النظافة الا أن مهمة إزالة الأوساخ والفضلات يبقى أمراً مستحيلاً في غياب مواد التنظيف يقول بعض العمال فيضطرون الى احضار السوائل المنظفة ومزيلات الروائح من مالهم الخاص لكي تختفي الروائح الكريهة بدل أن يختفي الطلبة نهائياً عن مكتبتهم . ورغم ذلك أدت كل هذه الظروف الى عزوف الكثيرين عن هذا المرفق الثقافي رغم ما يزخر به من كتب ومراجع ومصادر قيمة لا تتوفر بأي مكتبة أخرى كما أن ادارة المكتبة الكاتدرائية تحاول في كل مرة توفير ما استجد من إصدارات بالرفوف كي تبقى المكتبة البلدية مقصد الجميع . وقد طرح بعض الطلبة الذين تحدثنا اليهم مشكل تسرب المياه من السقف وخاصة في الأيام الممطرة وهو الأمر الذي يؤكد عدم صلاحية السباكة وحاجة بعض الأجزاء من هذا المعلم الى الصيانة والترميم ومن جهة أخرى هناك مشكل غياب وسائل التدفئة ومع حلول موسم البرد تنخفض درجة الحرارة كثيرا ويصعب على الطلبة انجاز فروضهم أو بحوثهم في جو بارد ورطب . أما ديوان الثقافة التابع لبلدية وهران باعتباره المسير للمكتبة الكتدرائية فيحاول بالامكانيات المتوفرة لديه اعادة الاعتبار لهذا المعلم التاريخي في انتظار صدور قرار تصنيفه معلماً محميا من طرف وزارة الثقافة وحسب ممثل الديوان فإن مشكل الانارة سيحل عن قريب ويتم حاليا اعداد بطاقة تقنية من أجل تأهيل شبكة الانارة وتصليحها خدمة للقراء وستجسد هذه الصفقة من ميزانية بلدية وهران للسنة المقبلة إلى جانب أمور أخرى تخص تسيير المكتبة وأصناف ممثل ديوان الثقافة بأن البلدية قد اهتمت مؤخراً بتأهيل شبكة الانارة بقاعة الميدياتيك التي تستغل كثيراً في تنظيم المعارض ومختلف التظاهرات الاقتصادية والثقافية وغيرها .