عد في المساء .. فسيعود المدير. قال له أنه سيعود في المساء و سيوظفه كما جاء ذلك في الإعلان .. ما كان أغباه حين صدق ذلك الإعلان .. يوم قرأه ،أمسك بالصحيفة بلهفة و شغف وراح يقرأ التفاصيل و يحدث نفسه . أخيرا وجدت الفرصة التي كنت تنتظر يا أحمد.. أخيرا وجدتها..هاهي اليوم بين يديك فلا تدعها تفلت منك..هيا تقدم وستجد أن كل شيء قد تغير وصار جميلا .. ويرتجف .. كل شيء على ما يرام .. أوراقك بين يديك وملبسك نظيف ومنظم .. يحدق في القضبان المنتصبة أمامه ..إنها طويلة و لونها أزرق جميل.. يحدق ويظل يحدق ثم يقترب أخيرا من الباب المجاور لها .. يفتحه ويدخل في ثبات وعزم . من أنت و ماذا تريد ..ويأتيه صوت البواب .. لقد عرفه من هندامه .. ليلح عليه أن يجيب إذ لابد أن يعرف من هو و ماذا يريد.. وتفتر شفتاه عن ابتسامة مرتجفة.. أبحث عن عمل .. ويناوله الاستدعاء.ويقترب منه البواب أكثر و يجيبه بعد أن يطلع على الاستدعاء.. طيب .. تفضل معي ويسير وراءه .. تجول عيناه في البناية الزرقاء الواقفة أمامه ..يغمره الدفء..لونها جميل لقد أعطاه الكثير من الأمل.. ويصلان أمام مكتب هو الآخر باللون الأزرق .. يلتفت إليه البواب و يأمره بالانتظار .. يغيب داخل المكتب ..وبعد لحظات يخرج فيأمره ثانية بالدخول .ويخفق قلبه وهو يفتح باب المكتب ..ويقترب من السيد المدير وهو يقول: السلام عليكم .. فيسمع الرد وعليكم السلام .. هيا تفضل ..أجلس . ويناوله الاستدعاء وعيناه تشع بوهج غريب.. أخيرا ستحصل على العمل و على المال والأمنيات الرائعة ..ويرفع السيد المدير نظره إليه: أظن أنك جئت تبحث عن عمل.. أسمح لي أن أقول لك بأنه ليس لدينا عمل الآن .. لقد أخذه غيرك. ويوشك أن يختنق ..وينتفض بقوة ..لم يحقق شيئا ..لم يصبح شيئا ..كل أحلامه تبخرت.