أبرز رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الأربعاء بعاصمة سيراليون، فريتاون، أن الجزائر باعتبارها من الدول المؤسسة لمبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد)، تشارك بشكل فعال في العديد من مشاريع التعاون الإقليمي في إطار هذه المبادرة الإفريقية، بما في ذلك في مجالات التنمية البشرية والزراعة وتجارة الطاقة ونقل التكنولوجيا. واستعرض رئيس الجمهورية، في هذا الإطار، جهود الجزائر في تجسيد العديد من المشاريع التكاملية، على غرار استكمالها للجزء الواقع على أراضيها من مشروع الطريق السريع العابر للصحراء الذي سيربط الجزائر بمدينة لاغوس النيجيرية، والشروع في إنجاز مشروع الطريق الرابط بين مدينتي تندوف في الجزائر و زويرات في موريتانيا، والذي سيفتح بدوره "آفاقا حقيقية لتنمية العلاقات الثنائية وتحقيق التكامل الإقليمي"، فضلا عن مد الألياف البصرية إلى غاية الحدود مع النيجروموريتانيا، وهو ما "سيساهم في تقليص الفجوة الرقمية ويعزز الولوج إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة لتكون متاحة للجميع". وأكد السيد رئيس الجمهورية، في ذات الصدد، بأن مشروع إنشاء خط أنابيب الغاز العابر للصحراء وصل إلى مرحلة متقدمة من الدراسات، معتبرا أن هذا المشروع "سيساهم في فتح آفاق واعدة لدول العبور والمنطقة بأكملها، ليس فقط من حيث تعزيز تكامل الأنشطة الاقتصادية وجذب الاستثمارات، ولكن أيضا من حيث تحسين الظروف المعيشية للسكان وحماية البيئة"، وفق ما جاء في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الوزير الأول السيد نذير العرباوي أمام المشاركين في المنتدى الإفريقي الثالث رفيع المستوى للتعاون جنوب -جنوب والتعاون الثلاثي الذي انطلقت أشغاله أمس بالعاصمة السيراليونية فريتاون. كما أضاف السيد رئيس الجمهورية بأن الدورة الرابعة للمعرض الإفريقي للتجارة البينية (IATF 2025) التي ستحتضنها الجزائر خلال الفترة من 4 إلى 10 سبتمبر 2025، تمثل "محطة هامة للفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال الأفارقة لاستكشاف فرص الشراكة والاستثمار في إفريقيا، في سياق مشروع التكامل الاقتصادي القاري". في الأخير، وبعد أن أكد على أن "إيمان الجزائر والتزامها بالتضامن الإفريقي ومساهمتها في تعزيز التعاون جنوب-جنوب قائم وثابت ودائم"، وعلى "حرصها الدؤوب على ترقية التعاون الإقليمي والإفريقي والدولي لبلوغ النتائج المرجوة وتحويلها إلى واقع ملموس، وتعظيم الاستفادة المتبادلة من التجارب المحلية، دعا السيد رئيس الجمهورية لاغتنام الفرصة ل"بناء نموذج تنموي شامل لجعل القارة الإفريقية شريكا فاعلا حقيقيا في بناء معالم نظام عالمي أكثر عدلا وإنصافا".