أكد عميد جامع الجزائر، الشيخ محمّد المأمون القاسمي الحسني، أن الصرح الدّينيّ الشامخ (جامع الجزائر)، الذي نريده حصنًا منيعًا للمرجعيّة الدّينيّة الجامعة، ومنارةً يكون فضاؤها محرابًا للعبادة، ورحابها فضاءً للعلم النافع، ومنصّة توازن معرفيّ؛ حيث يلتقي الطبيب بالفقيه، والمهندس بالخبير؛ وحيث يتحاور العلم والإيمان. جاء ذلك في كلمته الافتتاحيّة للملتقى الوطنيّ حول: "مكانة الطبّ النبويّ في الطبّ التقليديّ والتكميليّ"، المنظّم بالمدرسة الوطنيّة العليا للعلوم الإسلاميّة (دار القرآن)، بالشّراكة مع الهيئة الوطنيّة لترقية الصحّة وتطوير البحث العلميّ، تحت شعار: "تكامل أصيل بين الطبّ الروحيّ والنفسيّ والجسديّ". أبرز الشّيخ القاسميّ الدور المحوريّ الذي تؤديه دار القرآن، في تجسيد هذا التكامل؛ حيث تجمع بين تخصّصات العلوم الدينيّة والعلوم الكونيّة، مُرسّخةً بذلك رؤية شاملة للمعرفة. ودعا إلى تجاوز الحواجز المصطنعة بين مختلف فروع المعرفة؛ مؤكّدا أنّ هذا الملتقى يُمثّل رسالة واضحة لأهل العلم والباحثين، بضرورة التكامل بين الطبّ الروحيّ والنفسيّ والجسديّ. وفيما يتعلّق بالطبّ النبويّ، أوضح الشّيخ المأمون القاسميّ أنّه يتعين استكشاف مكانته الأصيلة في منظومة الطبّ، والنظر في تكامله مع الطبّ التقليديّ والتكميليّ، بعيدا عن الإفراط والتفريط، مبينا أن الطب النبويّ يعتني بالعافية قبل المرض، وبالوقاية قبل العلاج. وأكد ضرورة تأصيل المفاهيم المتعلّقة بالطبّ النبويّ، وبيان أنّه ليس بديلًا عن الطبّ بمعناه التجريبيّ المعروف؛ بل هو هديُ نبويّ شامل يتعامل مع الإنسان ككائن متكامل، جسدًا وروحًا. وفي كلمته الختامية للملتقى، أشاد العميد بالكفاءات النسويّة المشاركة؛ مبرزا الدّور المتزايد والمتميّز للمرأة الجزائريّة، في مختلف المجالات العلميّة والبحثيّة. ونوّه بحضورهنّ النوعيّ والعددّيّ في مثل هذه الملتقيات، كدليل على إرادة الإسهام الفعّال في بناء الوطن وتقدّمه.