قام وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد يوسف بلمهدي، الاثنين، بزيارة ميدانية إلى مستشفى الملك فيصل بمكةالمكرمة بهدف الاطمئنان على الحالة الصحية للحجاج الجزائريين، وذلك تزامنا مع اقتراب موعد الوقوف بعرفة، الركن الأعظم من مناسك الحج. وأكد بلمهدي في تصريح للبعثة الإعلامية الجزائرية أن الوضع الصحي العام للحجاج الجزائريين "مطمئن"، مشيرا إلى تسجيل "تحسن ملحوظ" في الحالات التي كانت تخضع للعلاج داخل المستشفى، حيث يرتقب أن يغادر أغلبهم المرفق الصحي اليوم أو غدا، وفق البروتوكول العلاجي المعتمد من قبل الفرق الطبية. وفي ذات السياق، نوه الوزير بالجهود التي تبذلها إدارة مستشفى الملك فيصل وكافة المصالح الطبية والإدارية، معربا عن ارتياحه لمستوى التنسيق والتعاون القائم مع البعثة الطبية الجزائرية المرافقة للحجاج. كما عبر بلمهدي عن شكره وامتنانه للمملكة العربية السعودية "لما توفره من تسهيلات وخدمات نوعية لحجاج بيت الله الحرام، لا سيما الجزائريين منهم"، مشيدا بمستوى التنظيم والرعاية الصحية الذي يشهد "تطورا ملحوظا من سنة إلى أخرى". من جانب آخر، عقد بلمهدي اجتماعا تقييميا مع أعضاء البعثة لجزائرية للحج بمركز جدة، حيث أكد بالمناسبة أن هذا المركز يعد "محطة محورية في مسار تفويج الحجاج الجزائريين نحو البقاع المقدسة"، مبرزا أن هذا المنفذ "يستقبل ما يقارب 63 رحلة تقل أزيد من 18 ألف حاج جزائري". وأضاف الوزير أن مرحلة العودة ستشهد تنظيم ما يقارب 80 رحلة نحو الجزائر، مشيدا بالجهود التي يبذلها أعضاء البعثة على مستوى مركز جدة، والذي يوفر –كما قال– "خدمات راقية للحجاج منذ لحظة الاستقبال الى غاية المغادرة". ..ندوة الحج الكبرى تتوج بجملة من التوصيات توجت أشغال الدورة ال49 لندوة الحج الكبرى، التي انعقدت بمدينة جدة السعودية، بجملة من التوصيات تتعلق في مجملها بضرورة تحسيس الحجاج بالأنظمة التي يجب مراعاتها في أداء مناسك الحج. وأوصت الندوة، التي نظمت هذه السنة تحت عنوان "الاستطاعة في الحج والمستجدات المعاصرة" بمشاركة وفد يقوده وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي إلى جانب ثلة من علماء وباحثين وذوي الاختصاص من مختلف أقطار العالم الإسلامي، بضرورة قيام الجامعات والمعاهد بدعم الدراسات والرؤى التي من شأنها أن تساعد على توضيح الاستطاعة الشرعية. و يرى المشاركون في الندوة أن ما تسنه المملكة العربية السعودية من أنظمة تعنى بتنظيم الحج و كذا شؤون الحجاج والمعتمرين، كتصاريح الحج، يندرج في باب الاستطاعة، أي قدرة الحاج على الاستجابة لمجمل الشروط الواجب توفرها فيه لكي يؤدي هذه الفريضة. وقد صدرت بيانات هيئة كبار العلماء في هذا الشأن بهدف توضيح أن مخالفة هذه الأنظمة يسبب اذى للحجاج والمعتمرين ويؤثر سلبا على الخدمات المقدمة. ويعد فاقدا للاستطاعة من كان مريضا وقد يتسبب مرضه في الحاق الأذى بالآخرين، كما هو الحال في وقت الأوبئة، حسب توصيات المشاركين في الندوة الذين قدموا عدة تسهيلات لغير القادرين بدنيا على أداء بعض المناسك وذلك من خلال استنابة أشخاص آخرين يقومون عوضهم بأداء المناسك. ويعد فاقد للشرعية كذلك، وفقا للتوصيات، المسلم الذي يستدين لأداء فريضة الحج وهو غير قادر على سداد هذا الدين لاحقا. وبالمناسبة، أشاد المشاركون بمبادرة طريق مكة للحجاج التي وفرت أعلى مستوى من الخدمة والراحة في رحلة الحج، كما نوهوا أيضا بمنصة نسك، باعتبارها حلا رقميا مميزا يقدم العديد من الخدمات لتسهيل الحج. وفي كلمة له خلال الندوة، أكد وزير الحج والعمرة السعودي الدكتور توفيق الربيعة، أن مستوى الجاهزية لموسم الحج الحالي بلغت حتى الآن نسبة أزيد من 97 بالمائة مقارنة ب81 بالمائة في نفس الفترة من السنة الماضية. وتبشر هذه المعطيات بأن رحلة حج 2025، التي يجدد فيها المسلم عهده مع الله طالبا المغفرة و التقرب اليه من خلال القيام بمناسك ومشاعر مقدسة في أيام معدودات من شهر ذي الحجة، ستكون مغايرة لسابقتها حيث تمت كل الترتيبات اللازمة بفضل ضبط خطة عمل محكمة معتمدة على تقنيات حديثة في مجال الذكاء الاصطناعي. ولهذا الغرض، عقدت العديد من اللقاءات سواء في البلدان المشاركة مثل الجزائر أو البلد المضيف لهذا التجمع العالمي للوقوف على مجمل الترتيبات لاستقبال أزيد من 7ر1 مليون حاجة و حاج، من بينهم حوالي 43 ألف من الجزائر. وأوضح بلمهدي في تصريح صحفي، على هامش هذه الندوة، أن الجزائر شاركت بوفد هام في أشغال هذه الندوة بحضور ممثلين عن بعثة الحج، على رأسهم رئيس مكتب شؤون الحجاج الجزائريين والقنصل العام بالبعثة الدبلوماسية الجزائرية في السعودية، السيد محمد عالم، والمدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، السيد الطاهر برايك. وأشار إلى أن "المشاركة الجزائرية استهلت بلقاء جمع وزير الحج السعودي بكافة رؤساء بعثات الحج، حيث تم تقديم جملة من التوجيهات التنظيمية المتعلقة بموسم الحج، لا سيما ما تعلق بجانب التفويج والرعاية الصحية للحجاج". وأضاف بلمهدي أن الجزائر شاركت في هذه الندوة من خلال ورشتي الإعلام والصحة تحت عنوان "التيسير والاستطاعة"، والتي تضمنت جلستين رئيسيتين، الأولى نظامية وتأطيرية بمشاركة كبار المسؤولين السعوديين، من بينهم وزير الحج، وزير الصحة ومدير الأمن العام، إلى جانب ممثلي مؤسسات معنية بخدمات الحجيج. أما الجلسة الثانية، فكانت علمية وشارك فيها كبار هيئة العلماء بالعربية السعودية وعدد من المفتين والعلماء من العالم الإسلامي، حيث تم التطرق إلى "مفهوم الاستطاعة في الحج مع التأكيد على أهمية مراعاة هذا الشرط في ظل الظروف الصحية والمناخية الحالية".