أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء السبت، على وجود توافق تام في الرؤى والمواقف بين الجزائروزيمبابوي تجاه القضايا الإقليمية والدولية، خاصة فيما يتعلق بتشجيع الحلول السلمية للنزاعات في إفريقيا، واحترام سيادة الدول، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية. وفي تصريح صحفي مشترك مع نظيره الزيمبابوي، السيد إيمرسون منانغاغوا، عقب المحادثات التي جمعتهما بمقر رئاسة الجمهورية، أعرب الرئيس تبون عن سعادته بهذه الزيارة، واصفًا إياها بالتاريخية، ومشددًا على أن البلدين يتقاسمان إرثًا نضاليًا مشتركًا في سبيل التحرر الإفريقي، ما يشكل قاعدة صلبة لتعزيز العلاقات الثنائية بينهما. واعتبر رئيس الجمهورية أن زيارة الرئيس الزيمبابوي إلى الجزائر تعكس الإرادة السياسية القوية لدى الطرفين لتطوير الشراكة بين البلدين، وهو ما تُرجم على أرض الواقع من خلال التوقيع على عدة اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم في مجالات حيوية، ضمن مخرجات الدورة الرابعة للجنة المشتركة الجزائرية-الزيمبابوية. وأشار إلى أن هذه الاتفاقيات تمثل خطوة جديدة نحو بناء شراكة استراتيجية، تقوم على أسس قانونية متينة، تسمح بدفع التعاون الثنائي إلى مستويات أرحب، كما أعلن عن الاتفاق على إنشاء مجلس أعمال مشترك لتشجيع رجال الأعمال على استكشاف فرص الاستثمار، داعيًا بالمناسبة زيمبابوي للمشاركة في الطبعة القادمة لمعرض التجارة الإفريقية البينية المزمع تنظيمه في الجزائر شهر سبتمبر القادم. وشدد الرئيس تبون على أن المحادثات الثنائية شكلت فرصة لتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا، حيث طغى عليها التوافق، لا سيما بشأن ضرورة دعم الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية، وتأكيد مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. كما تناول اللقاء التطورات في الساحة الدولية، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، حيث جدد الرئيسان إدانتهما للجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وأكدا دعمهما الثابت لحقه في إقامة دولته المستقلة. وفي سياق آخر، أعاد الجانبان التأكيد على دعمهما للقضية الصحراوية العادلة، باعتبارها آخر قضية تصفية استعمار في إفريقيا، مشددين على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير، وفقًا لمبادئ الأممالمتحدة. وبصفته منسقًا للاتحاد الإفريقي في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، جدد الرئيس تبون التزام الجزائر بمواصلة دورها في دعم جهود الاتحاد القارية الرامية إلى ترسيخ السلم والأمن، ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. وفي ختام اللقاء، أعرب رئيس الجمهورية عن ارتياحه لهذه الزيارة، وشكر نظيره الزيمبابوي على الدعوة التي وجهها له لزيارة بلاده، مؤكدًا عزمه على تلبيتها والالتقاء به مجددًا في العاصمة الزيمبابوية، في إطار تعزيز الروابط الأخوية والتعاون المشترك.