نظم مركز الفنون والثقافة بقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة احتفالية خاصة بمناسبة الذكرى الثالثة عشر لتسجيل الطقوس والمهارات المرتبطة بالزي النسائي الزفافي التلمساني "الشدة التلمسانية" ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي لليونيسكو. بالمناسبة، تم إبراز المهارات الحرفية المتصلة بالقرفطان الذي يعد من العناصر البارزة في "الشدة التلمسانية" وتم تنظيم هذه التظاهرة الثقافية بالتنسيق مع "جمعية الأصالة للفنون والصناعات التقليدية" من تلمسان تحت عنوان "لبسة القرفطان .. حكاية خيط ومجد مطرز" والتي عرفت مشاركة نخبة من المختصين في التراث والحرفيين والمهتمين بالأزياء التقليدية وحفظ الذاكرة الجماعية حيث يحتفون بزي القرفطان كجزء من العادات والمهارات الحرفية المتعلقة بتقاليد زي الزفاف التلمساني المصنفة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي العالمي لليونيسكو سنة 2012. وأكدت مديرة مركز الفنون والثقافة فايزة رياش أن هذه التظاهرة تهدف إلى "إبراز المهارات والحرف المرتبطة بلباس القرفطان باعتباره مكونا أصيلا في الهوية الجزائرية" و"التأكيد على ضرورة حمايته عن طريق تشجيع كل الحرف المرتبطة به". وقالت رياش أن "الاحتفاء بهذا العنصر المسجل يكون من خلال ضمان استمراريته بتشجيع الحرفيين على مواصلة إنتاج كل مكوناته" وبالتالي "المساهمة في التنمية المحلية". وتضمن برنامج الفعالية ايضا باقة من الأنشطة التي أبرزت التراث غير المادي واللباس التقليدي الجزائري من خلال معرض فني يستعرض نماذج متنوعة من القرفطان وملاحقه التراثية وكذا ورشات مفتوحة للجمهور للتعريف بفنون التفصيل والتطريز التقليدي إلى جانب معرض للصور الفوتوغرافية بعنوان "الصورة تحكي تراث". وعرض في هذا الشأن مصمم حرفي نموذج أصلي من القرفطان يعود إلى 1902 و"بلوزة القمحة" المعروفة ب "بلوزة الزعيم" يعود تاريخها إلى الفترة ما بين 1953 و1962ناهيك عن المكونات التابعة لزي القرفطان وهي القريعات والشاشية والكمام والتحويفة. وأكد نفس المصمم أن القرفطان "زي فاخر لبسته الجدات بكل اعتزاز وصنعته أيادي ماهرة بكل اتقان وهو يشمل 14 حرفة تشتغل كلها من أجل تصميم زي يعبر عن حضارة وثقافة الجزائر منها حرفة الفريض وغرزة المجبود والحلي بكل أنواعه". ومن جهته أوضح رئيس "جمعية الأصالة للفنون والصناعات التقليدية" نهاري ثالث اسماعيل أن تصنيف زي القرفطان في قائمة التراث اللامادي لليونسكو "أعطى ديناميكية جديدة" لهذا اللباس و"مدد تواجده عبر كامل التراب الوطني" ناهيك عن أنه "حقق عنصر انتعاش سوق الصناعة التقليدية بشكل عام أو المرتبطة بهذا الزي خاصة وأنه أصبح اليوم يلعب دورا في الدبلوماسية الثقافية من خلال ارتدائه في محافل رسمية رفيعة".