غلام: "انتقالي إلى نابولي كان مجازفة، لكن لم يكن بمقدوري رفض العرض الذي وصلني"

خص الدولي الجزائري الناشط في نابولي فوزي غلام صحيفة "ليكيب" الفرنسية في عددها الصادر أمس بتصريحات متعلقة خصوصا بمشواره حاليا في نادي نابولي بعد 3 أشهر من انضمامه إليه قادما من سانت إيتيان. الظهير الأيسر للمنتخب الوطني بدا سعيدا بتجربته الجديدة خاصة أنه ظفر سريعا بثقة مدربه الإسباني رافائيل بينيتيز وهو ما جعله يلعب مباريات كثيرة أساسيا ويعطي لمسيرته دفعا آخر، بعد أن أصبح يلعب بجانب نجوم في صورة هيڤواين، هامسيك، كاليخون والبقية.
"حمل قميص مارادونا أمر مدهش ومفاجئ لأنه كان دائما قدوتي"
وفي مستهل حديثه تكلم غلام عن اللاعب الأسطورة في نابولي ويتعلق الأمر بالأرجنتيني مارادونا الذي قال بشأنه: "شاهدت مارادونا وهو يرتدي تبانا قصيرا ويرقص وهو يداعب الكرة فوق أرضية الميدان والآن أنا من يجري الحركات الإحمائية في مكانه. لقد كان الأمر مضحكا لأنّ مارادونا يعتبر قدوة كل العائلة، لقد كنت مجبرا في المنزل على أن أحبه ورغم أني ولدت سنة 1991 إلا أنني أعرف عن ظهر قلب مشوار الأرجنتين في مونديال 1986. إخوتي الكبار لم يكفوا عن منحي أشرطة لقاءاته لما كنت طفلا صغيرا، وأؤكد لكم أننا كنّا نعلق صوره العملاقة (بوستير) على الحائط وكنّا نشتري أقمصته التي تحمل شعار شركة لوك سبورتيف. اليوم أرتدي نفس قميصه في نابولي، هذا أمر مدهش وأيضا مفاجئ خاصة أنّ انتقالي إلى هذا النادي تم في اللحظة الأخيرة".
"المسيرون أكّدوا لي استحالة حمل رقم 10 الذي يبقى دائما ل مارادونا"
وبالحديث عن مارادونا قال غلام: "لما وصلت إلى نابولي أول ما قاله لي مسؤولي النادي هو استحالة حملي رقم 10 لأنه يبقى دائما رقم مارادونا، هذا الأمر جعلني أحس أنّ هذا اللاعب العظيم ترك بصمته للأبد في هذا النادي، وتأكدت بأنه حتى بعد مرور 23 سنة من رحيله عن نابولي فإنّ أقمصته تبقى الأكثر مبيعا هناك حتى اليوم".
"نابولي لم يكن لينتظرني لو رفضت الانضمام إليه في الميركاتو الأخير"
وعن انضمامه إلى نابولي في نهاية "الميركاتو" الشتوي الأخير قال غلام: "لقد صرحت أني أرى نفسي أقوم بنفس مشوار لويكك بيرين في سانت إيتيان وأقضى كامل مشواري في النادي الذي تلقيت تكويني فيه، لكني قلت إنه لا يمكننا أن نتنبأ بما يخبئه لنا المستقبل في كرة القدم، والدليل هي مغادرة جيريمي جانو، إضافة إلى كل هذا فإنّ فريقا كبيرا لما يريدك في صفوفه ولا تأتي فإنه لا ينتظر طويلا ويستقدم لاعبى آخر في مكانك وهكذا تكون نهايتك، بالنسبة لي الذهاب في منتصف الموسم وفي سنة ستلعب فيها نهائيات كأس العالم كان مجازفة، لكني قمت بخيار على المدى البعيد ولم يكن بمقدوري رفض عرض نابولي".
"حياتي تغيّرت هنا والجميع يعرفوني هنا عكس ما كان عليه الحال في سانت إيتيان"
اللاعب الذي تنقل من سانت إيتيان إلى نابولي بصفقة قدرت ب 5.5 مليون أورو والتي ستضاف إليها قيمة 250 ألف أورو في حال حصوله على تتويج هذا الموسم مع نابولي أوضح بشأن مشواره في ناديه الجديد: "في سانت إيتيان لما كان الناس يشاهدوني خارج الملعب فإنه كانوا يتساءلون هل فعلا أنا غلام؟ لكن في نابولي الجميع يعرفوني الآن. لما قدمت إلى هنا تنقلت للتسوق في محل كبير واندهشت لما شاهدت كل العاملين هناك يتقربون مني ويطلبون مني التقاط صور تذكارية معهم، ومن كثرة الطلبات فإني فقدت ابني سفيان الذي يبلغ 3 سنوات بعض الوقت ولحسن الحظ أن أعوان الأمن وجدوه بعد ذلك. من يومها أصبحت أرتدي قبعة وأسير دون توقف في وقت أن زوجتي تتوقف لاشتراء بعض الأشياء. الأمر كان مماثلا عند جزار في حي يقطنه العرب بنابولي إذ اضطررت لقضاء ساعة كي أغادره، وفي إحدى السهرات بالسينما قضيت وقتا أطول ألتقط فيه صورا مع المعجبين وأمضي الأوتوغرافات مقارنة بوقت مشاهدة الفيلم".
"لم تبق لي حياة خاصة وأضع النظارات الشمسية كي لا يتم التعرف عليّ"
وفي سياق كلامه أضاف غلام: "في اليوم الذي سبق قدوم بورتو إلى نابولي (يوم 20 مارس الفارط) خرجت لاشتراء حذاء جديد كي ألعب به وبعد ساعة من ذلك وجدت صورتي في منتدى الأنصار وفي تويتر، هذا أمر مدهش جعلني أتأكد أنه لم تبق لي حياة خاصة عادية، بالقرب من منزلي توجد حظيرة تسلية لكنه ليس بمقدوري أن أنقل أبنائي إلى هناك". غلام الذي أوضح أنه يرتاح كثيرا بالبقاء في منزله الفخم الذي يطل على البحر في أعالي نابولي صرح ل "ليكيب" أيضا: "لما أخرج فإني أضطر لوضع النظارات الشمسية حتى لا يتم التعرف عليّ في كل يوم".
"خفت من النجوم في نابولي، لكن إجادتي للغة الإسبانية جعلتني أتأقلم سريعا"
وعن مدى تأقلمه مع حياته الجديدة في نابولي وخاصة مع زملائه في ناديه قال الظهير الأيسر للمنتخب الوطني: "كنت خائفا في البداية لأنه لم يسبق لي دخول غرف تغيير ملابس ناد آخر من قبل عدا سانت إيتيان، لقد كنت خائفا من التواجد وسط النجوم وقد قلت لنفسي إنه من الضروري أن أتأقلم سريعا كي يمكن لي الشعور بالراحة، لكن العكس حدث لأنّ الحارس بيبي راينا قام بتحيتي حين دخولي غرفة حفظ الملابس للمرة الأولى ورحّب بي أمام الجميع. معرفتي الجيدة للغة الإسبانية التي تعلمتها وأنا في المدرسة وأيضا لعب مباراة كل 3 أيام جعلاني أتأقلم سريعا مع أجواء نابولي".
"التدريبات شاقة جدا، زيدان كان محقا وهنا لا نلعب من أجل التعادل"
وأوضح غلام الفارق الكبير في مستوى التدريبات التي يقوم بها حاليا في نابولي وتلك التي كان يقوم بها حين كان ينشط في سانت إيتيان قائلا: "التدريبات هنا أقصر مما هو عليه الأمر في فرنسا لكنها أكثر صعوبة، وفي كل مرة أنهي الحصة التدريبية وأنا منهك. الآن فهمت لماذا زين الدين زيدان كان يقول إنّ الفترة التي قضاها في جوفنتوس هي التي تعب فيها كثيرا، لأننا هنا نلعب من أجل الفوز وليس من أجل التعادل، وأي مباراة مقبلة تكون هي الأهم في الموسم والضغط يكون رهيبا".
"سانت إيتيان حلم طفولتي وسأواصل متابعة مبارياته وأخباره"
وفي نهاية حديثه عاد غلام للكلام عن ناديه السابق سانت إيتيان الذي أصبح قريبا من إنهاء موسمه في المركز الثالث بالدوري الفرنسي والذي سيؤهله للعب الدور التمهيدي من "الشامبيونز ليغ" الموسم المقبل وقال بشأنه: "سواء تمكن في نهاية الموسم من ضمان مكانة مؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا أو سقط إلى الناسيونال (القسم الثالث) فإني سأواصل متابعة مباريات سانت إيتيان وأخبار النادي، لأنّ هناك بدأ حلم طفولتي وهنا في نابولي يتواصل".