قوجيل يستقبل رئيس الجمعية الوطنية للكونغو    بن مبارك يشيد بدور الإعلام الوطني    اللواء بن بيشة يُنوّه بدور الجزائر    دعوة إلى تعزيز التعاون في عدّة مجالات    تنصيب مدير عام جديد أشغال العمومية    إصلاحات سياسة التشغيل تجسّدت على أرض الواقع    ماذا بقي في رفح؟    فيلم فلسطيني يثير مشاعر الجمهور    وزير الاتّصال يكرّم إعلاميين بارزين    الجزائر تصنع 70 بالمائة من احتياجاتها الصيدلانية    في ملتقى افتتحه الأمين العام لوزارة الدفاع: تنويه بدور الجزائر في مواجهة التحديات الراهنة لإفريقيا    وزير الداخلية يؤكد من خنشلة: الرئيس يعمل على تغيير الأوضاع وتحصين البلاد    سطيف: حجز 383 غراما من الكوكايين و11 ألف قرص مهلوس    معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط : اتفاقية لتسويق المنتجات الجزائرية للتخصصات الكيمياوية بموريتانيا    رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الكونغو: الجزائر تشهد تطورا على كافة المستويات    وزير الاتصال محمد لعقاب من جامعة الوادي: الصحافة كانت مرافقة للثورة في المقاومة ضد الاستعمار    السفير الفلسطيني فايز أبوعيطة يؤكد: الجزائر تتصدر المعركة السياسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية    زيدان يحدد موقفه النهائي من تدريب بايرن ميونخ    سريع الحروش ثالث النازلين: نجم هنشير تومغني رسميا في جهوي قسنطينة الأول    تعزيز المرافقة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة    "حماس" تبلغ الوسطاء القطريين والمصريين بالموافقة على مقترحهم بشأن وقف إطلاق النار في غزة    ضبط كل الإجراءات لضمان التكفل الأمثل بالحجاج    الحماية المدنية..عيون ساهرة وآذان صاغية لمواجهة أيّ طارئ    رفع الحجم الساعي للتربية البدنية السنة المقبلة    دعم السيادة الرقمية للجزائر وتحقيق استقلالها التكنولوجي    صادرات الجزائر من الإسمنت 747 مليون دولار في 2023    حقوقيون يدعّمون المعتقلين المناهضين للتطبيع    الشهداء الفلسطينيون عنوان للتحرّر    وفاة المدرب سيزار لويس مينوتي    النخبة الوطنية تنهي المنافسة في المركز الثالث    "هولسيم الجزائر" تركب ألواحا شمسة بموقع الإنتاج    تعاون أكاديمي بين جامعة الجزائر وجامعة أرجنتينية    تهيئة مباني جامعة وهران المصنفة ضمن التراث المحمي    "الطيارة الصفراء".. إحياء لذاكرة المرأة الجزائرية    50 مصمّمة تعرضن الأزياء الجزائرية.. هذا الخميس    سياسة التشغيل ضمن سياسات التنمية الشاملة في الجزائر    تفكيك خمس عصابات مكونة من 34 فردا    حجز 134 كيلوغرام من اللحوم فاسدة    مدرب سانت جيلواز يثني على عمورة ويدافع عنه    المرصد العربي لحقوق الإنسان: إجتياح جيش الإحتلال الصهيوني لرفح "جريمة بحق الإنسانية"    "حصى سيدي أحمد".. عندما تتحوّل الحصى إلى أسطورة    سيدي بلعباس.. رهان على إنجاح الإحصاء العام للفلاحة    بلبشير يبدي استعداده لتمديد بقائه على رأس الفريق    "نمط إستهلاكي يستهوي الجزائريين    بيتكوفيتش يأمل في عودة عطال قبل تربص جوان    الإطاحة بمروج المهلوسات    الصناعات الصيدلانية : الإنتاج المحلي يلبي أزيد من 70 بالمائة من الاحتياجات الوطنية    وزير الصحة يشرف على آخر لقاء لفائدة بعثة حج موسم 2024    دراجات/طواف الجزائر-2024/: عودة نادي مولودية الجزائر للمشاركة في المنافسة بعد غياب طويل    500 موقع للترويج لدعاية المخزن    بلمهدي يحثّ على الالتزام بالمرجعية الدينية    قدمها الدكتور جليد قادة بالمكتبة الوطنية..ندوة "سؤال العقل والتاريخ" ضمن منتدى الكتاب    تعريفات حول النقطة.. الألف.. والباء    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مغني: “لقب زيدان الصغير عرقل مشواري نسبيا“
نشر في الهداف يوم 16 - 02 - 2010

لما أحرز المنتخب الفرنسي لأقل من 18 سنة كأس العالم لدورة 2001 ب”الباهاماس“، لم يتردّد عدد من الإعلاميين الفرنسيين في إجراء مقارنة بين اللقب العالمي لأكابر منتخب فرنسا عام 1998 والذي فاز به الشبان مع مراعاة النسبة بطبيعة الحال.
وقد حاول هؤلاء الصحفيون البحث عن لاعب يشبه زين الدين زيدان الذي كان بنسبة كبيرة وراء تتويج “الديّكة” بلقب 1998، فسرعان ما وجدوه في شخص مراد مغني -صانع ألعاب منتخب الشباب- فلم يكن منهم سوى إطلاق لقب “زيدان الصغير” عليه دون استئذانه أو أخذ رأيه في الموضوع...
هذا اللقب المستعار ما فتئ يتابعه طوال خمس أو ست سنوات سواء في الصحافة الفرنسية أو الجزائرية، ما جعله يرتبط ارتباطا وثيقا باسم النجم العالمي “زيزو”.
نقاط مشتركة تجمع الإثنين
والحقيقة أن للاعبين عدة نقاط مشتركة تجمعهما، أولاها الأصول الجزائرية، ثم طريقة التكوين حيث تكوّن زيدان في مركز نادي “كان“ ومغني في مركز “كليرفونتان“ الشهير، بالإضافة إلى التحكم في الكرة نفسه. كما أن الرجلين يتصفان بالخجل إلى درجة أنهما لا يلفتان كثيرا الأنظار في حياتهما اليومية الخاصة، وهو ما يثبت أن المقارنة جاءت على عوامل محسوسة. ومن شاهد إنجازات مغني فوق الميدان لما كان ينشط مع الفئات الشبانية أجمعوا على أن إمكاناته عالية جدا وهم ينتظرون بفارغ الصبر أن يصبح “زيدان الصغير” كبيرا حتى يستمتعوا بفنياته ويأخذ “الشاهد“ من أخيه الأكبر.
“مللت من تشبيهي ب زيدان “
عاملان أساسيان أخلطا “مخطط مشواره الرياضي” مثلما سطره الملاحظون. الأول لعنة الإصابات التي ما فتئت تلاحقه -ما عدا موسم 2006-2007 الذي خاضه دون مشاكل بدنية- ما حال دون تحسن مردوده لأن الإصابات تبقى العدو الأول للاعب، أما العامل الثاني فيتمثل في ربط اسمه باسم زيدان، حيث قال في الشأن: “لا أخفي عنكم أن هذا التشبيه أثر سلبيا في مسيرتي والذي بات يلازمني في كل وقت“، ليضيف لاعب لازيو روما: “لقد أرادوا رؤيتي في شكل لاعب آخر“، وهو ما لم يقبل به هذا اللاعب الخجول الذي ألصق به لقب مستعار لم يرغب فيه على الإطلاق.
“أردت أن أكون لاعبا غير معروف“
في الحقيقة أراد مغني –كما قال- أن يبقى “مغني” وليس لاعبا آخر، حيث أوضح في هذا الشأن: “إنه أمر سيء أن يُمثّل اللاعب شخصا آخر، والأسوأ مقارنتنا به. فمن يريد النجاح عليه أن يشق طريقه بنفسه بتأن وثبات. أردت أن أكون غير معروف وألعب بطريقتي الخاصة عوض تشبيهي بطريقة لاعب آخر”. لكن منذ ثلاث أو أربع سنوات وبعد مغادرته فرنسا باتجاه إيطاليا، انتهت عملية التشبيه، حيث أصبح يعتبر لاعبا يحمل اسم مراد مغني وليس “زيدان الصغير”. وقال مغني في هذه النقطة: “الآن وجدت راحتي لأني مغني، لأني لم أشعر أبدا بأني لاعب آخر غير مغني رغم تصريحات الوسائل الإعلامية”.
مريم هو الآخر ضحية “زيزومانيا”
وتبقى الصحافة الفرنسية متمادية بتشبيه أي لاعب له مواصفات زيدان، ما جعلها توقع ضحية أخرى ويتعلق الأمر بكمال مريم الذي سقط بدوره في فخ التشبيه والمقارنة باللاعب الأسطورة والتنبؤ له بمستقبل زاهر وأن فرنسا سيكون لها “لاعب آخر مثل زيدان”. وبعد موسم ناجح قضاه مع سوشو ثم مع أولمبيك مارسيليا خلال موسم 2003-2004، بدأ هذا التشبيه يثقل كاهله إلى درجة أن مشواره عرف بعدها فشلا ذريعا بسبب تلك المقارنة المتسرعة التي لم تجن لأصحابها سوى المشاكل وتحطيم مسيرتهم. ولحسن حظ مغني أن مشواره الرياضي ما زال طويلا وبقيت أمامه مواسم أخرى يستطيع خلالها الاعتماد على نفسه وإظهار إمكاناته ومميزاته الحقيقية وليست المستعارة.
زيدان هو النجم العالمي الوحيد الذي أخذ معه صورة تذكارية
وإذا كان مراد مغني يرفض جملة وتفصيلا أن يشبّه بزين الدين زيدان، إلا أنه يبقى رغم كل شيء مثله الأعلى والمعجب به، حيث أنه النجم العالمي الوحيد الذي أخذ معه صورة تذكارية، حيث قال والد مراد مغني في هذا الخصوص: “لما كان مراد يتربص بمركز التكوين بكليرفونتان، كان المنتخب الفرنسي الأول يجري تربصا بهذا المركز، فالتقى زيزو وطلب أن يأخذ صورة معه“، ليضيف أن ابنه لم يسبق له أن أخذ صورا تذكارية مع نجوم عالميين آخرين التقاهم وتعرّف عليهم لأنه لا يرى فائدة في ذلك.
“كان هنري حاضرا، لكنه فضّل العودة إلى بيته“
أما سعيد الشقيق الأكبر ل مراد، فيروي لنا قصة طريفة ومعبّرة حول هذا الموضوع لما أرانا صوره معلقة في جدار غرفة الجلوس: “أنظروا تلك الصورة التي أخذت من استوديو حصة تيلي فوت يوم الأحد 7 أكتوبر 2001، وذلك قبل المباراة الودية التي جمعت منتخبي الجزائر وفرنسا في “ستاد دو فرانس”. وقد تم دعوة مراد وزميلين له من المنتخب الفرنسي للشباب إلى هذه الحصة بعد أيام فقط من تتويج منتخب فرنسا لأقل من 18 سنة بكأس العالم، كما كان النجم الفرنسي تيري هنري حاضرا رفقة لاعب آخر للتطرق إلى مباراة الجزائر- فرنسا التي لعبت قبل يوم واحد. وعند نهاية الحصة، طلبت من مراد أخذ صورة تذكارية مع هنري فرفض قائلا: “هيا بنا نعود إلى المنزل، مكتفيا بتلك الصورة وهو يحمل كأس العالم التي فاز بها، ما يدل على أنه لا يعير اهتماما إلى الصور التذكارية مهما كانت أهميتها”.
سعيد، شقيق مراد، الذي يعرفه أحسن من غيره...
“صدقوني لم تروا إلا ّأقل من 60 بالمائة من مستواه الحقيقي”
مراد مغني لاعب ينحدر من سلالة عرفت بعشقها للكرة حتى النخاع. فوالده كان لاعبا في شبابه بالجزائر وكهاوٍ في صباه حيث لم يكن الاحتراف قائما في عهده، بينما مارس أخوه سعيد لعبته المفضّلة ضمن نادٍ من الدرجة البرتغالية الثانية. إذن لا داعي لذكر بأنه خلال اللقاءات العائلية، يكون موضوع الكرة المحور الأساسي للحديث العائلي، سواء تعلق الأمر بالمجال الوطني أو الدولي، فإن كل المواضيع التي تتطرق إليها “عائلة مغني” تناقش وتعالج وتحلل مثلما يفعله عامة الجمهور الجزائري، وحتى المقابلات الرياضية التي تبثها القناة الجزائرية “كانال ألجيري” تتابع بانتظام من طرف سعيد خاصة.
“تابعت مباراة الجزائر - زامبيا بملعب 5 جويلية وعمري ست سنوات“
وإذا كان هناك دليل قاطع على مدى تعلق “عائلة مغني” بالوطن الأم، فيتمثل في اعتراف سعيد : “في سنة 1985، تمكنت من متابعة مباراة الجزائر – زامبيا ملعب 5 جويلية لحساب تصفيات كأس العالم 1986”. هذا الحدث الذي يعود إلى 25 سنة خلت، يؤكد مدى حبه للجزائر وعمره لا يتعدى ست سنوات، ومنذ ذلك الحين بقي يتابع مشوار الخضر في السراء والضراء، كما أن طبيعته كلاعب تسمح له بإعطاء حكم “احترافي” على طريقة اللعب وأداء اللاعبين.
“لو يسترخِ قليلا، سيكون مردوده أحسن“
إذا كان هناك من لا يتردد في انتقاد مراد لمّا يقتضي الأمر، فهو أخوه سعيد : “أبي بإمكانه تأكيد ذلك، لما يقدّم مراد أداء سيئا، أكون الأول لتقديم الملاحظات”، وهو ما أكده الوالد لما طأطأ رأسه. والحقيقة أن سعيد تابع مشوار أخيه الأصغر عبر كل الأندية التي مر بها منذ الفئات الصغرى، كما يبدو قادرا على إعطاء رأيه بسهولة كبيرة حول مستواه الحالي : “صدقوني، مراد لم يظهر كل إمكانياته، لو يسترخِ قليلا سيكون مردوده أفضل بكثير” يلح سعيد في حديثه مضيفا يقول : “صحيح أن الجمهور الجزائري انبهر للفنيات العديدة التي قدمها، لكني أؤكد لكم بأنهم لم يشاهدوا سوى 60 بالمائة من مستواه الحقيقي. رأيته يلعب وأعرف إمكانياته الحقيقة، وباستطاعته تقديم الكثير”، يضيف سعيد قائلا.
“في المنتخب الوطني يعطيه سعدان الحرية في اللعب”
بالنسبة ل سعيد، فإن أخاه لا يلعب حاليا بإمكاناته الحقيقية لعدة عوامل يلخصها: “أولا، إصاباته المستمرة تحول في كل مرة دون استرجاع لياقته خاصة إذا غاب مطولا عن الميادين، ثم إنه لما يكون مستعدا للعب لا يحظى في بعض المرات بثقة مدرب لازيو (بلارديني) الذي يُفضّل التضحية بلاعب وسط هجومي كمراد في المواجهات الكبرى، ولمّا يكون مراد مقيدا بتعليمات تكتيكية صارمة من الطاقم الفني يصعب عليه الظهور بوجهه العادي” يشرح سعيد وضعيته بكثير من التعقل، لكن عندما يلعب مع المنتخب الجزائري يعطيه المدرب الوطني رابح سعدان بعض الحرية مما يسمح له باللعب بسهولة مثلما يتعوّد عليه والتألق بصورة خاصة.
“رغم إصابته أمام كوت ديفوارإلا أنه أدى مباراة في القمّة“
تألق مراد مغني بشكل لافت في المقابلات القليلة التي لعبها مع “الخضر” وخاصة في لقاء مصر بالقاهرة، لما كسّر وتيرة اللعب للفريق المنافس واحتفظ بالكرة مما سمح له بالاستفادة من عدة مخالفات، كما نجح في مباراة الخرطوم في خطف الأضواء من خلال الإحتفاظ بالكرة في اللحظات الحرجة وفي مهمة الاسترجاع، وهو نفس الأداء الذي نجح فيه خلال مباراة كوت ديفوار في كأس إفريقيا لما تميّز بنشاط كبير في وسط الميدان. “لاحظوا جيدا بأنه لعب تلك المباريات مباشرة بعد فترة النقاهة الناتجة عن الإصابات، والأكثر من ذلك لعب مباراة كوت ديفوار وهو لا زال يعاني من إصابة لم يشف منها، ورغم ذلك قدّم مردودا كبيرا، بفضل شجاعته. تصوروا ماذا سيفعل لو كان متمتعا بكل قواه” يقول سعيد الذي يتوقع أن يشاهد الجمهور الجزائري مراد مغني في المونديال بعد أن يسترجع كل قواه.
“آنّا” الأكثر جزائرية من الأمهات البرتغاليات
“آنّا” والدة مراد مغني من أصول برتغالية، ورغم لهجتها ذات النغمة الأوروبية، إلا أن شخصيتها تفرز طابعا جزائريا أصيلا. فبالإضافة إلى تواضعها اللافت، وهي ميزة خاصة بكل أفراد عائلة “مغني” فإن حديثها لا يخلو من حرارة وروح عائلية تذكرنا بأمهاتنا الجزائريات. ولمّا سألناها عن الجزائر أجابت : “أعرفها حق المعرفة لأني أزورها بانتظام منذ أربعين سنة، أي منذ زواجي، وقلما لا أزور الجزائر لأسباب طارئة” أجابتنا أم مغني.
“إحتفلت بعيد الأضحى بأولاد هداج“
حضورها الدائم الى بلد زوجها جعلها تتعلم التقاليد والعادات الجزائرية، ولو أنها لا تحسن التكلم بالعربية حيث تقول : “أفهم عادة ما يقال، لكني لا أستطيع التحدث بالعربية” ورغم ذلك تكنّ احتراما عميقا للثقافة الجزائرية حيث تجد نفسها وكأنها في بيتها وبدون بروتوكول كلّما تزور أولاد هداج : “في إحدى زياراتنا لأولاد هداج، صادف قدوم عيد الأضحى المبارك، حيث شاركت زوجتي العائلة في عملية الذبح” يقول زوجها علي الذي يضيف بأنها ذهبت للمسجد حيث تعتبر نفسها جزائرية حتى النخاع.
“مراد شديد الخجل“
وتجدر الإشارة الى أن أم مغني اعتنقت الدين الإسلامي عن قناعة منذ صباها، وهي تشعر بنفسها كالسمكة في الماء في ثقافة زوجها مع الاحتفاظ بالأشياء الجميلة من ثقافتها الأصلية بحكم أنها برتغالية الأصل. هذا المزيج الذكي بين الثقافتين الذي يجمع بين الأصالة والحضارة، يصنع قوة “آل مغني”، وهي عائلة متحدة تعيش حياة متواضعة وهادئة ساهمت بقدر كبير في تألق مراد في عالم الاحتراف والذي أخذه عن والده الذي مارس اللعبة بالجزائر، وهو البلد الذي يدافع حاليا عن ألوانه بكل جوارحه.
“ووالدته “آنا” ليست أقل فخرا من فلذة كبدها”
أما والدته فهي تتأسف قليلا لكونه خجولا فوق اللزوم خاصة عندما يحاوره رجال الصحافة. “تأسفت آنا لمّا أخذ مراد مكانا منزويا خلال حفل الاستقبال الذي نظمه الرئيس بوتفليقة على شرف المنتخب الجزائري بمناسبة تأهله لكأس العالم، وخاصة في الصورة الجماعية التذكارية مع الرئيس أين لم يظهر جيدا. ورغم ذلك فهي سعيدة برؤية ابنها يساهم في صنع فرحة الجزائريين، لذا فهي أكثر جزائرية من الأمهات البرتغاليات” يختم زوجها علي قائلا.
----------
علي مغني أسعد جد في الكون
إذا كان هناك شخص سعيد أكثر من غيره في عائلة مغني فإنه دون شك والد مراد، لأنه جاء إلى فرنسا بحثا عن عمل يقتات منه ويبني به مستقبله فإذا به اليوم يجد نفسه متقاعدا ومن حوله كل أبنائه وأحفاده يكبرون أمام عينيه مثلما أكده بنفسه لنا: “أن أهتم بأحفادي أهم شيء يمكن أن أقوم به في هذا الوقت بالذات “. وبعينين يشعّ منها بريق الفرح ظل يلعب مع “آدم“ و“عمران“ و هما ابنا سعيد ومراد على التوالي. أما هوايته الثانية فهي متابعة مباريات كرة القدم، خاصة وأنه كان يمارس كرة القدم قبل أبنائه في الجزائر، كما لا يفوّت أي فرصة لمتابعة مباريات البطولة الوطنية عبر “كنال ألجيري”، ويمكنه أن يسمّي لك عدة لاعبين ومن أجيال مختلفة، ما يؤكد درايته التامة بكل صغيرة و كبيرة عن الكرة الجزائرية.
أبناؤه و أحفاده يتنقلون إلى الجزائر دون مرافقة
“منذ أن كان أبنائي صغارا في السن كنت أرسلهم إلى أرض الوطن لقضاء عطلهم دون مرافقة، وهو الأمر نفسه الآن مع أحفادي لأنهم يحبّون بلدهم ولا داعي لمرافقتهم، لأن متأكد أنهم سيجدون كل العناية دون تواجدي إلى جانبهم”. هكذا قال لنا والد مراد “عمي علي“ الذي أكد بنا أنه عوّد أبناءه على حب الجزائر منذ نعومة أظافرهم وهو ما جعل مراد وسعيد يحبّان بلدهما الأصلي حتى النخاع. وقد أكّد لنا عمّي علي” أنه في كل مرة كانوا يعودون إلى فرنسا لا يتوقفون عن الحديث حول كل ما جرى لهم، وبالخصوص عن ثراء الثقافة الجزائرية، و هو الأمر نفسه الذي يقوم به مع أحفاده حاليا، حتى يتربّوا مثل آبائهم.
الرئيس بوتفليقة قال لي :“لقد تلقيت ضربات كثيرة بشجاعة نادرة“
نتذكر جميعنا أنه بعد اللقاء الفاصل الذي جمع منتخبنا أمام نظيره المصري في أم درمان، وفور عودة الوفد الجزائري على أرض الوطن، خصّص فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استقبالا من أعلى درجة لكل من شارك في ملحمة الخرطوم وذلك في قصر الشعب. وكانت الفرصة أمام اللاعبين لتبادل الحديث مع الرئيس الذي أبى إلا أن يوجّه لهم بعض الكلمات الطريفة. ولم يخف لنا مغني ما قال له الرئيس في ثوان قليلة جمعته به: “لقد قال لي فخامة الرئيس: لقد تلقيت عدة ضربات وأظهرت شجاعة نادرة فوق الميدان تعكس صورة الشخصية الجزائرية، وهو الكلام الذي لن أنساه ما حييت من طرف الرجل الأول في الجزائر“.
مغني يحمي ابنه عمران من وسائل الإعلام
على الرغم من أن مراد سمح لنا بتصويره إلى جانب أخيه سعيد، ووالده علي وبالخصوص مع والدته، واعتبر ذلك هدية لقراء جريدتنا مادام أن أمّه لم تكن معروفة من قبل لدى العامة ولم يسبق لها الظهور في أي وسيلة إعلامية قبل أن تظهر على صفحات “الهدّاف”، إلا أنه رفض أن تأخذ له صورة مع عائلته الصغيرة وخاصة مع ابنه عمران، لكي لا تعرض صورته كذلك في مختلف وسائل الإعلام. ويحمي مراد بطريقته ابنه، وقال لنا في هذا السياق: “أنا أحاول قدر المستطاع أن أحمي ابني عمران من الظهور في وسائل الإعلام وهي طريقتي لحمايته لا أكثر و لا أقل، وأريد أن لا يفهمها البعض بطريقة مغايرة. أقول هذا على الرغم من أنني رأيت صورتي مع ابني في الأنترنت و من شأن صور أخرى له أن تزعجه مستقبلا ولا أريد له ذلك”.
إبنا مراد و سعيد بينهما 3 أيام فقط
يبدو أن المصادفة فعلت فعلتها هذه المرة داخل عائلة مغني، أين عمّت الفرحة مرة واحدة عندما ازدان فراش سعيد (شقيق مراد) بابنه “آدم“ الذي ولد في 11 أفريل الفارط وبعده بثلاثة أيام فقط اكتملت الفرحة بميلاد “عمران“ ابن مراد لاعب المنتخب الوطني و“لازيو“ الإيطالي. وعليه فحفيدا “عمّي علي“ سيتربّيان مثل التوأم، مثلما أكّده لنا، مثلما حدث مع مراد وسعيد في انتظار ماذا سيسفر عنه المستقبل وما يخبّئه لهذين الطفلين.
“آنا” أطلقت زغاريد بعد انتهاء لقاء الخرطوم
كشف لنا والد مراد أن الفرحة عمّت البيت مباشرة بعد انتهاء اللقاء الذي جمع منتخبنا الوطني في أم درمان أمام نظيره المصري أين عاد الفوز لصالح زملاء مغني بالنتيجة والأداء. لكن المفاجئ في الأمر، حسبه، أن والدته “آنا” البرتغالية الجنسية أطلقت زغاريد لم يسبق لها و أن فعلتها من قبل، ما يؤكد تعلّقها، هي الأخرى، بالثقافة الجزائرية.
زملاؤه في لازيو أرادوا حضوره في لقاء صربيا
إرادة قوية تلك التي كانت تحدو مهاجم المنتخب الوطني مراد مغني للمشاركة في لقاء صربيا المقبل الذي ينتظر منتخبنا الوطني في 3 مارس القادم. وهذا ليس فقط لأجل الحضور وملاقاة رفاقه في المنتخب الوطني، بالإضافة على اللعب في ملعب 5 جويلية الذي يحتفظ بذكرى طيبة عنه بما أنه كانت له فيه أول مشاركة مع المنتخب الوطني، ولكنه كان يريد المشاركة كذلك من أجل رفاقه في “لازيو” الذين تمنّوا مشاهدته لأنهم بكل بساطة يستمتعون بمتابعته وهو يعبث بالمدافعين فوق الميدان.
لاعبو المنتخب يتصلون به للإطمئنان عليه
ورغم تواجده في فترة نقاهة، إلا أن رفقاءه في المنتخب الوطني لم ينسوه، بل يظلّون في كل مرة تتاح لهم الفرصة يهتفون له ويسألون عن تحسّن حالته الصحية. ومن بين هؤلاء الذين اتصلوا به يزيد منصوري، قائد “الخضر” ومدافع “رانجرز” مجيد بوڤرة، خاصة وأن هذا الأخير يعرف جيدا نوعية العلاج الذي يخضع له زميله مغني، لأنه سبق ل بوڤرة وأن عالج في المستشفى نفسه. هذا دون أن ننسى مدافع جمعية الشلف، سمير زاوي الذي اتصل هو الآخر بمغني ليرفع معنوياته ويسأل عن تحسّن حالته الصحية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.