في تطوّر مفاجئ وسريع للأحداث، قرّر مسيّرو مولودية الجزائر في آخر لحظة إلى تغيير موعد سفريتهم إلى مدينة حمام بورڤيبة التونسية من الساعة الحادية عشر صباحا إلى السادسة مساء.. وهو ما يعني أن برنامج الرحلة سيتغير كليا والفريق يكون قد حلّ بتونس في حدود الساعة العاشرة ليلا إذا لم يحدث أي تغيير طفيف، وإذا لم تكن الرحلة الداخلية بين العاصمة وعنابة شهدت أي تأخير. وكان أكبر المتضرّرين من هذا التعديل هم اللاعبون الذين اضطروا لتناول وجبة الإفطار بمطار رابح بيطاط بعنابة، وهو ما لم يضعوه في الحسبان في بادئ الأمر. المسيّرون قرّروا ذلك في آخر لحظة حتى لا يضيّع أي لاعب السفرية وحسب ما علمناه، فإن مسؤولي مولودية الجزائر اتخذوا قرار التأجيل بمجرد أن علموا أن هناك رحلة مسائية بين الجزائروعنابة وبها أماكن شاغرة، حتى يجنبوا أنفسهم أيّ عراقيل في رحلة الصباح، حيث لم يشأ الطاقم الفني أن لا يحضر اللاعب الفلاني ثم يتحجّج أنه تعوّد على النوم حتى منتصف النهار ولم يستطع النهوض باكرا والتنقل إلى المطار على الثامنة صباحا، أو شيء من هذه التبريرات الوهمية. ولكن السبب الرئيسي الذي جعل المسيّرين يغيّرون برنامج الرحلة هي المكالمة التي تلقاها المدرب “ألان ميشال“ من اللاعبين المغتربين مويسي ويوسف سفيان اللذين أكدا له أنهما سيعودان إلى الجزائر صبيحة أمس من أجل السفر إلى تونس مع زملائهم وعدم تضييع المزيد من الوقت، خاصة بعدما طمأنهم منسق الفرع عمر غريب أنهم سيحصلون على مستحقاتهم بمجرد أن تجد الأموال طريقها إلى خزينة الفريق. الوصول إلى عنابة الرحلة إلى عنابة تأخرت ب 4ساعات لاعبوا المولودية أفطروا في المطار و“كرهو حياتهم” كان حظ أعضاء الوفد المولودية المسافر عشية أمس إلى عنابة سيئا بسبب تأخر رحلة الخطوط الجوية الجزائرية إلى عنابة بأربع ساعات كاملة،حيث كان من المنتظر أن تقلع الطائرة على السادسة مساءا إلا أن الرحلة تأخرت إلى الثامنة والنصف قبل أن يصل اللاعبون خبرا جديدا بتأخر الرحلة إلى العاشرة ليلا وهو ما أرغم اللاعبين إلى تناول وجبة الإفطار في مطار هواري بومدين في غياب الأجواء الرمضانية التي تعودوا عليها في بيوتهم،إذ أصيبوا بملل شديد وهم في المطار من الرابعة مساءا إلى العاشرة(ست ساعات) والأكثر أنه كان ينتظرهم سفر ثاني من عنابة إلى حمام بورقيبة برا في مسافة تصل إلى 120 كلم وهو ما جعل بعض اللاعبين يردّد “لافريك وما شي هكذا” وتكون التشكيلة قد وصلت مركب حمام بورقيبة في حدود الثانية ومن صبيحة اليوم. برنامج التربص تغيّر و“ميشال“ يمدّده بيوم آخر وجاء قرار تأخير السفرية ليؤثر حتى على البرنامج التحضيري الذي سطره المدرب “ألان ميشال“ خلال التربص قبل السفر أمس، حيث اضطر لتمديد التربص بيوم واحد وتأجيل تاريخ العودة إلى 28 أوت، من أجل تعويض اليوم الذي خسره الفرنسي من الرحلة فقط من العاصمة نحو حمام بورڤيبة مرورا بعنابة. وكان “ميشال“ ينوي برمجة حصة تدريبية واحدة سهرة أمس تخصص للاسترخاء، رغم أن السفرية لن تدوم أكثر من ثلاث ساعات وهي ليست متعبة كما كان عليه الحال عند السفر إلى بولونيا. الأمور الجدية تنطلق اليوم يعطي الفرنسي “ألان ميشال“ ضربة انطلاقة التربص ومعه انطلاق الأمور الجدية عشية اليوم، حيث من المزمع أن تتدرب التشكيلة حصتين، الأولى تكون في حدود الساعة الخامسة مساء، فيما تكون الثانية في السهرة. ومن المنتظر أن يحافظ “ميشال“ على هذا النسق إلى غاية نهاية التربص، والتغيير الوحيد الذي من شأنه أن يحدث هو خلال المبارتين الوديتين أمام جندوبة وباجة، حيث لن تكون هناك حصة تدريبية حتى لا يرهق “ميشال“ لاعبيه كثيرا وهم تحت تأثير الصيام. ------------------------ “لا أطلب منهم لا تعويض مستحقات عام كامل، لا مسكن ولا سيارة، لكنني لن أعيد 30 ألف أورو لأنها حقي والله لا يحب الظلم” كيف تلقيت خبر تسريحك من المولودية؟ إلى حد اللحظة التي أتحدث فيها معك لم أتحصل على ورقة تسريحي (الحوار أجري سهرة الأحد الماضي)، فقد تكلم معي المسير عمر غريب عن قرار التخلي عن خدماتي لكننا لم نتوصل إلى الصيغة الملائمة حتى أغادر الفريق رسميا، كما أنني أنتظر صبيحة الغد (يقصد أمس) لأتصل ب “ألان ميشال” وأعرف منه إن كنت معنيا بمرافقة التشكيلة إلى تونس أم لا. يبدو أنك تريد القيام بواجباتك إلى غاية آخر لحظة حتى لا تلصق بك تهمة التخلي عن منصبك قبل تسريحك رسميا، أليس كذلك؟ هذا ما أردت قصده، فعندما يؤكد لي “ميشال” أنني مسرّح واسمي غير موجود في قائمة اللاعبين المتنقلين إلى تونس عندها أكون قد تحملت كامل مسؤولياتي “والعيب ما يجيش من عندي” (قالها هكذا بالعربية) ولا يقولون إن كمّاس هو الذي غادر الفريق ولم يكن مسرّحا لأنني مرتبط بعقد عليّ احترامه، كما يجب ألا أترك الفرصة لأي شخص لأن يقول عني إني لم أحترم العقد. هل الإشكال في قضية مستحقاتك التي تحصّلت عليها التي يريد المسيرون استرجاعها قبل تسريحك؟ نعم، هذا هو الإشكال القائم فالمسيّر غريب طلب مني أن أعيد الأموال التي استلمتها عندما أمضيت على العقد، لكنني رفضت طلبه رفضا قاطعا لأنه غير منطقي وهذا جنون والأكثر أني بسبب قراره هذا سأقضي موسما أبيض ولن أجد فريقا ألعب له. وضّح أكثر ... ماداموا هم من قرّروا تسريحي فلماذا أعيد الأموال التي أخذتها والتي تعتبر حقا لي؟ فبنود العقد واضحة ولو كنت أريد المشاكل للمولودية ومسيريها لطالبت بأن يمنحوني مستحقات عام كامل حسب العقد المبرم بيننا إذا سرّحوني من الفريق، لكنني ابن عائلة وقلت في قرارة نفسي “هذا مكتوب ربي”، فلم أطلب منهم إلا أن يمنحوني ورقة تسريحي فقط لكنهم لم يقتنعوا بذلك وأرادوا أن أعيد حتى 30 ألف أورو التي تحصلت عليها عندما وقعت على العقد في وقت أنهم هم من سرّحوني ولست أنا من أراد أن يغادر المولودية. تبدو متأثرا من الوضعية التي وصلت إليها ولم تكن تتوقعها من دون شك، أليس كذلك؟ طبعا، أنا متأثر جدا من الحالة التي أنا فيها الآن، فإضافة إلى أن الوقت داهمني وليس في صالحي لإيجاد فريق ألعب له وممكن جدا أن أقضي موسما أبيض فإنهم يريدون حرماني من 30 ألف أورو وكرة القدم هي مصدر رزقي الوحيد، فكما تعرفون أنا متزوج ولي ولدين وسأجد نفسي بدون فريق فمن أين أضمن قوتي في الأشهر القادمة؟ لكن أمامك أسبوع لإيجاد فريق في فرنسا، ألا ترى أن هذه المدة كافية؟ طبعا غير كافية، ففي فرنسا كل شيء مضبوط والفرق تقوم بعملية الاستقدامات قبل بداية التحضيرات ثم تنتهي من العملية نهائيا لتباشر تحضيراتها، وقبل أسبوع من نهاية فترة التحويلات من الصعب جدا إن لم أقل من المستحيل أن تمضي في فريق فرنسي على خلاف الأمر في الجزائر حيث يمكنك إيجاد فريق في آخر يوم من فترة التحويلات. أليست هناك إمكانية لأن تلتحق بفريق جزائري قبل 31 أوت؟ لا أدري، فأنا منشغل أولا بتسوية وضعيتي في المولودية ثم سأرى لكنني بنسبة كبيرة سأعود إلى فرنسا وأنتظر “الميركاتو” لعلي أعود إلى فريقي السابق. ألم تندم على تجربتك في المولودية التي كانت قصيرة جدا على خلاف ما كنت تتمناه؟ لا، لا أندم على شيء قمت به عن قناعة ولاعب كرة قدم يمكنه أن ينتظر كل شيء في مسيرته الكروية من أمور حلوة ومرة، فالشيء الذي أثر فيّ كثيرا هو أن حلم والداي وأفراد عائلتي لم يكتمل، فليكن في علمكم أنني كنت قادرا على البقاء في فريقي “أوجيا آلفور فيل” الذي ينشط في القسم الوطني وأضمن فيه على الأقل 50 ألف أورو وأكون قريبا من بيتي وعائلتي الصغيرة، لكنني أردت أن أحقق حلم والداي وعائلتي الكبيرة التي أقيم معها حاليا في باب الوادي باللعب في المولودية، فقد التحقت بهذا الفريق لأؤدي معه موسما كبيرا وأسجّل الكثير من الأهداف وليس من أجل المال لكن للأسف مسيرتي توقفت قبل أن تبدأ. يردّد البعض أنه من بين الأسباب التي دفعت الإدارة إلى الاستغناء عنك قضية إصابة قديمة تعاني منها، هل هذا صحيح؟ كيف أعاني من إصابة قديمة وأنا الذي لعبت مع فريقي السابق معظم مباريات الموسم الماضي، فما يقولونه غير صحيح وأفضل دليل أني شاركت في مباراة الجولة الأخيرة يوم 29 ماي الماضي وسجلت هدفين. بمعنى أن الإصابة ممكن أن تعاودك في أي وقت وسبق أن أبعدتك في المواسم الماضية من المنافسة لمدة طويلة. المسيرون طلبوا مني الخضوع إلى فحوصات طبية جديدة وأكدوا لي أني أعاني من إصابة قديمة قد تعاودني في أية لحظة، لذا سأتأكد بنفسي من هذه القصة عندما أعود إلى فرنسا وأجري مراقبة طبية معمقة. ألا تعتقد أنك لم تحسن استغلال الفرص الكثيرة التي أتيحت لك في المباريات الودية لاسيما في مباراتي القبة والرويبة؟ تعرفون أني أصبت قبل تنقلنا إلى بولونيا وكانت تلك الإصابة من بين الأسباب التي حرمتني من الظهور بكامل مستواي في اللقاءات الودية التي لعبتها، ورغم ذلك كنت مسجل هدف التعادل في المباراة الودية الثالثة على ما أظن لكن الأمر اختلفت عندما عدنا إلى الجزائر حيث أعترف بأني ظهرت بوجه شاحب في مقابلتي القبة والرويبة. ألا تشعر بخيبة أمل أو بأن قرار تسريحك قبل بداية الموسم تقليل من قيمتك وإمكاناتك؟ إدارة المولودية حرة فيما تفعله وتراه في مصلحة الفريق، فأنا أعرف إمكاناتي وسيرتي الذاتية تتحدث عني وميشال لو لم يكن يعرفني منذ مدّة لما ألحّ على استقدامي. الأمر الذي اعترف به أني عانيت من زيادة في الوزن ورغم ذلك كنت أجتهد كثيرا في التدريبات لأخفضه. ما هي خلاصة القول الآن؟ لا أطلب شيئا من الإدارة لا أن تمنحني بقية مستحقات العقد إلى نهايته ولا أريد لا مسكنا وحتى السيارة سأعيدها لهم ولا أفكر في رفع القضية إلى “الفيفا”، أريد فقط أن يمنحوني ورقة تسريحي وألا يطالبوني مجدّدا بإعادة الأموال فهي حق لي والله لا يحب الظلم، لأننا أمضينا على العقد بالتراضي وبموافقة الجميع والآن إذا أرادوا تسريحي فلست أنا المسؤول ولابد أن يتم ذلك بالتراضي حتى تبقى علاقتنا جيدة وأغادر بدون مشاكل لأني لست من أولئك الذين يصطنعون المشاكل، فرغم ما حدث لي إلا أنني أتفهّم كل شيء وأتمنى كل التوفيق للمولودية. -------------------- المولودية تبرم عقدا تمويليا مع “سانسيلا” التونسية لسنة قابلة للتجديد شهدت قاعة الاجتماعات لفندق “السوفيتال” سهرة أول أمس إبرام العقد التمويلي الذي يربط إدارة المولودية بالشركة التونسية “سانسيلا” التابعة لمجمع “بودوس” للوازم الأطفال والنساء.. حيث حضر الرئيس المدير العام لهذا المجمع زهير عزيز إلى الجزائر للتوقيع على العقد الأول من نوعه لهذه الشركة مع ناد جزائري رغبة منها في المنافسة في السوق الجزائرية، في حين مثّل “العميد” رئيس مجلس الإدارة بوهراوة، رئيس الفريق عمروس والعضو طافات. حنيفي، معوش، سوكان وبن شيخة ضيوف الشرف حفل إبرام العقد حضرته بعض الوجوه الرياضية المعروفة التي لبّت دعوة الإدارة والشركة، والأمر يتعلق بكل من رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية حنيفي، اللاعبين السباقين في فريق جبهة التحرير معوش وسوكان ومدرب منتخب المحليين عبد الحق بن شيخة، كما حضر أحد مدراء وزارة التجارة. ميشال، مساعداه وزنير حضروا وزماموش وكودري مثّلا اللاعبين بالإضافة إلى ضيوف الشرف فقد مثّل لاعبي المولودية في هذا الحفل الحارس الدولي محمد لمين زماموش والقائد الثاني في الفريق حمزة كودري، كما حضر أعضاء الطاقم الفني (ميشال، عاشوري وبن عامر) والمدير الفني الجديد- القديم عبد الوهاب زنير. زهير عزيز (الرئيس المدير العام لشركة سانسيلا): “شرف كبير لنا تمويل المولودية، وهدفنا إقامة شراكة حقيقية” وتناول الرئيس المدير العام لشركة ”سانسيلا” زهير عزيز الكلمة وقال: “أنا سعيد بهذه الاتفاقية واخترنا تمويل المولودية لأنها ببساطة النادي الأكثر شعبية في الجزائر، إضافة إلى أنها مقبلة على مشاركات جهوية وإقليمية هامة مثل كأس شمال إفريقيا ودوري أبطال إفريقيا وشرف كبير لنا تمويل المولودية، كما أن المنفعة متبادلة وشركتنا تأسست منذ 40 سنة ودخلت السوق الجزائرية منذ سنتين فقط من خلال معملها المتواجد في عنابة ولديها 250 متعاون في الجزائر، فنحن بصراحة فضّلنا في البداية الإمضاء لسنة واحد قابلة للتجديد لكن طموحنا أكبر في الوصول إلى عملية شراكة حقيقية مادامت البطولة الجزائرية مقبلة على دخول عالم الاحتراف”. بوهراوة: “سنستفيد من خبرة مسير معروف سابق في الترجي التونسي” من جانبه أخذ رئيس مجلس إدارة “العميد” عبد القادر بوهراوة الكلمة ليثمّن هذه الإتفاقية، مشيرا في تدخله الذي كان طويلا إلى أن كرة القدم أصبحت مادة والمال هو الشرط الرئيسي والأهم في نجاح أي فريق، وأضاف أن التعاون مع شركة “سانسيلا” هو التعاون مع شركة حقيقية وليس مع شركات تظهر ثم تختفي فجأة وهذا التعاون جيد ويفيد الطرفين، فالأمر الإيجابي - قال بوهراوة- أن رئيس هذه الشركة رياضي ومسير سابق ومعروف في الترجي الرياضي التونسي وبالتالي نسعى إلى تبادل الخبرات والاستفادة من تجربته الطويلة ونحن مقبلون على أول بطولة تحترافية في الجزائر. ولم يتوان بوهراوة عن شكر هذه الشركة على دعّمها المولودية متمنيا أن تكون نتائج التشكيلة في المستوى وتشرّف كل الممولين. مليار و200 مليون وعلاوات التتويج والتأهل في دوري أبطال أفريقيا رفض الرئيس المدير العام للشركة الكشف عن المبلغ الذي ستتحصل عليه المولودية مقابل هذا العقد، لكنه أكد بالمقابل أن الفريق سيستفيد كذلك من عدة إمتيازات حيث سيحصل اللاعبون والطاقمان الفني والطبي على علاوات مغرية في حال التتويج بأحد الألقاب في نهاية الموسم مثل البطولة أو كأس الجمهورية أو كأس شمال إفريقيا، كما أن هناك منحا خاصة في دوري أبطال إفريقيا سترتفع مع تقدّم الفريق في الأدوار وتكون هامة جدا إذا وصل إلى الدور نصف النهائي، وكشفت بعض المصادر المقربة من الفريق أن قيمة العقد وصلت إلى مليار و200 مليون سنتيم إضافة إلى تكفّل هذه الشركة بتربصين للفريق في تونس الأول انطلق أمس في حمام بورڤيبة والثاني سيجري بعد عيد الفطر. ------------------- بوهراوة يُمرّغ سمعة المولودية في الأرض ومجلس الإدارة غاضب منه في حادثة مؤسفة وتعطي صورة واضحة عن نوعية أعضاء مجلس الإدارة الذين ستدخل بهم مولودية الجزائر عالم الاحتراف.. وهي في ثوب البطل الذي حاز على آخر بطولة في عهد الهواة، مرّغ رئيس مجلس إدارة مولودية الجزائر الجديد أحمد بوهراوة سمعة الفريق سهرة أول أمس، وسوّد صورتها لدى مسؤولي شركة “سونسيلا” التونسية، والذين كانوا ندموا على قبولهم فكرة توقيع عقد “سبونسورينغ” مع “عميد” الأندية الجزائرية، رغم ما سيعود عليها ذلك بالشهرة والتعريف بمنتوجاتها. وبدأنا نفهم لماذا يجد المسيّرون صعوبات كبيرة لإقناع أصحاب الشركات ورجال الأعمال بتمويل فريقهم رغم سمعته وعراقته، وما كانت لتتحرّك الأمور قليلا لولا تواجد رفيق حاج أحمد المكلف بجلب المموّلين وقوة الإقناع التي يملكها هذا الشخص. طلبوا منه أن يتحدّث عن تاريخ وشعبية المولودية لكنه لم يَحْك إلا عن المشاكل وكان مسؤولو أعضاء مجلس إدارة “العميد” قد اتفقوا على أن رئيس مجلس الإدارة أحمد بوهراوة هو من يصعد إلى المنصة الشرفية ليلقى كلمة ترحيبية ويوقع على العقد وفق ما يمليه منصبه الجديد، وطلبوا منه أن يعطي صورة جميلة عن الفريق حتى يحفّز مؤسسات أخرى حتى تحذو حذو “سونسيلا”، بالحديث عن تاريخ المولودية الكبير والقاعدة الجماهيرية الواسعة التي يملكها، لكن أعضاء مجلس الإدارة تفاجأوا بالرجل وبمجرّد أن شرع الصحفيين في طرح الأسئلة عليه، في الحديث عن مشاكل الفريق فقط، وهو ما جعل بعض أعضاء مجلس الإدارة الذين حضروا مراسيم حفل التوقيع يغادرون القاعة وهم في قمة الغضب. البعض تخوّف من أن يتراجع “التوانسة” عن توقيع العقد وأمام تمادي بوهراوة في الحديث عن مشاكل الفريق وفقط دون مراعاة الانعكاسات السلبية على سمعة الفريق التي تمرّغت في الأرض، بدأ الحاضرون من بيت المولودية يتهامزون عليه ويدعون الله أن يسكت قبل أن يتراجع مسؤولو “سونسيلا” على تمويل المولودية ويغيّرون رأيهم بعدما عرفوا كلّ كبيرة وصغيرة عن فريقهم الجديد من أول يوم يتعاقدون فيه معهم، مادام أن بوهراوة أبى إلا أن لا يفوّت فرصة أول ظهور إعلامي له بعد تعيينه في منصبه الجديد ليلفت الأنظار إليه. لكن ولحسن حظ مسؤولي “العميد” هو أن المدير العام لشركة “سونسيلا” هو الرئيس السابق للترجي التونسي ويعرف هذا النوع من المشاكل التي تعترض الأندية أكثر من بوقادوم نفسه. حكى عن التاريخ والجغرافيا والحضور “قريب رقدو” في القاعة ولم تكن علامات الاستياء بادية على مسيّري مولودية الجزائر فقط، بل امتدت إلى أغلبية الحضور الذين لم يفهموا سبب الكلمة الطويلة التي ألقاها بوهراوة، والتي لم يكن لها أي معنى سوى لأنه يتكلم من أجل الكلام أو من أجل تلطيخ سمعة الفريق. حيث تحدّث عن تاريخ المولودية ولاعبي جبهة التحرير الوطني، ثم مشاكل الفريق كعدم امتلاكه ملعب خاص يتدرب فيه، والمشاكل التي تواجه لجان الأنصار في تنظيم الجمهور يوم المباريات. وتحدث بوهراوة أيضا حتى عن “ليون” والمشاكل المالية التي واجهته، وهو الأمر الذي جعل “ميشال” ومساعده عاشوري ينفجران ضحكا، وحتى بقية الحضور قريب “رقدوا “ في قاعة المحاضرات التابعة لفندق “السوفيتال”. عمروس غضب كثيرا لأنه كان يظنّ أنه هو من سيوقع العقد وإذا كان بعض أعضاء مجلس إدارة “العميد” غضبوا من الرئيس الجديد أحمد بوهراوة بسبب نوعية الكلمة التي ألقاها وأساء من خلالها للمولودية والجزائر على حدّ سواء، فإن عمروس كان أشدّ الغاضبين من رئيس مجلس الإدارة لأنه كان يظنّ أنه هو الذي سيصعد إلى المنصة الشرفية ليجلس بجانب المدير العام للشركة التونسية، من أجل إلقاء الكلمة الترحيبية والإجابة على أسئلة الصحفيين ومن ثم توقيع العقد، لكن المكلف بجلب “السبونسور” رفيق حاج أحمد أكد له أن عهد توقيع عمروس على الوثائق قد ولى، وأن رئيس مجلس الإدارة هو الذي يخوّل له قانون الإحتراف الجديد. -------------------- تغطية إعلامية واسعة لمراسم حفل التوقيع يبدو أن تتويج مولودية الجزائر بلقب البطولة الموسم الفارط جاء ليزيد شعبية هذا الفريق واهتمام وسائل الإعلام بكل جديد عنها، وهو ما تجلى خلال حفل توقيع العقد مع الشركة التونسية “سونسيلا” سهرة أول أمس، حيث حظيت باهتمام إعلامي غير متوقع بعدما حضرت القناة الفضائية “كنال ألجيري”، قناة “نسمة” التي ظهرت مجدّدا وأكدت وفاءها ل “العميد”، وكذلك الصحافة المكتوبة التي كانت ممثلة في مختلف العناوين المختصة وغير المختصة، دون نسيان موقع أنصار المولودية الذي غطى الحفل أيضا. ممثلات “سونسيلا ” “شبعوا تصاور” مع بوهراوة و”ميشال” كانت الكلمة الخاصة التي ألقاها رئيس مجلس إدارة مولودية الجزائر الجديد محمد بوهراوة كافية لتجعل شعبيته تبلغ أعلى مستوياتها عند “الجنس اللطيف”، الذي كان حاضرا وخاصة ممثلات شركة “سونسيلا” اللواتي أصررن على أخذ صور تذكارية معه في نهاية الحفل، بعدما فهمن أنه أصبح هو المسؤول الأول في الفريق، وكان الرجل في قمة السعادة كما كان “ميشال” مطلوبا منهن لأخذ صورة تذركاية جماعية معه.
