سنعود أقوى وبدعم من الجمعية العامة من أجل العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة    وزير الاتصال : منع دخول الصحفي فريد عليلات الى الجزائر لا يتعلق به كمواطن بل كمبعوث للوسيلة الاعلامية التي يشتغل فيها    عطاف يجري لقاءين ثنائيين مع نظيريه البرازيلي و الاردني بنيويورك    الانتهاء من إعداد مشروع صندوق دعم الصحافة    بلمهدي يبرز أهمية التوجه نحو البعد الإفريقي عبر الدبلوماسية الدينية    مجلس الأمن يخفق في تمرير مشروع قرار متعلق بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة    فلاحة: القطاع على أهبة الاستعداد لإطلاق عملية الإحصاء العام    محاكم تجارية متخصصة: اصدار توصيات لتحسين سير عمل هذه المحاكم    "مشروع تحويل المياه من سدود الطارف سيحقق الأمن المائي لولايتي تبسة و سوق أهراس"    الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش يحضر جانبا من تدريبات النادي الرياضي القسنطيني    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    كاس الجزائر أكابر (الدور نصف النهائي): مولودية الجزائر - شباب قسنطينة بدون حضور الجمهور    فلسطين: ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 33 ألفا و 970 شهيدا    زيتوني يشدد على ضرورة إستكمال التحول الرقمي للقطاع في الآجال المحددة    مسار إستحداث الشركة الوطنية للطباعة جاري    فايد يشارك في أشغال الإجتماعات الربيعية بواشنطن    وزارة الدفاع: إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار و توقيف 10 عناصر دعم خلال أسبوع    من خلال إتمام ما تبقى من مشاريع سكنية: إجراءات استباقية لطي ملف «عدل 2»    الجهوي الأول لرابطة باتنة: شباب بوجلبانة يعمق الفارق    سدراتة و«الأهراس» بنفس الإيقاع    رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي يؤكد: تشجيع الإشراف التشاركي في العملية الانتخابية المقبلة    سطيف: ربط 660 مستثمرة فلاحية بالكهرباء    أرسلت مساعدات إلى ولايات الجنوب المتضررة من الفيضانات: جمعية البركة الجزائرية أدخلت 9 شاحنات محمّلة بالخيّم و التمور إلى غزة    سترة أحد المشتبه بهم أوصلت لباقي أفرادها: الإطاحة بشبكة سرقة الكوابل النحاسية بمعافة في باتنة    انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة : تأجيل التصويت على مشروع قرار الجزائر إلى غد الجمعة    أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا    وزير الاتصال و مديرية الاعلام بالرئاسة يعزيان: الصحفي محمد مرزوقي في ذمة الله    كرة اليد/كأس إفريقيا للأندية (وهران-2024): الأندية الجزائرية تعول على مشوار مشرف أمام أقوى فرق القارة    مجمع سونلغاز: توقيع اتفاق مع جنرال إلكتريك    68 رحلة جوية داخلية هذا الصيف    عون يؤكد أهمية خلق شبكة للمناولة    تظاهرات عديدة في يوم العلم عبر ربوع الوطن    لم لا تؤلّف الكتب أيها الشيخ؟    توزيع الجوائز على الفائزين    الحكومة تدرس مشاريع قوانين وعروضا    من يحرر فلسطين غير الشعوب..؟!    تفكيك جماعة إجرامية تزور يقودها رجل سبعيني    دعوة لضرورة استئناف عملية السلام دون تأخير    هذا موعد عيد الأضحى    أحزاب ليبية تطالب غوتيريس بتطوير أداء البعثة الأممية    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    أول طبعة لملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    بطاقة اشتراك موحدة بين القطار والحافلة    ضرورة جاهزية المطارات لإنجاح موسم الحج 2024    نحضر لعقد الجمعية الانتخابية والموسم ينتهي بداية جوان    معارض، محاضرات وورشات في شهر التراث    شيء من الخيال في عالم واقعي خلاب    مكيديش يبرر التعثر أمام بارادو ويتحدث عن الإرهاق    نريد التتويج بكأس الجزائر لدخول التاريخ    حجز 20 طنا من المواد الغذائية واللحوم الفاسدة في رمضان    نسب متقدمة في الربط بالكهرباء    تراجع كميات الخبز الملقى في المزابل بقسنطينة    انطلاق أسبوع الوقاية من السمنة والسكري    انطلاق عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سعدان المدرب “المنقذ” في البداية الذي يتحوّل دائما إلى “المُذنب” في النهاية
نشر في الهداف يوم 06 - 09 - 2010

رابح سعدان أو “كمال” كما يناديه أكثر المقرّبين منه، اسم ارتبط بتدريب المنتخب الوطني الجزائري، كيف لا وهو الذي أشرف عليه في مرّات كثيرة طيلة فترة 29 سنة،
وهو الوحيد الذي قاده إلى لعب أكبر تظاهر كروية في العالم ونقصد بها “المونديال” في 3 مناسبات كاملة. فتاريخ سعدان كمدرب يشهد له أنه أكثر المدربين مرورا على تدريب المنتخب الوطني، ويشهد أيضا أن ذلك لم يشفع له من تجنب انتقادات لاذعة في كل مرّة تجعله يغادره من أضيق الأبواب. “الهدّاف” ارتأت أن تقدّم حصيلة عامة لمشوار سعدان مع المنتخب الوطني للأكابر، والذي دام 29 سنة خلالها تذوق شيخ المدربين في الجزائر الحلو والمرّ...وقبل أن نفصّل في مشوار سعدان في العارضة الفنية ل “الخضر“ منذ أول مرة أمسك بزمامها سنة 1981 إلى غاية مباراة الولايات المتحدة الأمريكية في “المونديال” الفارط، وجب أن نوضح أن التحاقه المرّة الأولى لتدريب منتخب الأكابر جاء بعد مشواره الرائع كمدرب لمنتخب الأواسط في نهائيات كأس العالم التي جرت سنة 1979 بالعاصمة اليابانية طوكيو، حيث تمكن المنتخب الوطني آنذاك بجيل ذهبي من اللاعبين يتقدّمهم بويش، ياحي، شعيب، عصماني وآخرين من بلوغ الدور ربع النهائي من كأس العالم تلك بعد مشوار رائع في التصفيات، قبل أن تنتهي المغامرة أمام المنتخب الأرجنتيني بقيادة الظاهرة مارادونا الذي كان يلعب فيه وقتها. وقد انهزم المنتخب الوطني أمام الأرجنتين بنتيجة 5/1، غير أن ذلك لم يمنع من ظهور جيل للاعبين ممتازين خلقوا بعدها أفضل النتائج التي سجلها “الخضر“ في تاريخهم خاصة في “مونديال“ إسبانيا سنة 1982.
أشرف على المنتخب الوطني
في 5 مناسبات كاملة
ويبقى سعدان أكثر المدربين إشرافا على المنتخب الوطني منذ تأسيسه سنة 1963 خلفا لمنتخب جبهة التحرير الوطني الذي تم حله مباشرة بعد الاستقلال، حيث أنه قاد العارضة الفنية ل “الخضر“ في 5 مناسبات كاملة، الأولى كانت منتصف سنة 1981 أين تم تعيينه رفقة الثنائي روغوف - معوش مكان “رايكوف“ المُقال. وقد عمل هذا الثلاثي بنفس الصلاحيات، وتمكن المنتخب الوطني بقيادته من التأهل إلى كأس العالم 1982، قبل أن تقوم الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتعيين خالف مدربا رئيسيا للمنتخب شهر فيفري 1982، وتحوّل سعدان مساعدا له مع “روغوف“. وكانت عودة سعدان بعدها للإشراف على “الخضر“ بمناسبة دورة “الصداقة” في كوت ديفوار نهاية 1984، وقد تمكن وقتها من تأهيل الجزائر إلى “مونديال“ المكسيك الذي أنسحب بنهايته مجدّدا من تدريب “الخضر“ مدة 13 سنة كاملة. حيث كانت عودته في مطلع سنة 1999 أين قاد زملاء صايفي في لقاء تاريخي بليبيريا في عزّ أيام الحرب الأهلية هناك، وقد تمكن من تأهيل الجزائر إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم قبل أن يترك مكانه ل ناصر سنجاق بعدها. ليعود سعدان لتدريب المنتخب الوطني في النصف الثاني من سنة 2003 أين استمر مشواره إلى غاية نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت في تونس مطلع السنة الموالية، قبل أن ينسحب ويعود بعدها إلى المنتخب الوطني في 2007.
رأس العارضة الفنية ل “الخضر“مدّة 70 شهرا
وكانت عودة سعدان الأخيرة لتدريب المنتخب الوطني سنة 2007 هي الأطول في المناسبات التي أشرف فيها على تدريب “الخضر“، مادام أنها استمرت تقريبا 3 سنوات كاملة قاد خلالها زملاء المدافع عنتر يحيى للعب نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة في أنغولا، بعد غياب الجزائر عن الدورتين اللتين سبقت دورة جانفي الفارط، كما أنه تمكن من قيادة المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم التي جرت في جنوب إفريقيا، بعد 24 سنة غابت فيها الجزائر عن أكبر محفل كروي في العالم. ويبقى سعدان المدرّب الذي بقي أطول مدّة على رأس العارضة الفنية، وهذا في فترة 68 شهرا، ما يعادل 5 سنوات و 10 أشهر و13 يوما.
أهّل الجزائر إلى “المونديال“ 3 مرّات وأبعد من دورة المكسيك
ارتباط اسم سعدان بإنجازات الكرة الجزائرية مردّه إلى كون أنه هو من كان وراء تأهيل “الخضر“ إلى نهائيات كأس العالم الثلاث التي شاركت فيها، سواء في إسبانيا 1982 أو المكسيك 1986 وأخيرا في جنوب إفريقيا 2010. إذ تزامن تواجد سعدان في رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني في تأهل هذا الأخير إلى “المونديال“، وهو الأمر الذي عجز عن القيام به كلّ المدربين الآخرين الذين تعاقبوا على تدريب “الخضر“ منذ الاستقلال، وما أكثرهم. ويبقى الأمر الواجب التنبيه إليه هو أن سعدان إذا كان قد تمكن من تأهيل الجزائر 3 مرّات إلى كأس العالم، فإنه لم يكن حاضرا في الدورة النهائية إلا سنتي 1986 و2010 بعد أن تم جلب خالف مدربا رئيسا في مونديال 1982 وتحويل سعدان مساعدا له.
40 فوزا، 31 تعادلا و28 هزيمة حصيلته
لما قرّرنا أن نجري حصيلة المدرب سعدان على رأس العارضة الفنية ل “الخضر“ منذ أن مسك زمامها سنة 1981 إلى غاية آخر لقاء له فيها يوم الجمعة الفارطة أمام تانزانيا، كنا نتصوّر أن نجد سعدان عمّر طويلا في منصب مدرب وطني، لكننا لم نكن نتصوّر تماما أن نجد أنه قاد المنتخب الجزائري في 99 مباراة كاملة، منها 54 مباراة رسمية و45 ودية، وهو رقم هائل جدا ويصل تقريبا إلى نصف اللقاءات التي خاضها المنتخب الجزائري منذ 1963. وتبقى حصيلة سعدان على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني متوسطة على العموم، مادام أنه في 99 مباراة أشرف عليها تمكن “الخضر“ من تسجيل 40 فوزا مقابل 31 تعادلا و28 هزيمة.
تألقه لم يكن واضحا إلاّ في التصفيات المؤهلة لكأس العالم
والملاحظ على حصيلة سعدان مع المنتخب الوطني أنها كانت أكثر منها إيجابية في اللقاءات التصفوية التي أهلت “الخضر“ إلى كأس العالم في كل مرّة، سواء في 1982، 1986 أو في 2010، وهو ليس سرّا تماما على رجل ارتبط اسمه بقيادة الجزائر إلى “المونديال“ في كل مرّة مثلما ذكرناه أعلاه. وبلغة الأرقام، فإننا نجد أن سعدان في 23 مباراة تدخل ضمن إقصائيات كأس العالم، قاد الجزائر إلى تحقيق 17 انتصارا كاملا مقابل 3 هزائم و3 تعادلات، وقد سجّل “الخضر“ في هذه اللقاءات ال 23 كمّا هائلا من الأهداف بلغ 41 هدفا، مقابل تلقي الدفاع ل 12 هدفا فقط. ويبقى انتصار “الخضر“ برباعية في تونس سنة 1985 وأمام نيجيريا بثنائية نظيفة ب “لاغوس“ في 1981 وأمام زامبيا في “شيلابومبي” بذات النتيجة في 2009، أبرز النتائج التي سجلها “الخضر“ تحت قيادة سعدان في هذه التصفيات المؤهلة ل “المونديال”.
فاز ب 7 أهداف في أول لقاء وسجّل ثاني أكبر فوز في تاريخ الجزائر
وسيحتفظ التاريخ أيضا أن سعدان كان وراء تسجيل المنتخب الوطني لأثقل نتيجة في تاريخه خلال 29 سنة الأخيرة لمّا قاده إلى فوز ب 7 أهداف دون ردّ يوم 30 أوت 1980 في تصفيات كأس إفريقيا أمام المنتخب البوركينابي (كان يُدعى فولتا العليا وقتها)، ويعتبر ذلك الفوز هو ثاني أثقل انتصار للمنتخب الوطني منذ 1963 تاريخ تأسيسه، بعد ذلك المسجّل في “دورة الصداقة“ سنة 1973 أمام منتخب اليمن بنتيجة 15/1. ومن محاسن الصدف أن الفوز أمام بوركينافاسو بسباعية كاملة كان أول لقاء ل سعدان على رأس المنتخب الوطني، ولو أننا نعيد التذكير أن وقتها كان يوجد مساعدان آخران بجانبه في العارضة الفنية وبنفس الصلاحيات، ويتعلق الأمر بكل من معوش و“روغوف“. يذكر أن المنتخب الوطني حقق تحت قيادة سعدان نتيجة أخرى ثقيلة في 2003 بعد تغلبه أمام النيجر في ملعب 5 جويلية يوم 14 نوفمبر بسداسية نظيفة.
...وتلقى أثقل هزيمة في تاريخ نهائيات كأس أمم إفريقيا
وإذا كانت الجزائر ستحتفظ بكون أن سعدان قاد المنتخب الوطني لتسجيل ثاني أثقل فوز في تاريخ مواجهات “الخضر“، فإن التاريخ سيحتفظ كذلك بكون أن سعدان قاد المنتخب الوطني لتسجيل أثقل هزيمة للمنتخب الوطني في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس أمم إفريقيا لمّا عبت المنتخب المصري يوم 28 جانفي الفارط بتواطؤ مفضوح من الحكم البنيني بمنتخبنا الوطني، أين دكّ شباكه برباعية كاملة لم يسبق للجزائر أن تلقتها في كامل مشاركاتها التي سبقت في نهائيات كأس أمم إفريقيا. يذكر أن المنتخب الوطني انهزم أيضا برباعية تحت إشراف سعدان في لقاء ودي ب موسكو أمام نادي “توربيدو“ يوم 4 جويلية 1985 بنتيجة 4/1، كما أنه انهزم في مرّات عدة تحت إشراف سعدان بثلاثية نظيفة أمام “بي.أس.جي” في 1981، إسبانيا 1986، مالاوي، صربيا وإيرلندا في 2010.
عايش الجيلين الذهبيين للكرة الجزائرية لكن دون أيّ تتويج
وكان ل سعدان شرف معايشة الجيلين الذهبيين للكرة الجزائرية في الثمانينيات خاصة مع بلومي، ماجر، عصاد، فرڤاني، دحلب، كويسي وكامل اللاعبين الآخرين الذين قادوا الجزائر إلى القمة وتمكنوا حتى من قهر المنتخب الألماني في “مونديال“ 1982، والوقوف الندّ للندّ في وجه المنتخب البرازيلي في مونديال 1986 رغم الترسانة الكبيرة للنجوم الذين كان يضمّهم منتخب “السامبا” آنذاك. كما كان سعدان وراء بروز الجيل الحالي من اللاعبين بقيادة عنتر يحيى، زياني، بوڤرة وغيرهم من اللاعبين المغتربين الذين ساهموا في صحوة الكرة الجزائرية من جديد وقيادة المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم بعد 24 سنة من الغياب، بعد تأهلهم إلى “مونديال“ جنوب إفريقيا 2010 وبلوغهم نصف نهائي كأس أمم إفريقيا هذا العام بعد 20 سنة كاملة لم يتمكن خلالها “الخضر“ من بلوغ هذا الدور المتقدم من المنافسة الإفريقية. وإذا كان سعدان عايش جيلين ذهبيين من اللاعبين، فإن ذلك لم يكن كافيا له لأجل حصد أيّ تتويج، مادام أن التتويجين الوحيدين للمنتخب الوطني وهما كأس أمم إفريقيا والكأس الأفرو - أسيوية في سنة 1990 كانت بتواجد كرمالي مدربا ل “الخضر“ وقتها.
أكثر المدربين الذين أشرفوا على “الخضر“ عرضة للانتقادات
إذا كان تعيين سعدان على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني يتزامن تقريبا مع مرور هذا الأخير بمشاكل وبأزمات، وهو ما يجعل سعدان بمثابة “المنقذ” في كل مرّة لمّا يتمكن من قيادة “الخضر“ لتحقيق نتائج إيجابية تجعلهم يخرجون من عنق الزجاجة، حتى أصبح يطلق عليه “رجل المطافئ”، لكن الأمور سريعا ما تتغير للمدرب سعدان بعد أشهر قليلة لمسكه زمام الأمور، حيث تنطبق عليه مقولة “دوام الحال من المحال” ويصبح في غالب المرّات مغضوب عليه ويتعرّض لانتقادات لاذعة مثلما حصل، خصوصا بعد مشاركة الجزائر في “مونديال“ المكسيك 1986 وحتى بعد إقصاء رفقاء يبدة مؤخرا من “مونديال“ جنوب إفريقيا، أين لم تقتنع عدة أطراف بخيارات المدرب التكتيكية، وهو ما جعل السهام تفتح عليه ويعيش ضغطا كبيرا ويقرّر جعله مباشرة بعد التعثر أمام تانزاينا في أولى إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2012/2013 رمي المنشفة بعد أن قدم أمس استقالته ل “الفاف“.
نقص الصرامة والتصريحات الانهزامية وراء كلّ مشاكله
والظاهر أن الانتقادات التي توجّه ل سعدان في كل مرّة ليست للتشكيك في إمكاناته، ولكن مردّها للمشاكل الكثيرة التي تطرأ على مستوى التشكيلة الوطنية سواء من خلال علاقته مع بعض اللاعبين أو مع اللاعبين فيما بينهم، حيث لا يقدر على التحكم في المجموعة وهذا خاصة في المنافسات الكبرى، وهو ما يؤثر دائما في مردود المنتخب الوطني ويجعل نتائجه تتأثر بالجوّ العام السائد فيه. ويرى الملاحظون أن سبب ذلك هو نقص صرامة سعدان مع اللاعبين، وهو ما يجعلهم يفعلون ما يحلو لهم مثلما حدث ذلك في “مونديال“ المكسيك، وحتى في مغامرة “الخضر“ في جنوب إفريقيا الأخيرة أين سجلنا عدة حالات غير انضباطية ضمن صفوفه بطريقة أكثر من التي حصلت في نهائيات كأس إفريقيا في أنغولا. وإلى جانب ذلك، فإن التصريحات الانهزامية ل سعدان في كل مرة ومدى تأثيرها في اللاعبين الذين يفقدون ثقتهم في إمكاناتهم لقيادة المنتخب الوطني لتحقيق أفضل النتائج الممكنة جعلت الكثير يسخطون عليه.
كلامه قبل بداية “مونديال“ جنوب إفريقيا يدعو للغرابة ويطرح التساؤلات
وفي حديثنا عن التصريحات الانهزامية للمدرب سعدان، ارتأينا أن نقف عن بعض ما قاله قبل بداية “مونديال“ جنوب إفريقيا الذي أنهى “الخضر“ مشوارهم فيه مؤخرا، حيث أنه صرّح يوم 7 أفريل الفارط “المرتبة الأولى في المجموعة التي ضمّت الجزائر محسومة لأنجلترا“، في وقت حصد فيه “الخضر“ نتيجتهم الإيجابية الوحيدة في هذا “المونديال“ أمام زملاء “روني”، “لامبارد” و”جيرارد”. وكانت أكبر تصريحات سعدان الانهزامية تلك التي أدلى بها يوم 9 آفريل الفارط دائما لمّا قال بصريح العبارة: “ستكون مفاجأة لو مررنا إلى الدور الثاني في كأس العالم”، وهو كلام حتما جعل لاعبينا يعترفون منذ البداية أنهم أقل شأنا وإمكانات من منافسيهم في مجموعتهم، وهو الأمر الذي - ربما- يفسّر أيضا خوضهم للقائهم الأول في المنافسة أمام المنتخب السلوفيني بتخوّف كبير، وهو ما ساهم في هزيمتهم وخروجهم المبكر من هذا “المونديال”. ومن التصريحات التي تثير الغرابة والتي أدلى بها سعدان أيضا، هي تلك التي قام بها يوم 8 جانفي الفارط لمّا أعطى نظرته للبطولة الإفريقية بصفة عامة، حيث أكد يومها أن هذه المنافسة أصعب بكثير من كأس العالم... بدون تعليق.
عيبه الكبير عدم تحمّل مسؤولية يّ إخفاق في مشواره
ويبقى العيب الكبير للمدرب سعدان هو عدم تحمّله مسؤولية أيّ إخفاق سجله المنتخب الوطني تحت إشرافه، وهو الأمر الذي يبقى غير منطقي لمّا نجد أن مدرب المنتخب الإيطالي “ليبي“ المتوّج بكأس العالم مند 4 سنوات والمتوّج بكامل الكؤوس الممكن أن ينالها أيّ نادٍ على المستوى الأوروبي، لم يجد حرجا في التصريح علنا أمام وسائل الإعلام العالمية بعد إقصاء منتخب “الآزوري” من الدور الأول، أنه المسؤول الأول عن الإقصاء، وأنه يتحمّل كامل المسؤولية دون غيره، في وقت نجد أن سعدان لم يسبق له أن حمّل نفسه أيّ مسؤولية في أي نتيجة سلبية كانت، وهذا مهما كان حجم الإخفاق، حيث أنه يتحجج دائما بحجج لا يمكن أن يتقبلها لا العقل ولا المنطق، كمستوى الارتفاع عن سطح البحر، الحرارة، أرضية الميدان، نوعية الكرات، التحكيم وغيرها من الحجج، التي وكأنها تؤثر في لاعبينا فقط دون لاعبي المنافس، وهو الكلام الذي كره الجمهور الجزائري سماعه خاصة لمّا يكون الطاقم الفني واللاعبون المتسببين في أيّ نتيجة سلبية.
“مونديال” 86 أكثر النقاط السوداء bفي مشواره
وفي حديثنا عن سعدان، وجب أن نتوقف عند أسوأ فترة عاشها خلال إشرافه على المنتخب الوطني وهي كأس العالم 1986، أين خرج “الخضر“ في الدور الأول بتشكيلة كانت تضمّ وقتها أكبر اللاعبين الذين تعاقبوا على المنتخب الوطني في تاريخه بسبب تعرّض الطاقم الفني إلى ضغوطات من جهات عليا قصد إشراك لاعبين وإقصاء آخرين، ما خلق جوّا متعفنا في المنتخب الذي تحوّل إلى حرب تكتلات بين اللاعبين المحليين والمحترفين، وهو الأمر الذي لم يهضمه الجمهور الجزائري، وخاصة فئة متعصبة منه لم تجد من طريقة كي تشفي غليلها سوى التنقل إلى بيت سعدان العائلي أين كادت تحرقه بعد أن حمّلته مسؤولية الإقصاء المبكر ل “الخضر“ وقتها، وهي الحادثة التي أثرت كثيرا في نفسية سعدان وعائلته التي قضت شهورا وسنوات سوداء بسبب تلك الحادثة التي لم تندمل جروحها إلى حدّ الآن، بدليل أن سعدان كان صرّح منذ أشهر قليلة في “الهدّاف” أن ابنه يبكي بحرقة كلما يتذكر ما عاشه والده والعائلة في تلك الأيام التي أعقبت إقصاء المنتخب الوطني من “المونديال“ في 1986.
غادر “الخضر“ على عتبة المباراة رقم 100 من أضيق الأبواب
بعد تقديمه استقالته رسميا من على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني والتي قبلها روراوة دون تردّد، وجب التأكيد أن سعدان فشل في بلوغ رقم 100 مباراة على رأس “الخضر“ بعد أن كانت مباراة تانزانيا الأخيرة له حتما في مسيرته مع المنتخب الوطني هي رقم 99، ويبقى الأمر الذي “يغيض بزاف” هو أن سعدان وإن تحتم عليه رمي المنشفة هذه المرّة، فإن الحقيقة تبقى أنه غادر المنتخب الوطني من أضيق الأبواب، حيث كان الجميع يتمنى أن يحصل ذلك بعد المشاركة في “مونديال“ جنوب إفريقيا، خاصة أن نتائج زملاء بودبوز في آخر لقاءين أعقب مشاركتهم في كأس العالم كانت كارثية بعد هزيمة أمام الغابون وتعادل بطعم الخسارة أمام تنزانيا داخل الديار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.