بودبوز:...“لا يمكنني أن أعلق على تعيين بن شيخة لكن أتمنى له حظ موفق”

رياض بودبوز صانع ألعاب نادي سوشو الفرنسي وصاحب التمريرة الحاسمة في المباراة التي جمعت فريقه بنادي رين، يعود بنا في هذا الحوار ليكلمنا عن مردوده الجيد نهاية الأسبوع الماضي،
حيث قال إن فريقه لم يكن يستحق الهزيمة أمام فريق ران الذي لم يكن متفوقا على فريقه تماما، رياض الذي تحصل على أحسن نقطة في ذلك اللقاء من قبل مجلة “ليكيب” الفرنسية، يعود بنا أيضا للحديث حول المباراة المقبلة التي سيلعبها المنتخب الوطني أمام إفريقيا الوسطى بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الآن، وقال عنها إن الفوز فيها سيكون أمرا محتوما، مواصلا حواره الذي أجراه مع جريدتنا حول المقابلة التي جمعته وجها لوجه مع اللاعب الفرانكو-جزائري ياسين براهيمي.
-----------------------
بودبوز ضمن “قائمة شرف” الأفارقة في البطولة الفرنسية هذا الأسبوع
نشر موقع “فوت أفريك” الفرنسي المتتبع لشأن لاعبي القارة السمراء في فرنسا، قائمة أبرز اللاعبين الذين تركوا بصمتهم في “ليغ.1” هذا الأسبوع ضمن لائحة سُمّية ب”قائمة الشرف”، وقد جاء ذكر الدولي الجزائري رياض بودبوز إلى جانب 7 لاعبين أفارقة آخرين كانوا أبرز المتألقين مطلع هذا الأسبوع. وأشاد الموقع بمساهمة الشاب الجزائري الواعد في التعادل الذي عاد به فريقه “سوشو“ من “رين”، خاصة المخالفة التي نفذها بإتقان فوق رؤوس الزملاء مما أتى بهدف التعديل لناديه.
-------------------
مرة أخرى شاهدنا مردودك الرائع أمام ران، ما هو تعليقك؟
نعم أعتقد أنني أديت ما كان مطلوبا مني أمام ران، شعرت أنني في لياقة جيدة طيلة المباراة وأكدت أنني سعيد جدا بتقديم كل ما لدي أمام فريق جيد مثل ران، قدمت الكثير وأؤكد لك أنه لو لم نتلق ذلك الهدف في نهاية اللقاء لكانت مباراة السبت أقوى بالنسبة لي.
بالفعل خصوصا أن خسارة مباراة بتلك الطريقة في الوقت بدل الضائع مقلق نوعا ما، أليس كذلك؟
لا أخفي عليكم الخسارة كانت قاسية كثيرا، من المؤسف أن ننهزم في آخر اللقاء لأننا لعبنا بشكل جيد أمام رين على ملعبها، وأقول لكم إننا لم نكن نستحق خسارة تلك المباراة، أظن أن الحظ لم يحالفنا إضافة إلى أننا ضيعنا العديد من الفرص وكانت تنقصنا الفعالية خاصة في اللحظات التي شهدت سيطرتنا على مجريات اللعب.
كنت صاحب التمريرة الحاسمة التي سجل منها “باركي”، كما كنت وراء كل الفرص الخطيرة لفريقك، على ما يبدو أنك تحسن القيام بدورك كصانع ألعاب في” سوشو”، ما رأيك؟
أشكر الله على ذلك، الأمور تسير معي بشكل جيد في الأيام الأخيرة، كما سبق وقلت لك أشعر أنني في حالة جيدة ولذلك أحاول أن أقدم الأحسن لزملائي، وبالعودة إلى سؤالك، في “سوشو” أملك الحرية أكثر داخل الملعب. المدرب يمنحني مسؤولية أكبر في بناء هجمات فريقي وهو ما ساعدني كثيرا.
هذا يعني أنك تحبذ أن تلعب بنفس الطريقة مع المنتخب الوطني؟
نعم هذا بالضبط ما أريد قوله، أحبذ أن أحصل على مساحات أكبر في الفريق الوطني حتى أقدم المساعدة لزملائي في الهجوم بتقديم كرات حاسمة لهم، أريد أن ألعب في المنصب الذي أجد راحة كبيرة فيه، أعني في منصب هجومي أكثر مما تعودت عليه.
على كل حال فقد اخترت أفضل لاعب في مباراة يوم السبت، وعليه فإن هذا الأمر يريحك؟
بالفعل يريحني، ولكنها لم تفدنا في تجنب الهزيمة أمام “ران“، وأما على المستوى الشخصي فإن من الواضح أن اختياري أفضل لاعب يشجعني على المضي في هذا المسار، كما أتمنى أن تكون هذه هي بداية تطوير قدراتي وأن أكون في لياقة جيدة بل أبذل 100 في المئة من قدراتي، وطبعا أتمنى أن يعود هذا بالإيجاب على فريقي وعلى المنتخب الوطني أكيد، أما الآن فأنا على ثقة بأن أفضل وجه لبودبوز لم يكشف عنه بعد.
جبور سجل هدافا مع فريقه، عبدون تألق مع ناديه، زياني وغزال شاركا أساسيين وأنت قدمت ما عليك، هذا كله مع أنديتكم، لكن لدينا انطباع أن طريقتكم في اللعب مع أنديتكم تختلف عن ما هي عليه في المنتخب، بل أقل ما يقال عن طريقة لعبكم في المنتخب أنها ليست جيدة، هل من تعليق؟
أعتقد أننا بحاجة إلى أكثر من عمل وتنسيق وانسجام من حيث تنظيم اللعب في مباراتنا مع المنتخب الوطني، فالمجموعة تفتقد أكيد للعب الجماعي والانسجام، ولكن هذا بإمكاننا تخطيه بشكل سريع مع المنافسة واللقاءات التي نلعبها لنكسب تلك الطريقة الجماعية في اللعب ونكسب انسجاما وتنسيق أكثر أمام الشباك للتهديف وحل العقدة التي تلاحق المنتخب من هذا الجانب.
يوم السبت وبمناسبة استضافتكم نادي “نيس” على ملعب “بونال” ستقدم لك جائزة أفضل لاعب لشهر أوت، ما الذي يعني لك هذا؟
هذا الأمر يجعلني أشعر بالفخر والاعتزاز، لأن هذا التتويج يحتم عليّ مضاعفة مجهوداتي فوق الميدان لأحافظ على قوتي وإمكاناتي كاملة، كما أن تتويجي من قبل أنصار “سوشو” مؤثر جدا ويجعلني كلاعب أشعر بحبهم ووفائهم لي، وهذا طبعا شرف كبير لي، أما من جهتي فإنني سأبذل قصارى جهدي لأسعدهم وأنجح مع الفريق لتحقيق نتائج أحسن وأكبر في البطولة، ومثلما قلت سابقا فإن التتويج بالنسبة لي يعتبر مفخرة لي كلاعب في المنتخب الوطني الجزائري.
من خلال لقاءكم الأخير أمام “ران” تبدو مهمة سوشو هذا الموسم صعبة خارج الديار، أليس كذلك؟
ليس بشكل ثابت، فنحن نلعب بشكل جيد وننتج كرة قدم جيدة وهذا في نظري أمر جيد ومشجع، كما أعتقد أننا في بداية الموسم ولدينا الوقت اللازم مستقبلا لتصحيح الأخطاء التي وقعنا فيها، فما على أنصارنا إلا أن يطمئنوا، ف”سوشو“ هذا الموسم سيكون أفضل بكثير من العام الماضي، فهناك إمكانات كبيرة في المجموعة التي نملكها ومع مزيد من المباريات سيكون هناك تنافس أكثر ونكون قادرين على رفع التحدي وتقديم عروض أفضل.
لنعد إلى المنتخب الوطني، وأود هنا أن أعلمك بأن المدرب الجديد للمنتخب الوطني سيكون عبد الحق بن شيخة، هل من تعليق؟
تعلمون، ليس لدي أي تعليق أقدمه على تعيين المدرب الوطني، عبد الحق بن شيخة، لأن مسؤولية تعيينه والحكم على قدراته ليس أنا من أعلق عليها أو أقدم رأيي فيها، بل الإتحادية الجزائرية لكرة القدم هي أدرى بما تفعل، ومع ذلك أتمنى له كل النجاح مع المنتخب، أما بالنسبة لي كلاعب في المنتخب الوطني فأنا ما أزال رهن إشارة المنتخب وفي أي وقت يستدعيني سأستجيب وأحضر بسرعة التربص، كما سأحاول جاهدا أن أكرس طموحات وأهداف “الفاف” التي رسمتها وطبعا أتشرف بها، خاصة أنها وضعت التأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2012 هدفا لنشرف طبعا بلادنا والدفاع عن الصورة التي كانت لنا في الدورة الأخيرة، كما تعرفون جيدا أننا منتخب مونديالي ولهذا علينا أن نثبت جدارتنا بأننا نستحق هذا اللقب، كما أن مهمتنا واضحة في تسهيل مهمة المدرب الجديد للمنتخب الوطني وسنسعى جاهدين لجعل عمله معنا سهلا ونتعاون جميعا لتحقيق هدف واحد، هذا كل شيء.
زملاؤك في الفريق الوطني متفقون على أن التأهل إلى “كان 2012” يمر عبر الفوز في “بانقي”، هل توافقهم الرأي؟
أنا موافق على هذا الأمر كليا، وسنتنقل بنية الفوز إلى إفريقيا الوسطى في التاسع أكتوبر القادم، والانتصار في “بانقي“ سيضعنا في أحسن رواق مقارنة بمنافسينا الآخرين في المجموعة، والفوز خارج الديار يبقى دائما مهما من الناحية المعنوية كما تعلمون.
وهل بدأتم في التفكير لهذه المباراة؟
هذا أكيد، كما أنه من الطبيعي جدا أن نفوز حتى نرد اعتبار كل من وثق فينا بعد تعثر تنزانيا، وصدقني بأننا سنضع كل ما لدينا من إمكانات على أرضية الميدان أمام إفريقيا الوسطى حتى نعيد الثقة للشعب الجزائري ككل.
التقيت يوم السبت الفارط زميلك ياسين ابراهيمي، كيف كان لقاءكما؟
فعلا لقد التقينا وتحدثنا قبل اللقاء وبعده، وتبادلنا تحيات العيد وعن اللقاء الذي جرى يوم السبت الفارط أمام رين، وفي إحدى لقطات المواجهة التقينا وجها لوجه، وقال لي: “سأراوغك”، وأجبته: “لا لن تمر”.
وهل نجح في مراوغتك؟
لا، لقد تفوقت عليه ولكنها لقطة طريفة من صديق أحترمه كثيرا ورائع إلى حد بعيد، وما يعجبني أكثر فيه هي الإمكانات الكبيرة التي يحوزها.
وهل تحدثتما عن المنتخب الجزائري؟
نعم، أراد معرفة الأجواء في المنتخب الوطني وكل هذه الأمور، وكل الجديد المتعلق بالمنتخب الوطني ونتائجه السابقة.
هذا يعني أنه قد بدأ يميل إلى المنتخب الجزائري، أليس كذلك؟
لا يمكنني القول أني متأكد من هذه النقطة، لكن يمكنني القول إنه متعلق كثيرا بالجزائر عكس ما قد يتخيله البعض، والتحاقه بالمنتخب الوطني متعلق أساسا بمحيط اللاعب وقناعاته الشخصية، والكلمة الأخيرة تعود إليه.
مع قدوم بن شيخة، يمكن القول إن دما جديدا ضُخ في المنتخب الوطني، كيف ترى مستقبل المنتخب الوطني معه؟
كل شيء متوقف على رد فعلنا على أرضية الميدان، يجب أن نعمل على إعادة الأمور إلى مجاريها وإبعاد أنفسنا عن كل العوامل التي قد تدخل الشك في أنفسنا، ولا يوجد أحسن من العودة بالفوز من “بانقي“ لتحقيق ذلك، ومع الإمكانات التي نحوزها وظروف العمل التي وفرتها “الفاف” لا يمكننا سوى التفكير فيما هو أفضل، والهدف القادم هو وضع حد لكل النتائج السلبية التي أضحت تلازمنا من فترة طويلة، وسنتنقل إلى إفريقيا الوسطى للفوز ولا شيء سوى ذلك.
كلمة أخيرة لنختم هذا الحوار رياض، ماذا يمكن أن تقول؟
أتمنى حظا سعيدا للمدرب الجديد ونعود لتحقيق النتائج الإيجابية من جديد، ويجب على الشعب الجزائري أن يعلم أننا سنضحي حتى نعيد الأيام الجميلة التي ميزت المنتخب الوطني سابقا، ونعيد لهم البسمة من جديد والتي عرفوها منذ الأشهر الفارطة، وعليهم فقط أن يمنحونا ثقتهم، لأننا نلعب من أجلهم ومن أجل تاريخ بلد غال وعزيز مثل الجزائر دون أي حسابات أخرى.