الجزء الأول * المرجعيات المستوردة أحد أسباب الأزمة الأمنية التي مرت بها بلادنا * الحركة الإسلامية نزعت مكانة الإمام لما فتحت باب الثورة عليه * هناك محاولات خليجية وفارسية لطمس المرجعية الدينية الجزائرية وفرض مرجعية بديلة * الصراع الشيعي– الوهابي أنتج النار والدمار في اليمن والعراق وسوريا * الحركة الأحمدية تريد الحصول على الاعتماد في الجزائر * مصالح الأمن تلعب دورا كبيرا في حماية المرجعية الدينية في الجزائر * أجهزة الأمن تتابع التحركات المشبوهة ل 11 حركة دينية تريد أن تنشط في الجزائر * جماعة العصر وعبدة الشيطان توسع نشاطها في الجزائر بشكل مقلق * عاطفة تكفيرية تنتشر بقوة هذه الأيام بين الجزائريين * أنذرت سفارة الفاتيكان بأن الجزائر ليست بحاجة لأن تُبشر بدين جديد * الحركة القاديانية تهدف لترسيخ أسس التطبيع مع الكيان الصهيوني * بعض الفنانين والمثقفين لم يجدوا حرجا في إعلان مثليتهم * تعيين هيئة إفتاء في الجزائر أمر ضروري جدا * مشروع قانون لتجريم التشدد الديني والانحراف النحلي على طاولة الحكومة قريبا
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمد عيسى أن الجزائر لن تكون في يوم من الأيام أرض صراع وهابي- شيعي، معتبرا أن ما تعيشه دول الربيع العربي من نار ودمار سببه في المقام الأول تحولها لساحة حرب طائفية، كاشفا عن تشكيل خلية عمل لتقديم مشروع قانون لتجريم التشدد الديني والانحراف النحلي، وأضاف عيسى في حديث مطول مع "الحوار" ينشر على حلقات، أن المرجعية الدينية الوطنية هي صمام الأمن لوحدة الجزائريين، وأن هناك محاولات خارجية لفرض مرجعيات بديلة في بلادنا، مشيدا في السياق ذاته بالدور الكبير الذي تلعبه مختلف مصالح الأمن في الذود عن المرجعية الدينية الجزائرية.
* تكلمتم مرارا وتكرارا عن المرجعية الدينية الجزائرية وحذرتم من محاولات خارجيها لتغييرها، كيف ذلك ؟ المرجعية الدينية هي موروث ثقافي وحضاري لم نختره، وليست قرارا نتخذه، بل هي ميراث ممارسة تاريخية تعانق فيها النص القرآني والسنة النبوية الشريفة بالأعراف والعادات، بالمصالح وبالبيئة، وهو ما ذهب إليه العلامة ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين حيث قال إنه لا يمكن للمفتي أن يكون مفتيا دون أن يعرف أعراف أهل البلاد. معالم المرجعية أتلفت قصدا وهناك معارك دارت حولها، لأن المرجعية الدينية في الجزائر السيدة توقفت مع قدوم الغزاة الفرنسيين عام 1830، وأول ما قاموا به هو مصادرة الأوقاف التي تعتبر المورد الأساسي للحياة الدينية الموحدة، ثم هدموا المساجد وفرضوا نمطا تكوينيا للأئمة رغم إعلان اللائكية بدءا من العام 1905، ذلك أنهم أرادوا إماما يمجد الاستعمار، كما سعوا لتنظيم رحلات الحج بحيث تظهر راية الاستعمار، وهو ما منع بروز زعامة دينية في الجزائر… * تقصد حدثت قطيعة مع ما قبل الحقبة الاستعمارية…. – تمام، وهذا ما قصدته، وقعت ثغرة في طريق مسدود، حيث قام المستعمر البغيض بتكسير جزء من كروموزومات التدين في الجزائر، وقد كانت جمعية العلماء المسلمين هي من تمثل المرجعية الدينية، وهنا يوجد تساؤل مشروع لماذا الجمعية وليست الزوايا ؟، هل لأن الزوايا كان ينظر إليها على أنها رجعية ؟ وبالتالي فالمنظور سياسي، وهو ما شوش حقيقة على المرجعية الدينية. * هناك صورة نمطية عن الزوايا لدى قطاع من الجزائريين، أنها تغاضت عن جرائم المستعمر البغيض، ما قولكم ؟ هذه هي الرواية السياسية التي أثرت على الفضاء الديني بعد الاستقلال، وأبعدت الزوايا عن القرار الديني، كل هذا ولد ما يسمى بالصحوة، ومشكلة الصحوة أنها لم تنبع عن مرجعية موحدة بل عن مرجعية تكاد تكون مستوردة، ولو استعرضنا أسماء جميع الدعاة من جميع الاتجاهات لتأكدت تلك النظرة. دعني أذكرك بجماعة الدعوة والتبليغ التي كانت متواجدة في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وكذا الشيخ أبو بكر جابر الجزائري الذي أدخل اللامذهبية في الجزائر لأول مرة، أذكرك أيضا بكتب سيد سابق وسيد قطب والمودودي، وهي كتب صنعت وعيا إسلاميا أصيلل لحد كبير لأنه أخذ من الكتاب والسنة، وهنا أعود للتساؤل هل يمكن ربط الكروموزوم الأخير بالمرجعية الدينية الجزائرية؟، الجواب لا يمكن. * هل تعتبر هذا التضارب في مدارس المرجعية أحد أسباب الأزمة الأمنية التي مرت بها البلاد ؟ نعم هو سبب رئيسي، صحيح لم يولدها لكنه سمح للآخرين أن يستغلوا الإسلام في مشاحناتهم السياسية، ومن منبركم هذا أوجه نداء لطي هاته المراحل غير الطبيعية، وإعادة الارتباط بما قبل 1830 بل وما قبل الدخول العثماني للجزائر في 1518، لأن العثمانيين بدورهم فرضوا مرجعيتهم الحنفية على الجزائريين فأصبح لدينا الوقف المالكي والوقف الحنفي، وكثير من الوقفيات مسجلة وفق المذهب الحنفي، بل أزيد فأقول إن بعض الطباع التي اكتسبتها المرأة الجزائرية هي نتاج الفكر الحنفي العثماني، وإذا عدنا لما قبل المرحلة العثمانية نجد أنفسنا في مرحلة الحكم الإسلامي بالأندلس وهي ما أسميها "روح قرطبة" واعني بها آخر مرحلة عشناها أسيادا باختيارنا، كان فيها المذهب المالكي هو المذهب الرسمي، وكانت قراءة ورش هي القراءة المعتمدة، وكانت عقيدة أهل السنة والجماعة هي العقيدة، وكان التصوف تربية وسلوك وليس فلسفة، وكان العلم والإنتاج والانفتاح والتفاعل والحوار والترجمة والتواصل هو ديدن أجدادنا، ولما سقطت قرطبة واشبيلية وغرناطة ورثنا هذه الروح وأصبحت المدن الكبرى في شمال افريقية نسخة عن قرطبة، لكن هذا الميراث لم يعمر كثيرا للأسف بسبب الغزوات الصليبية المستمرة على شمال إفريقيا التي أدت لدخول المنطقة تحت حكم الخلافة العثمانية والمذهب الحنفي وهو ما جعل مرجعيتنا الدينية مركبة ومتفاعلة مع مرجعيات أخرى. وبعد تجربة الخواء طيلة الحقبة الاستعمارية البغيضة، ونظرا لحاجتنا للاستناد إلى سند ديني وفكري، فإنه في نظر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لا مناص من الرجوع لمرجعيتنا الدينية الأصيلة لأنها ميراثنا الحضاري، التي لا يجادل فيها أحد. ونحن نعتبرها الضمان الأساسي للوحدة السياسية لبلادنا. * تكلمت مرارا عن وجود جماعات تهدد الوحدة المذهبية لبلادنا وتخدم أجندات خارجية، ماذا تقصد بذلك ؟ إن قوة الجزائر الرئيسية هي الإسلام حسب توصيف المستعمر البغيض الذي فشل في اقتلاعه من صدور الجزائريين باعتراف كبرائه وأعلامه، الأمر الذي دفع به لأن يكيد للدين الحنيف بشتى الطرق، لكن الإسلام له حوامل تمنعه من كيد الكائدين، ألا وهم السادة الفقهاء، الذين كانت لهم خصوصية توحدهم هي المرجعية الدينية. والمرجعية على هذا الأساس يتمثلها رجال هم علماء الدين، وهي ما يقوله الشيخ والإمام، الذي له الكلمة الفصل، أما بعد الاستقلال لم يعد لهؤلاء الرجال وجود، دعني أذكرك أن غالبية أعضاء جمعية العلماء المسلمين انخرطوا في ميدان التربية والتعليم وتركوا الفضاء الديني، بالنظر إلى متطلبات المرحلة والتي كانت تقوم أساسا على إعادة بعث الهوية الوطنية الجامعة، ودون التطرق لجملة من الإكراهات التاريخية حينئذ فإن هذا المسعى جاء في إطار عرض قدمه لهم الرئيس الراحل هواري بومدين. حيث خيرهم بين التربية والمسجد فاختاروا التربية، حسب شهادة محمد الصالح رمضان. * هل لديك أسماء لهؤلاء المشايخ؟ أذكر منهم المشايخ: أحمد سحنون، عبد اللطيف سلطاني، الشاذلي المكي، وكثيرون آخرون… وبالعودة إلى قضية المرجعية التي يتمثلها الشيخ والإمام فإن الحركة الإسلامية نزعت مكانه لما فتحت باب الثورة عليه، وجرأت الناس على المسجد والإمام الذي صار يُطرد من محرابه ليستبدل بإمام حسب الطلب. * هل تقصد تيارا بعينه ؟ – لا، ففي تلك المرحلة لم يكن للحركة الإسلامية لونا معينا، فقد كانت تنبع من فكر عام تجده في كتابات سيد قطب، المودودي، ولم يكن للناس مرجعية ظاهرة خاصة مع فرض الإقامة الجبرية على الشيخين سحنون وسلطاني في الثمانينات. والحل في نظرنا يتمثل في إعادة إبراز معالم المرجعية الدينية. * ما هي هاته المعالم في نظركم ؟ تتمثل أساسا في المذهب المالكي، والقراءة برواية ورش عن نافع، عقيدة أهل السنة والجماعة، التصوف تربية وسلوك وليس فلسفة، زيادة على التأليف والإنتاج المعرفي الديني، الشريط، المحاضرة، المقالة….، ولذلك قمنا بطبع 86 عنوانا هي كلها إنتاج معرفي جزائري، بين مخطوط قديم تم بعثه، وبين مؤلف حديث، كل هذا يندرج في إطار سياساتنا لإحياء معالم المرجعية، فنحن نعتقد إذا رجع للجزائر وعيها بأنها تنتمي لمنظومة قيمية سامية مأخوذة عن منبع صافي هي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن لها رجال يستطيعون الدفاع عن هذه المرجعية وأن لهؤلاء رجال إنتاج معرفي محترم. هذا المستوى من الوعي هو ما نسعى لتحقيقه. واليوم أصبح في مقدور وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن ترفض مجيئ أي شيخ أو داعية للجزائر، وهو ما كان قبل نحو خمس سنوات مثلا من المحرمات، ويعتبر ضد الدين، وأصبح هذا الموقف مقبولا لدى الناس لأنهم فهموا أن هذا الداعية أو ذاك يحمل مرجعية غريبة عنهم. وبالرجوع إلى سؤالك فإنه توجد محاولات خارجية خليجية وفارسية لطمس المرجعية الدينية الجزائرية وفرض مرجعية بديلة في بلادنا، ومع تأسيس منظومة قانونية للدفاع عن المرجعية الدينية الجزائرية تسارعت خطى الفواعل الخارجية للحيلولة دون ترسيخ المرجعية الدينية الجزائرية الأصيلة، وهو ما يؤكد وجود طرف خارجي يخطط ويحرك وينظم الهجوم ضد مرجعيتنا، فما حصل ويحصل في ليبيا واليمن والعراق وسوريا من أحداث دامية بسبب الصراع الشيعي – الوهابي لا ينتج إلا النار والدمار أينما حل، وأقول بوضوح وصراحة لمن يريد فرض الوهابية أو التشيع كبديل عن المرجعية الدينية في الجزائر التي أساسها المذهب المالكي المتعانق مع المذهب الإباضي، الذي لا يسعى أبدا للتوسع كما يزعم البعض بل تعايش ويتعايش مع المذهب المالكي، أقول لهؤلاء إن الجزائر لن تكون أبدا نقطة صراع شيعية وهابية أبدا، فالجزائر عصية على ذلك ولا تريد ولا ينبغي لها أن تصبح ميدانا للحرب بين الوهابية والشيعة. لأن دروس التاريخ أثبتت أنه كل ما تقوى المرجعية تتوحد الجزائر وراء مذهب واحد، وعندما تتحلل المرجعية فإن ذلك معناه أن الجزائر ترهن مصير أمنها في يد دوائر أمنية تتحكم في الصراع الشيعي- الوهابي. وأكثر من هذا نحن نرى أن من يحرك هذا الأمر أيادي غير موجودة في الفضاء التقليدي، فلا نعتقد مثلا أن التبشير الشيعي يصدر من طهران فقط، هذا أمر تجاوزه الزمن، بل يصدر عن دوائر أمنية غربية معادية للإسلام والمسلمين. هذه الدوائر الغربية تستثمر في الدعوات التكفيرية والشيعية، والأحمدية، وحركات التيئيس كما تنبع منها حركات الشعوذة وغيرها. * على ذكر هذه الحركات تم مؤخرا توقيف شبكة للدعوة الأحمدية.. صحيح في عملية نوعية لوحدات الدرك الوطني تم توقيف شبكة للدعوة الأحمدية بولاية البليدة، أفراد هاته الشبكة، كانوا قد وصلوا إلى مرحلة متقدمة حيث اتخذوا لهم بينانا ليجعلوه مقرا وطنيا رسميا لهم، وكانوا يريدون أن يكون لهم مساجد خاصة بهم في الجزائر تقيم فيها الجمعية على مذهبها، فضلا عن سعيهم للحصول على التمثيل الرسمي في بلادنا، وحسب ملعوماتي فإنها ستطلب أو طلبت بالفعل من الجهات الرسمية اعتماد جمعية باسمها والترخيص لها بالنشاط العلني. كل هذه المساعي الأحمدية كانت تحت نظر الأجهزة الأمنية التي أوجه لها من منبركم هذا كامل التحية والتقدير، حيث كانوا يطلعونني دائما بكل جديد، والتنسيق بين وزير الشؤون الدينية والأوقاف ومصالح الأمن المختلفة مرتفع جدا بهدف حماية المرجعية الدينية الجزائرية. وأكثر من هذا هناك خلية متابعة دائمة تضم ممثلين عن الوزارة وأجهزة الأمن لمتابعة كل التحركات المشبوهة ل 11 حركة تريد أن تحجز لها موضع قدم في بلادنا، وكل هاته الحركات الشاذة لُفظ بها إلى أرضنا عن قصد حتى تشوش على مرجعيتنا النقية الأصيلة. * تقول لُفظ، بمعنى أنها غريبة عن بلادنا ولا بيئة حاضنة لها ؟ صحيح، فهي لم تنشأ عن ميراث ثقافي أو حضاري أو سابق وجود في بلادنا، نحن نتحدث عن حركات غريبة بالمطلق، هل تصدق أنه في الجزائر هناك جماعة العصر، وهم فئة من الناس لا يصلون من الصلوات الخمس إلا صلاة العصر، والأدهى من ذلك أنهم يصلونها عراة بالكامل، هل تصدق أن هذه الحركة تنشط في الجزائر ولديها أتباع في ولايتين حدوديتين لا أسميهما، كما يوجد في الجزائر عبدة الشيطان الذين توسع وجودهم بشكل مقلق، وحاولوا تنظيم نشاط علني بعنوان فني في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة الإسلامية، وتم تدارك الأمر وإلغاء هذا النشاط بفضل الله ويقظة خلية المتابعة. عبدة الشيطان ينشطون في الجامعات وبين تلاميذ الثانويات، ويجب التنبه لما يخططون له فهم يرتكبون كل ما نهى عنه الله عز وجل من محرمات. وإذا واصلنا الحديث عن قضية المرجعية والمخاطر التي تتعرض لها فأقول لك وبصدق إن الوهابية لا تشكل نفس الخطورة التي يشكلها التكفير الذي أصبح ينتشر بقوة مؤخرا، هناك عاطفة تكفيرية قوية جدا تنحو نحو العنف، حتى لا أقول ثقافة تكفيرية. وهناك أيضا مقالات تكتب في عدد من المواقع الإلكترونية بأسماء مستعارة هي أقرب بهدف زرع الفتنة في الجزائر، هذه المواقع تحت رقابة مصالح الأمن. مذهب الإلحاد كذلك يوجد له أتباع، وهنا أذكرك بما قامت به مصالح الأمن الإلكتروني التابع للدرك الوطني حيث قامت بتفكيك خلية إلحادية كانت تنشط عبر الفايسبوك، وبمتابعة ما كتبت ونشرت هذه الخلية أستطيع أن أقول لك إنني لم أقرأ في حياتي ما هو ألعن ولا أشد كفرا من هذا، وكانوا يعملون تحت غطاء ترجمة وتبسيط مبادئ الإسلام باللهجات الدارجة للجزائريين، فبلغ بهم الكفر إلى سب الذات الإلهية وسب النبي صلى الله عليه وسلم، ولعنوا الأنبياء عليهم السلام، وطعنوا في الكتب السماوية وتجرأوا على كل ما هو مقدس عند المسلمين. وكانت المفاجأة أن هذا الخلية مكونة من شابين جزائريين أعمارهما تترواح بين 23 و 24 سنة، وكل المؤشرات تفيد أنهما مجرد واجهة لخلية أكبر تعمل في الخفاء وهذا ما قلته في جلسة رسمية. والغريب أن الأسلوب المنتهج الذي اتبعته هاته الخلية وكذا اللغة المستعملة هي نفس ما استعملته خلايا الإلحاد في مصر والسعودية، أدركت هذا لأنني كنت متابعا للملف عن قرب، وهذا ما يؤكد وجود يد خفية تحرك. * ماذا عن حركة التنصير في الجزائر ؟ أستطيع القول أن نفس الكلام ينطبق على حركة التنصير، بفضائيها الكاثوليكي والبروتستانتي، الفضاء الكاثوليكي يعلن التزامه الشرعية ويعمل بحذر شديد وعليه توجب الدقة لتصيد أخطائه ونحن نراقب ما يقوم به، ففي كل مرة تدخلنا عند القائمين عليه وأنذرناهم وسأدعو ممثل سفارة الفاتيكان قريبا لأوضح له أن الجزائر ليست بحاجة أن تبشر بدين جديد. أما الفضاء البروتستانتي فنجد أنه فضاء نحلي وكثير من الكنائس غير الرسمية في الجزائر تعتبر عند الغرب المسيحي نحلا ممنوعة وتتابع قضائيا لكنها في الجزائر تعتقد أنه بإمكانها أن تغير دين الجزائريين وتسفه أحلامهم، وهي في تنسيق تام مع المسيحية الصهيونية.. وضف نفس الكلام إلى جماعة نادي الروتاري وغيره.. * في رأيكم ما هو العامل المشترك بين كل هذه الحركات الشاذة ؟ العامل المشترك بين هذه الحركات ال 11 التي تسعى لأن تهدم المرجعية الجزائرية وتستبدلها بأخرى، أنهم يعرفون جيدا ماذا يريدون ويخططون لأهدافهم بدقة، المشكل في شبابنا الذي لا يستوعب خطورة هذه المخططات، لأنه وللأسف قابل للاصطياد من طرف هؤلاء بسبب ضعف مداركهم ومعارفهم بدينهم أولا وبمخططات عدوهم ثانيا، أنا لا أتصور كيف يمكن لجزائري أن يعتقد بوجود نبي بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أن يكون قد باع نفسه أو ضميره أو أنه ينتمي لأجندة سياسية هدفها توفير البيئة الضرورية لترسيخ التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وهو ما لن يكون بحول الله. الإباحبة كذلك موجودة في الجزائر خاصة في الفضاء الثقافي، وأصبح بعض الفنانين والمثقفين لا يجدون حرجا في إعلان مثليتهم وإباحيتهم. وبالمحصلة فإن الهدف وراء كل هذه الحركات الشاذة هو زرع الشك لدى الجزائريين في مرجعيتهم الأصيلة والنقية ويمكن أن نصنفها كفصل من فصول الحرب النفسية. وهنا أكشف لكم أن جزءا من محاولة توحيد الخطبة هو بهدف البحث عن مدى التزامنا واجتماعنا حول صوت واحد جامع والحمد لله جاءت النتيجة في 25 مارس مطمئنة جدا حيث أبرزت تمسك الجزائرييين بأئمتهم الذين هم حملة المرجعية، وحتى الأئمة الذين يصفهم البعض بأنهم يحملون مرجعية مخالفة أثبتوا أنهم يحسنون أن يكونوا وطنيين وعليه، فالحل إذا يتمثل في إعادة بعث المرجعية والذود عنها. * هل سنشهد يوما ما تعيين مفتي عام للجزائر ؟ هذا أمر جد ضروري، مؤسسة الإفتاء في اعتقادنا سيترأسها مفتي ينتخب من طرف نظرائه الهيئة لمدة محدودة زمنيا إما يجدد له وإما يستخلف بغيره، ولن يستمر في منصبه لفترة غير محدودة. هذه المنظومة الدينية بمبادئها وقيمها ومعالمها ورجالها سندافع عنها بالقانون، وعلى هذا الأساس هناك خلية عمل تسهر على إعداد مشروع قانون لتجريم التشدد الديني والانحراف النحلي بحيث يصبح التطرف الديني وتمجيد الإرهاب جريمة في نظر القانون يتابع عليها مرتكبها قضائيا، كما يصبح الانحراف النحلي جريمة أيضا على أساسها نستطيع متابعة أي شخص يسب الصحابة أو أمهات المؤمنين قضائيا. استغلال ظروف الناس الاجتماعية لدعوتهم لمذهب آخر كذلك يصبح جريمة يعاقب عليها القانون الذي نسهر على إعداده وهو يأتي لحماية المرجعية الدينية الجزائرية من أي تهديد. وفي انتظار صدور هذا القانون يجب تنصيب هيئة عالمة تقوم بهذا الأمر، تلك الهيئة في نظرنا هي المرصد الوطني ضد الانحراف النحلي والتطرف الديني الذي سنؤسسه قريبا جدا والذي سيضم نخبة من الإطارات والعلماء والمختصين الجزائريين، وسيتولى هذا المرصد متابعة كل ما يتعلق بنشاط تلك الحركات الدخيلة على الجزائر وتقديم الرؤية والخطة والاستشارة للجهات المختصة في كيفية التعامل مع هذه التهديدات كلها. يتبع… تطالعون في الجزء الثاني: * قضية الأوقاف * المسجد الأعظم .. رمزيته ودوره.. ولماذا ينتقد ؟ * قضية الزكاة سبل تحصيلها ومصارفها * الظروف المعيشية للإمام.. هل هي مقبولة ؟ * القرض الحسن.. لماذا توقف ؟ حاوره: د/محمد دخوش