تعتبر فاطمة الزهراء زعموم واحدة من الأسماء السينمائية، التي تشتغل على أكثر من صعيد، تحفر في تجارب فنية مختلفة.. تربت وكبرت في برج منايل وتخرجت في سن الواحدة والعشرين (1988) من المدرسة العليا للفنون الجملية. وتتنقل مباشرة إلى فرنسا أين درست السينما وتخرجت من جامعة السوريون (1995). أصدرت أعمالا أدبية وأخرى متخصصة في الفنون الجميلة، من بينها ''25 فنانا جزائريا'' (1995)، ''إلى الراحلين''(1999) و''كيف دخنت كتبي''(2003). وبرزت في فضاء السينما، ونالت اهتماما في فرنسا وفي الجزائر، عبر الفيلم القصير الموسوم ''كرة من الصوف'' (2005) الذي سافر عبر كثير من الدول و المهرجانات العالمية ونال كثيرا من الجوائز والتشريفات، وعادت المخرجة سنة 1999 مع فيلم تجريبي ، يجمع بين الواقع والحلم، تحت عنوان ''زهر''، سيتم عرضه، بعد غد، في أول عرض شرقي له بالجزائر، بقاعة الموفار، وتتحدث عنه المعنية ''أردت عبر الفيلم نفسه غلق مرحلة سنوات العشرية السوداء التي أثرت على كثير من أعمالي وجملة تفكيري خلال السنوات الماضية''. فيلم رأى النور بفضل مجهود فردي، إرادة قوية ورغبة في الإبداع تحملتها فاطمة الزهراء زعموم، التي تحكي عبر سيناريو الفيلم نفسه، من خلال التركيز على مسارات ثلاث شخصيات مختلفة، مشاعر الخوف والرهبة التي حكمت علاقات الجزائريين فيما بينهم خلال سنوات الإرهاب، وتعلق ''لم أفكر في الخوض في أسئلة سياسية شائكة. الأهم بالنسبة لي هو نقل صورة عن علاقات الناس فيما بينهم وتأثيرات العشرية السوداء على يوميات أناس بسطاء''. ومن المنتظر أن يصدر، في السادس من الشهر الجاري، عبر قناة ''سيني سينما'' الفضائية، الفرنسية، أحدث أفلام زعموم الموسوم ''سيمبان عصمان، عامل في الميناء'' (52 دقيقة) الذي يستعيد سيرة وحياة واحد من أهم أسماء السينما الإفريقية، الذي فارقنا قبل ثلاث سنوات. وأرادت زعموم أن تقدم له تحية خاصة تقديرا لنضاله في مجال الفن السابع في القارة السمراء، حيث سافرت بغية إعداد الفيلم نفسه عبر كثير من البقاع، من بوركينا فاسو إلى السينغال ومن فرنسا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية.