نادى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في النّاس، وندبهم إلى المسير إلى لقاء العدو وذلك صباح الغد من معركة أحد، أي يوم الأحد الثامن من شهر شوال سنة 3 ه وقال: ''لا يخرج معنا إلاّ من شهد القتال''، فقال له عبد الله بن أبي: أركب معك؟ قال ''لا''، واستجاب له المسلمون على ما بهم من الجرح الشديد، والخوف المزيد، وقالوا: سمعاً وطاعة. واستأذنه جابر بن عبد الله، وقال: يا رسول الله، إنّي أحبّ ألاّ تشهد مشهداً إلاّ كنت معك، وإنّما خلفني أبي على بناته فائذن لي أسير معك، فأذن له. وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه حتّى بلغوا حمراء الأسد، على بعد ثمانية أميال من المدينة، فعسكروا هناك. وقد أقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بحمراء الأسد بعد مقدمه يوم الأحد الإثنين والثلاثاء والأربعاء 11 .10 .9 شوال سنة 3 ه، ثمّ رجع إلى المدينة، وأخذ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قبل الرجوع إلى المدينة أبا عَزَّة الجمحي، وأمر الزبير أو عاصم بن ثابت فضرب عنقه، لأنّه نكث وغدر فحرّض النّاس بشعره على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والمسلمين. وكانت هذه الغزوة حرباً غير منفصلة، أخذ كلّ فريق بقسطه ونصيبه من النّجاح والخسارة، ثمّ حاد كلّ منها عن القتال من غير أن يفرّ عن ساحة القتال ويترك مقره لاحتلال العدو.