عاش سكان 9 ولايات ليلة الجمعة إلى السبت حالة من الهلع والخوف نتيجة الأمطار الطوفانية التي تهاطلت دون انقطاع، متسببة في إحداث فيضانات عارمة أدت إلى غلق الطرق الرئيسية والثانوية، وكذا محاصرة 70 شخصا بولاية خنشلة، ناهيك عن الانهيارات بكل من ولايات الجزائر والبليدة وبسكرة، وفقدان شخص جرفته مياه الوادي بالمكان المسمى رشيش بلدية لقصر ولاية بجاية. سكان الوديان والقصدير بالعاصمة يقضون ليلة بيضاء خلفت الأمطار المتهاطلة على العاصمة وضواحيها منذ ليلة أول أمس انهيار وتشقق العشرات من البيوت القصديرية وفيضان عدة أودية، كما شهدت حركة المرور اختناقا كبيرا جراء تراكم مياه الأمطار بمختلف الطرقات ما أدى إلى وقوع حوادث مرور خطيرة. عاش قاطنو ضفاف الأودية بالعاصمة وضواحيها كابوس رعب حقيقي جراء الفيضانات التي عرفتها الأودية المجاورة التي اكتسحت السكنات، حيث خرج سكان محطة القطار ببئر توتة، أمس إلى الشارع بعد ارتفاع منسوب الوادي المجاور للمحطة خوفا من موتهم غرقا في بيوتهم التي غمرتها المياه، وقال المواطنون ل “الخبر” إن ارتفاع منسوب الوادي أرغمهم على مغادرة مساكنهم، مشيرين إلى أن هذه الفيضانات تحدث كل مرة مع تساقط الأمطار. كما اتهم سكان المحطة شركة النقل بالسكك الحديدية التي قامت ببناء جدار على طول الوادي دون مراعاة المعايير ورغم معارضتهم للأشغال، حيث قامت هذه المؤسسة بردم مجرى الوادي، الأمر الذي أصبح يتسبب في ركود المياه ودخولها كل مرة إلى بيوتهم، مشيرين إلى أن مديرية الري لم تقم هي الأخرى بتنقية أودية البلدية، الأمر الذي جعلها تصب في بيوتهم كل مرة. وفضلت 6 عائلات بالحي القصديري “فلوجة” بالحراش ليلة أول أمس مغادرة مساكنها بعد أن جرفت مياه الوادي جزءا منها، حيث قال السكان في اتصالهم ب“الخبر” إن انجراف بيوتهم راجع إلى أشغال تهيئة وادي الحراش، خاصة أن الشركة المكلفة بالمشروع أزالت عددا من الحواجز التي قامت السلطات المحلية بوضعها من أجل حمايتهم من الانجرافات والانزلاقات، وكذا تحسبا لارتفاع منسوب المياه. وأدى فيضان وادي حي النخلة بالكاليتوس إلى “هروب” العائلات إلى مداخل العمارات المجاورة، حيث قال السكان إنهم أصبحوا يبيتون في العراء مع تهاطل الأمطار. من جهتهم، عاش قاطنو القصدير بكل من بوفريزي وجنان حسان في باب الوادي وحي كونتابات بباسكال في بوزريعة وحي الجاييس ببولوغين، ليلة بيضاء، بعد أن دفعتهم الأمطار الغزيرة التي تساقطت ليلة أول أمس إلى مغادرة سكناتهم والخروج إلى الشارع، ونفس الشيء عاشه سكان حي “الزحلوقة” بالرغاية، والذين اضطروا لتغطية بيوتهم التي تشققت أسقفها بالبلاستيك لمنع دخول المياه إليها. كما تدخلت فرق الحماية المدنية لولاية الجزائر بحي الرملي بجسر قسنطينة بعد أن غمرت المياه عددا من المنازل وأجبرت السكان على قضاء ليلة عند الجيران. وفي بجاية تسببت الأمطار الطوفانية التي فاق منسوبها 50 مم خلال 24 ساعة الأخيرة في أضرارا مادية وبشرية، حيث ذكرت مصادر الحماية المدنية أن فيضان وادي الصومام أدى إلى تحول الطريق ذات الاتجاه الواحد بالقصر إلى “بحيرة عملاقة” اختفى خلالها أثر الطرقات، وببلدية جبيرة لا تزال أزيد من 80 عائلة معزولة عن العالم الخارجي، وذلك بعد انهيار جسر بوخليفة، الأمر الذي أدى برئيس البلدية إلى الاستنجاد بعناصر الجيش الوطني لتقديم المساعدة. كما تسببت السيول التي شهدتها ولاية باتنة خلال 24 ساعة الأخيرة في غلق عدة طرق وطنية وولائية، وكذا إغراق عدة منازل تسربت إليها المياه، 10 منها متواجدة بباتنة و5 بمدينة تازولت و4 بالمعذر. وقد تدخلت أول أمس مصالح الحماية المدنية لإنقاذ عدد من الركاب بمدينة أولاد فاضل على مستوى الطريق الوطني رقم 88 الرابط بين ولايتي باتنةوخنشلة، كما لم تسلم مركبات أخرى جرفت عبر المسالك والطرقات المحاذية للأودية، وتسببت كميات الأمطار التي تهاطلت في اليومين الأخيرين ببلديات الجهة الشرقية لولاية بسكرة في إلحاق أضرار معتبرة بالسكنات القديمة خاصة تلك الواقعة ببلدية الفيض، حيث أحصت الجهات الرسمية ما لا يقل عن 30 بيتا تضرر بنسب متفاوتة نتيجة التقلبات الجوية. كما أدى فيضان وادي الحراش إلى عزل حمام ملوان والأحياء المجاورة بالبليدة.