كشف مدير عام مدرسة “الأوراس” للطيران أنه تم اقتناء آخر جهاز محاكاة طائرة هيليكبوتر أو ما يعرف ب“سيميلاتور”، وذلك في سياق الاستثمار الثقيل الذي أقرته المدرسة لتكوين وتدريب الطيارين، وأيضا لرسكلة الطيارين العاملين في مختلف الشركات والهيئات الوطنية ذات العلاقة. ويعتبر جهاز محاكاة طائرة هيليكبوتر الذي وصل الجزائر وحط رحاله بمدرسة الأوراس للطيران بباتنة، من آخر التجهيزات التي يوفرها سوق تعليم الطيران في العالم بالنظر للخصائص التقنية التي يتميز بها ويوفرها لمؤطري تكوين الطيارين. وهنا قال مدير المدرسة عبد المجيد عبوي أن الجهاز الذي اقتنته المدرسة يدخل في سياق تطوير وسائل العمل وتكوين الطيارين حديثي التخرج، وبالخصوص إعادة رسكلة الطيارين العاملين حاليا على الخطوط بمختلف شركات الطيران والهيئات التي تتوفر على وسائل النقل الجوي. وكشف محدثنا أن الاستثمار العام الذي خصصته مدرسة الأوراس للطيران التي تعتبر من أولى المدارس الخاصة المتعمدة من قبل الحكومة في المجال، فاق 250 مليار سنتيم دون الاعتماد على القروض البنكية، وأوجدت بعد الفراغ الذي عاشته الجزائر بشأن تكوين الطيارين بعد حل المدرسة الوطنية للطيران قبل سنوات، ويؤكد عبد المجيد عبوي أن مدرسته تفتح ذراعيها لتكوين الطيارين الجزائريين خاصة أنها معتمدة من قبل مديرية الطيران المدني بوزارة النقل، وأنها تضمن تكوينا بمقاييس عالمية بشهادة تقنيين دوليين من مختلف المدارس المختصة. ويذكر في هذا السياق أن مدرسة الأوراس للطيران لها حق رخصة مطابقة شهادة المدرسة الأمريكية “إي آف آ«، وتعتبر المدرسة الوحيدة حاليا التي تضمن تكوين طياري الخطوط في المستوى العالي، وأيضا رخص طيران طائرات خاصة ولهواة الطائرات الصغيرة. وفي السياق تساءل مدير المدرسة الواقعة في باتنة عن سبب عدم إيلاء السلطات العمومية الاهتمام اللازم بالمدارس الجزائرية، خاصة أنها معتمدة من طرف الحكومة وتضمن تكوينا خاصا للطيارين بالاستناد إلى المقاييس العالمية في المجال، وهنا يكشف محدثنا عن استمرار السلطات العمومية في إرسال الطيارين الجزائريين للتكوين في الخارج، لاسيما في مدرسة تقع في الشرق الأوسط، رغم أن الأخيرة ليست أحسن شأنا من المدرسة الجزائرية بل العكس، مع ما يمثل ذلك من مصاريف بالعملة الصعبة يستفيد منها الأجانب. والأكثر من ذلك ترفض هذه المدرسة بالمقابل أن تكوّن طياريها في المدارس الجزائرية، ما أوجب أخذ الأمر مأخذ الجد من قبل السلطات الوصية والمعاملة بالمثل. وفي ختام حديثه إلينا، طلب مدير المدرسة عبد المجيد عبوي من الوزارة الوصية تقديم الدعم والمساندة لمثل هذه المشاريع، مثلما جاء في تعليمات السلطات العليا في البلاد.