يأتي قرار القناة الألمانية بعرضها مباريات المونديال مجانا في صالح الدول التي تعاني من احتكار القنوات المشفرة مثلما هو الشأن لدول شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي تملك فيها قناة “بي إن سبورت” (الجزيرة سابقا) حقوق البث الحصري، وهو ما كان سيحرم العديد من المشاهدين من متابعة اللعبة الشعبية الأولى في العالم في عرس البرازيل. وفي ردة فعلها طالبت قناة “بي إن سبورت” القطرية القناة الألمانية بتشفير بثها باعتبار أن البث المجاني لهذه المقابلات سيكلف القناة القطرية خسائر بحوالي 75 مليون دولار، في ظرف شهر ونصف. وذهبت القناة القطرية إلى ابعد من ذلك، حيث هددت بتصعيد قضيتها والذهاب إلى المحاكم. واستندت “بي إن سبورت” على عدة عوامل أبرزها أن ترددات القناة الألمانية تصل للمنطقة التي تمتلك حقوق النقل الحصري فيها، وعليه فإنها ستطالب بتشفيرها أو حثها ببث المباريات على ترددات أرضية، أو على أقل تقدير الاكتفاء بالترددات الخاصة بها على القمر “أسترا” الذي يصعب التقاطه في عموم البلدان العربية باستثناء دول المغرب العربي، مع التخلي تماما عن قمر “هوتبيرد” الذي يصل مجال تغطيته معظم أرجاء البلدان العربية. غير أن رد رئيس قناة “زاد.دي.أف” كان حازما، مبديا استغرابه من طلب إدارة “بي إن سبورت” التي “تريد أن تحتكر كل شيء”. وقال توماس بيلت في هذا الخصوص “نحن اشترينا مثلما اشتروا هم.. هم شفروا قناتهم ليبيعوا منتوجهم، أما نحن فتركنا المشاهد يستمتع من دون أن يدفع دولارا واحدا”، بل ذهب مسؤول القناة الألمانية بعيدا عندما تساءل قائلا “كيف لبلد لم يتأهل للمونديال أن يحتكر بث مقابلاته لوحده وسكانه لا يتجاوزون المليون نسمة”. وذهبت القناة إلى أبعد من ذلك حين أعلنت أول أمس أنها ستقوم كذلك ببث نصف نهائي رابطة الأبطال الأوروبية بين ريال مدريد وبايرن مونيخ ونهائي هذه المسابقة مجانا دون تشفير. محكمة العدل الأوروبية تمنع تشفير كأس العالم لم يكن قرار قناة ZDF الألمانية ببث مباريات كأس العالم أو بطولة أوروبا بل حتى مقابلات رابطة الأبطال الأوروبية مجانا ودون تشفير بجديد، بل سبق لها أن اتخذت مثل هذه المواقف في عدة مناسبات كان آخرها بطولة اليورو 2012 التي احتضنتها كل من أوكرانيا وبولونيا. كما جاء قرار محكمة العدل الأوروبية الصادر في 18 جويلية 2013 ليساند سياسة القناة الألمانية، حيث قضت محكمة بأحقية دول الاتحاد الأوروبي في منع بث كأس العالم وكأس أوروبا لكرة القدم على قنوات مشفرة، وطالبت الاتحادين الدولي والأوروبي للعبة ببثها على قنوات مجانية، كما رفضت طلب الاستئناف المقدم من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”. واستندت المحكمة في قرارها إلى أن التشريعات الأوروبية تسمح صراحة للدول بمنع البث “الحصري” للأحداث المعتبرة ذات أهمية كبرى لمجتمعاتها، وذلك لأنه يحرم شريحة كبرى من الناس من فرصة مشاهدتها، مشددة على أهمية بطولة كأسي العالم وأوروبا بالنسبة للمواطنين. الجماهير العربية تطالب بمعلق عربي والقناة تعتذر لأن القانون يمنعها مباشرة بعد إعلان قناة “زاد.دي.أف” عن قرارها الذي يأتي أيضا بعد 3 أشهر من إطلاق قناة “بي إن سبورت” لنظام البث الآمن، أبدت الجماهير العربية ارتياحها، لكن يبقى التعليق الرياضي باللغة العربية العقبة الوحيدة أمام جمهور الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو ما دفع بالعديد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك للكتابة على الصفحة الرسمية للقناة الألمانية يطلبون منها إضافة معلق عربي لمباريات كأس العالم. لكن رد القناة الألمانية كان صريحا بقولها “أصدقاءنا من المنطقة العربية، إن القناة ليس لها الحق في نقل كأس العالم بالتعليق بالعربية”.
