فتحت محكمة بئر مراد رايس، أول أمس، ملف قضية تزوير طال حوالي 23 ملفا لطالبي الحصول على جواز السفر الفرنسي، تورط فيها أشخاص ينحدرون من ولاية المسيلة. وتم تحريك القضية بناء على بلاغ تقدم به القنصل العام لفرنسا بالجزائر، أمام الفرقة الجنائية لمقاطعة الوسط للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر شهر مارس الماضي، بخصوص تزوير طال ملفات طلب جواز السفر الفرنسي. وبمباشرة التحريات الأمنية، تبيّن أن المتهمين امتهنوا تزوير جوازات السفر الفرنسية انطلاقا من أحد الأسواق الشعبية بولاية المسيلة، ليتم توقيف ستة أشخاص من بينهم طالب جامعي تخصص هندسة معمارية بجامعة سطيف وعون أمن ووقاية بمعهد التكوين المتواصل بالمسيلة. وتم إحالة المتهمين على نيابة محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، التي أمرت بإيداعهم الحبس المؤقت، في حين لا يزال متهمين آخرين في حالة فرار، أحدهما أستاذ لغة إنجليزية بمتوسطة بولاية المسيلة الذي تولى عملية التزوير. وضبط بحوزة أحد المتهمين على مجموعة وثائق إدارية بينها تسعة دفاتر عائلية جزائرية، دفتر عائلي فرنسي، عقود ميلاد فرنسية، نسخ من بطاقات تعريف وطنية، نسخ عقود زواج، إلى جانب نسخ من سجلات الأحكام الجماعية للمواليد ونسخ شهادات مدرسية وصور شمسية. ووجهت للمتهمين تهم تقليد أختام السلطة والتزوير واستعمال المزور في المحررات الإدارية وانتحال هوية الغير. وحسب ما أسفرت عنه التحريات الأمنية، فإن أفراد العصابة كانوا يقومون بتزوير جوازات السفر الفرنسية انطلاقا من أحد الأسواق الشعبية بولاية المسيلة. وكان زبائنهم يدفعون تسبيقا بقيمة مليوني سنتيم للحصول على جواز السفر الفرنسي عن طريق ملف إداري مزوّر، يتم إيداعه لدى القنصلية الفرنسية بالجزائر، على أن يضيف لهم الزبون مبلغا آخر في وقت لاحق بعد نجاح العملية. وبعد المناقشات القانونية، التمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة ثلاث سنوات حبسا نافذا في حق المتهمين الماثلين للمحاكمة، في حين التمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة خمس سنوات حبسا نافذا في حق المتهمين الفارين من العدالة الجزائرية.
