الشاب فضيل بني صافي أراد أن يلصق اسمه بالمدينة التي ينحدر منها بني صاف بولاية عين تموشنت؛ تكريما لبلدة آبائه وأجداده، كما يقول، لكنه وُلد وتربى بوهران التي يحبها حتى النخاع. صوته المتميز جعله يلقى إعجاب أقرانه، فوجد لديهم التشجيع على الولوج إلى عالم غناء الراي من بابه الواسع، ليصنع له اسما فنيا وجمهورا واسعا. التقينا به مؤخرا، فكان لنا هذا الحوار معه. ❊ المساء: كيف كانت بدايتك مع أغنية الراي؟ ❊❊ الشاب فضيل: اكتشفت موهبتي في الغناء في سن مبكرة، كنت معروفا وسط أصدقاء الدراسة بصوتي المتميز، مما أهلني للمشاركة في الحفلات المدرسية التي كانت تقام آخر السنة؛ سواء في الطور المتوسط أو الثانوي، ثم بدأت أتلقى عروضا للغناء في الأعراس، وانطلقت في عالم الغناء. ❊ بمن تأثرت من مغني الراي؟ ❊❊ في الحقيقة تأثرت بملك الرومانسية المرحوم الشاب حسني أولا؛ لأنني أميل إلى طابع الراي العاطفي الذي بدأت به ولازلت إلى يومنا هذا وأسماء أخرى كبيرة، منها من غيّبها الموت وأخرى لاتزال في العطاء. ❊ ما هو رصيدك الفني؟ ❊❊ رصيدي الفني يفوق 27 ألبوما، كلها ذات طابع رايوي عاطفي واجتماعي، وتتنوع بين الحب والخيانة وحب الوالدين والعديد من المشاعر الإنسانية التي تعيشها العائلة، فكما يقولون، الفنان مرآة مجتمعه. ❊ مع من تعاونت من كتّاب الكلمات والملحنين؟ ❊❊ في بداية مشواري تعاملت مع الملحن وصاحب استوديو التسجيل "سان كريبان" المرحوم تاج الدين. في تلك الفترة كنت بصدد تحضير ألبوم غنائي معه، لكن الموت سبقني، لأكمل تسجيل الألبوم مع كاتب الكلمات والملحن والموزع الحبيب هيمون ابن الممثل القدير مصطفى غير هاك، الذي تعاونت معه لأول مرة ولازلت، إلى جانب الملحن توفيق بوملاح وكاتب الكلمات أمين المغبون، حميد لامان، وغيرهم. ❊ هل جربت أن تكتب لنفسك؟ ❊❊ لا لم أجرب، لكني في بعض الأحيان أعطي رأيا فيما يخص كلمات الأغاني للكتّاب الذين أتعاون معهم. ❊ هل من مشاريع مستقبلية؟ ❊❊ أنا بصدد وضع اللمسات الأخيرة لألبومي الجديد الذي يخرج إلى السوق خلال الأيام القليلة القادمة. تعاونت فيه مع الحبيب هيمون، سأتركه مفاجأة لجمهوري الكريم. ❊ هل تعلم أن هناك شبابا بوهران أطلقوا حملة على موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك، يطالبون بمنع الأغاني الهابطة التى تغنى بالملاهي، من أجل تلميع صورة مدينة وهران؟ ❊❊ أنا لم أسمع بهذه المبادرة بعد، لكني أثمّنها، وأنا كذلك ضد ما وصلت إليه أغنية الراي من تشويه سببه مغنو ومغنيات الملاهي، الذين أفسدوا شبابنا بما يسجلونه من أغان تحمل كلمات غير أخلاقية، أصبحت تتطلب محاربتها والحد منها. ❊ ما دوركم كفانين للحد من ظاهرة تفشي أغاني الراي الهابطة؟ ❊❊ أنا أقدم أغنية الراي العاطفية النظيفة التي تسمعها العائلات بدون خوف، وهو ما أكسبني حب قاعدة واسعة من الجمهور. كذلك أنا عندي أولاد، لا أريد أن يخجلوا من أعمالي الفنية عندما يكبرون. وعلى كل منا أن يعمل من جانبه من أجل الحفاظ على الصورة اللامعة لأغنية الراي. ❊ ما رأيك في المهرجانات الفنية؟ وهل هي تخدم الفنان؟ ❊❊ المهرجانات الفنية بالطبع تخدم الفنان من كل جانب سواء بالتعريف به أو من الناحية المادية، لكن أين هي تلك المهرجانات؟ المشكل أنها قليلة بوهران لا يوجد إلا مهرجان الأغنية الوهرانية؛ حيث تقوم المحافظة بإقحام بعض الأسماء به، وهناك مهرجان للراي يقام بمدينة سيدي بلعباس. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ ❊❊ شكرا على الدعوة، وأريد نهضة حقيقية من قبل جميع القائمين على الثقافة بولاية وهران؛ كي يساهموا في عودة النقاء إلى أغنية الراي كفن راق يعبّر عن مشاعر الناس وليس للكلام غير اللائق.
