ينتظر أن تحقق ولاية سكيكدة عند الانتهاء من عملية جني محصول البطاطا الموسمية التي انطلقت منذ أيام، أكثر من مليون و400 ألف قنطار، منها أكثر من 687 ألف قنطار من البطاطا الموجهة للاستهلاك، أي بمردود يقدر ب320 قنطارا للهكتار، وأكثر من 700 ألف قنطار من البطاطا المخصصة للبذور، أو ما يعرف بتكثيف بذور البطاطا، أي بمردود يقدر ب450 قنطارا للهكتار الواحد. حسب المصالح الفلاحية بالولاية، تقدر المساحة الحالية المغروسة ب5580 هكتارا، منها 4015 هكتارا بالنسبة للبطاطا الموجهة للاستهلاك، و1565 هكتارا بالنسبة لبذور البطاطا التي ستكون خلال هذا الموسم ذات نوعية ومطابقة للمعايير، وأكدت المصالح الفلاحية في هذا الشأن، أن منتجي البطاطا احترموا المسار التقني والعلمي عند عمليتي الغرس والإنتاج. تتميز ولاية سكيكدة بإنتاج ثلاثة أنماط من البطاطا، وهي الموسمية والمتأخرة الصيفية، والمبكرة، مع تخصصها في إنتاج البطاطا الحمراء والبيضاء الموجهة للاستهلاك، زيادة لانفرادها في إنتاج بذور البطاطا ذات جودة عالية على مستوى 14 مؤسسة تتوزع بكل من بلديات الحروش وصالح بوالشعور، رمضان جمال، تمالوس، ابن عزوز، تقوم بتزويد منتجي البطاطا على مستوى ولايات الشرق وجنوب البلاد إلى غاية ولايات غرب الجزائري. ليبقى العائق الأكبر الذي يقف في وجه الانتقال من التصدير المحلي إلى التصدير الخارجي، الذي يمكّن من جلب العملة الصعبة خارج قطاع المحروقات، هو إشكالية العقار الفلاحي سواء أكان تابعا للدولة أو للمجموعات الفلاحية، مما يجعل المزارعين الخواص يأملون في أن تخصص لهم مساحات أوسع كفيلة برفع الإنتاج الذي يسمح بالتصدير. وحسب المصالح الفلاحية، تقوم الولاية مع احتلالها المرتبة الثانية في إنتاج بذور البطاطا، بتمويل حوالي 20 ولاية بالبذور خلال السنة الأخيرة. للإشارة، تتوفر ولاية سكيكدة على أراض فلاحية خصبة، تقدَّر مساحتها الإجمالية بحوالي 879,131 هكتارا، موزعة على مناطق جبلية كجبال القل، أم الطوب، أولاد احبابة وعزابة، إلى جانب الأراضي السهلية الخصبة الموزعة على كل من مناطق وادي الصفصاف، وادي القبلي، وادي الكبير، والأراضي السفحية المتمركزة بكل من الحروش وعين بوزيان وسيدي مزغيش والسبت، بالتالي تمثل حوالي 32 بالمائة من المساحة الإجمالية، منها ما يقدر ب11686 هكتارا، عبارة عن مساحات زراعية قابلة للسقي، علما أن الاحتياطات من مياه السقي بالولاية تقدَّر بحوالي 49 مليون متر مكعب سنويا، بينما تقدَّر المساحة الإجمالية للري الصغير والمتوسط بحوالي 45,137 هكتارا، تُسقى انطلاقا من الموارد المائية الأخرى، كالآبار العادية والارتوازية والحواجز المائية والمنابع المائية.
