كشفت مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر على هامش تدشين غابة بن حماد ببني مسوس العاصمة، مؤخرا، ضمن المحطة الأولى لبرنامج "محيطي أخضر" في طبعته الخامسة الذي تزامن وإحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة، كشفت عن غرس أكثر من 300 ألف شجرة منذ انطلاق البرنامج الوطني لإعادة التشجير 2019- 2021، تحت شعار "شجرة لكل مواطن"، حسبما أعلن عنه محافظ الغابات لولاية الجزائر نور الدين بعزيز، بمناسبة هذا اليوم. وبمناسبة الحملة التحسيسية حول حماية البيئة على مستوى غابة بن حماد ببني مسوس بالضاحية الغربية للعاصمة وبمشاركة جمعيات بيئية والمنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، أكد السيد بعزيز أن هدف بلوغ 450 ألف شجرة لايزال متواصلا، ولن تكتفي المديرية إلا بتحقيق ذلك العدد، ولِم لا التفوق على الهدف المنشود. كما استغل المتحدث المناسبة للتأكيد على أهمية التربية البيئية، والتي هي أساس التفاعل الإيجابي مع البيئة، للعمل على حمايتها، وحماية الكائنات التي تعيش بها؛ حيث أوضح محافظ الغابات على مستوى العاصمة، أن مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر، تنظم كل سنة في إطار برنامجها "محيطي أخضر"، حملات تحسيسية حول دور الأشجار في حماية البيئة في المحيط الحضري، وبما تعود عليه من فائدة على المواطن. وعلى هامش هذه المناسبة التي تم غرس فيها 500 شجرة من طرف تلاميذ وجمعيات وبالدعم التقني لمديرية الغابات لولاية الجزائر، أشار المتحدث إلى أن "هذا البرنامج يستهدف فكر الأطفال بالدرجة الأولى؛ لهذا كان نداء الحركة الجمعوية أمرا ضروريا للتقرب من المواطنين، وتحسيسهم بماهية هذا اليوم؛ بتحديد هدف ترقية ثقافة المحيط عند الأشخاص؛ من خلال تحسيسهم بالمشاكل الإيكولوجية، وخلق علاقة روحية بين المواطن والشجرة"، على حد تعبيره. ويتوافق هذا اليوم بتحضيرات الاحتفالية العالمية للمناطق الرطبة، الموافقة للثاني فيفري من كل سنة، حسبما كشفت عنه المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، على هامش مشاركتها في هذا اليوم التحسيسي؛ تخليدا لذكرى إمضاء اتفاقية المناطق الرطبة المبرمة في 1971 في إيران، والتي كانت الجزائر صادقت عليها سنة 1982 تبعا للمرسوم رقم 439 /82 المؤرخ في 11 ديسمبر. وقد عرّفت المادة الأولى من الاتفاقية، المناطقَ الرطبة بأنها "تلك الفضاءات التي تغطي ثروات بيئية واقتصادية بالغة الأهمية؛ من أجل التنمية المستدامة". ومن جملة المناطق الرطبة نذكر المستنقعات، والمياه الراكدة والجارية العذبة أو المالحة، بما فيها المسطحات ومياه البحر التي لا يتجاوز عمقها ستة أمتار، حيث تحصي الجزائر حوالي 1700 منطقة رطبة، ويقدر عدد المواقع ذات الأهمية ب 1010 مواقع. وأشار القائمون على التظاهرة إلى أن الدور الأساس للمناطق الرطبة هو كونها مصادر المياه، التي تؤمّن للبيئة ثروة طبيعية في ضبط الموارد المائية، وحماية البيئة من آثار التغيرات المناخية، ناهيك عن أنها تُعد الوسط الملائم للمحافظة على التنوع البيولوجي. والجدير بالذكر أن بالموازاة مع هذه العمليات واسعة النطاق، كشف أصحاب المبادرة أن 157 حي على مستوى العاصمة، معنية ببرنامج مديرية الغابات لولاية الجزائر، ستستفيد من إعادة تهيئة الفضاءات الخضراء الحضرية بها.