قالت المديرة الفرعية للمصالح الصحية المؤسسة العمومية للصحة الجوارية "سيدي امحمد بوشنافة"، الدكتورة نادية جيلي، في تصريح ل"المساء"، إن الجزائر شرعت في تنفيذ مخطط استراتيجي وقائي جديد ضد فيروس "كورونا" المستجد، لضمان المناعة الجماعية، من خلال تقريب مراكز التلقيح من المواطن، وفق نظام الطب الجواري الذي، حسب ما يشير إليه اسمه، يجاور المواطن قدر الإمكان، لتسهيل عملية التلقيح على الفرد، بالتقرب منه في الأماكن العمومية، إذ يمكنه تلقي جملة من النصائح والاستفادة من الاستشارة الطبية قبل وبعد إجراء التلقيح ضد "كوفيد 19". أكدت الطبيبة العامة، على هامش تأطيرها أحد مراكز التلقيح، مؤخرا، بساحة أول ماي في العاصمة، أن السلطات، وعلى رأسها وزارة الصحة، وضعت ضمن مخطط تحقيق المناعة الجماعية، بلوغ هدف تلقيح 60 بالمائة من المجتمع الجزائري قبل نهاية السنة، بتوفير العديد من مراكز تطعيم ضد فيروس "كورونا" عبر بلديات العاصمة، وكذا مختلف الولايات، من أجل تسريع حملة التلقيح على أمل تلقي أزيد من نصف سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 43 مليون نسمة أحد اللقاحات المتوفرة، وهذا وفق سن وحالة كل مواطن. أضافت محدثة "المساء"، أنه حسب الوصاية، فإن ما يقرب مليوني جزائري تلقوا اللقاح ضد الفيروس إلى حد الساعة، فيما ينتظر استلام خمسة ملايين جرعة قبل نهاية الشهر الجاري. كما أشارت الطبيبة إلى أن الحملة التي انطلقت منذ الثامن جوان من السنة الجارية، ستظل سارية إلى غاية بلوغ ما تهدف إليه الوصاية. موضحة أن استراتيجية تقريب مراكز التطعيم ضد الفيروس فعالة إلى حد الساع، والدليل على ذلك، ما قامت عليه خلال تواجدها بمركز ساحة أول ماي، أين سجل إقبال كبير للمواطنين من مختلف الفئات العمرية، لاسيما كبار السن. وعن ثقة المواطنين في التلقيح، قالت الدكتورة نادية جيلي، إن المواطن يقبل اليوم أكثر على التلقيح، نظرا للوعي الصحي والثقافة الصحية التي تلقاها في هذا الشأن، منذ انطلاق الأزمة، حتى وإن كان هناك تخوف في المرحلة الأولية، تقول الدكتورة "إلا أن ذلك بات يتلاشى تدريجيا، مما ساعد المصالح الطبية على أداء مهامها لبلوغ مرحلة المناعة الجماعية، وتلقيح أكبر قدر ممكن من المواطنين". أضافت أن سياسة التلقيح ليست بالجديدة لدى الجزائريين، تضيف الطبيبة، الأمر الذي جعل هذه الحملة تنجح مقارنة ببعض الدول التي تتخوف من عملية التلقيح ولا تثق فيها. لدى تقربنا من بعض المواطنين بالمركز، والذين استفادوا من أول تلقيح، في انتظار الثاني بعد 21 يوما، عبر هؤلاء عن راحتهم لذلك، بفضل التفاصيل التي تلقوها من عند الأطباء هناك، قبل أن تتم عملية التطعيم ضد الفيروس، كما سجل الشباب حضورهم بقوة، وهو ما خلف شعورا بالراحة والاطمئنان تجاه العملية. في الأخير، شددت الطبيبة على أهمية احترام الموعد الثاني لعملية اللقاح، حتى يكون التطعيم كاملا وناجحا، مشيرة إلى أهمية احترام تدابير الوقاية اللازمة، حتى بالنسبة للمستفيدين من التطعيم. موضحة أن الاعتقاد السائد لدى البعض، أن التلقيح يقي من الفيروس، فهو خاطئ ، إنما يساهم في تقوية المناعة وتفادي المضاعفات الخطيرة عند الإصابة به، لذا تبقى، حسب المختصة، دائما الوقاية ضرورية باتخاذ التدابير الاحترازية خير من العلاج.