ينظم مركز تنمية المسارات المهنية التابع للمعهد الوطني للتجارة يومي 8 و9 جوان الجاري الطبعة الثالثة لصالون التوظيف، الذي يهدف إلى خلق فضاء للتقارب المباشر بين الطلبة وحاملي الشهادات الجامعية والمؤسسات الإقتصادية العمومية والخاصة، ومن ثمة تجسيد العلاقة التكاملية بين الجامعة والوسط الاقتصادي. ويرتقب أن تعرف هذه التظاهرة التي سيحتضنها قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، مشاركة نحو 30 مؤسسة اقتصادية تنشط في مختلف التخصصات وكذا هيئات إدارية وإعلامية ومؤسسات متخصصة في مجال دعم وترقية السياسة الوطنية للتشغيل، على غرار "أنساج" و"أنجام"، في حين ينتظر منظمو الصالون إقبال نحو 10 ألاف جامعي من طلبة وحاملي الشهادات. وحسب السيد عبد السلام سعدي مدير المعهد الوطني للتجارة فإن من جملة الأهداف المتوخاة من تنظيم هذا للصالون، هو ضمان استمرارية هذه التظاهرة التي مكنت في طبعتيها الماضيتين من توظيف نحو 4200 جامعي، من بين نحو 7000 زائر لأجنحة الصالون، كما يسعى المعهد من خلال الحفاظ على التنظيم الدوري المنتظم للتظاهرة إلى توسيع مهام مركز تنمية المسارات المهنية الذي تم إنشاؤه بالشراكة مع جامعة ميشيغان الأمريكية في ماي 2007، وهو يشرف على عمليات توجيه ومرافقة طلبة معهد التجارة في مجال التوظيف والتكوين وتحرير السير الذاتية وطلبات العمل وكذا في تشجيعهم على خلق مقاولات خاصة بهم. وبالمناسبة أعرب السيد سعدي عن أمله في أن تحذو مختلف الجامعات والمعاهد الوطنية حذو المعهد الوطني للتجارة الذي خاض تجربة نموذجية من خلال إنشائه لمركز تنمية المسارات المهنية، الذي يعد هيئة وسيطة وجسرا رابطا بين الجامعة والوسط المهني والإقتصادي، والإسهام بالتالي بشكل أنجع في تجسيد الإرادة القوية المعبر عنها من قبل السلطات العمومية في مجال ترقية التشغيل، ولا سيما من خلال برنامج استحداث 200 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة وإنشاء 3 ملايين منصب شغل خلال الخماسي الجاري. من جهته أوضح السيد علي بلخيري مدير مركز تنمية المسارات المهنية خلال الندوة الصحفية التي نشطها أعضاء الهيئة المشرفة على تنظيم الصالون أمس بالمعهد الوطني للتجارة، أن المركز الذي يشرف الشريك الأمريكي على تمويل ومرافقة برامجه، يندرج في إطار إستراتيجية دعم ومساعدة الهيئات الجزائرية في تسريع وتيرة الاندماج في اقتصاد السوق، مشيرا إلى أن ما حفز الجامعة الأمريكية على اختيار معهد التجارة، هو الأهمية التي يكتسيها اختصاصا إدارة الأعمال (المناجمنت) والتسويق (ماركتينغ) واللذاين يعتبران من الاختصاصات الرئيسية للمعهد، علاوة على ملاحظتها لغياب هيئات وسيطة بين المعاهد والجامعات والمؤسسات الإقتصادية الناشطة في مجال تخصصها. وكشف السيد بلخيري بأنه تبعا للنجاح المحقق منذ سنتين من إنشاء المركز فقد قرر الشريك الأمريكي إنشاء مركز ثان لتنمية المسارات المهنية بجامعة قسنطينة قبل نهاية العام الجاري، مبرزا دور وأهمية تعميم هذه المراكز التي تساهم بشكل كبير في ترسيخ ثقافة المقاولة من خلال تشجيع الجامعيين على إنشاء مؤسساتهم الاقتصادية. وفي سياق متصل أشار السيد عبد النور نويري رئيس اللجنة العلمية للمنتدى الدولي للمقاولة الذي انتظم منتصف شهر ماي الماضي، إلى أنه من أبرز الإنجازات التي حققها مركز تنمية المسارات المهنية التابع للمعهد الوطني للتجارة، في مجال تشجيع وترقية المقاولة، هو إنشاؤه لشبكة وطنية تجمع بين طلبة المعهد الحاليين والسابقين، ومنهم من تمكن من إنشاء مؤسسات خاصة ويسهم في تكوين الطلبة وتوظيفهم. للإشارة فإن برنامج الصالون يتضمن محاضرات وندوات حول دور آليات الوساطة بين الجامعة والمؤسسة الاقتصادية، وأهمية التكوين المتواصل ومهام آليات التشغيل ومراكز تنمية المسارات المهنية.
