سمح المهرجان الافريقي بإبراز قدرات وإبداعات رسامي الشرائط المرسومة التي يتم عرضها بقصر المعارض "سافيكس"، والتي جمعت هؤلاء الفنانين في حميمية مكنتهم من تبادل الخبرات. بمشاركة 18 بلدا إفريقيا تم عرض 230 لوحة انجزت بمختلف التقنيات، ومن المشاركين الرسام الجزائري عبد الحميد نيم الذي قدم شريطا مرسوما حول قصة "مدينة" صممها عن طريق برمجية معلوماتية بالاعتماد على اللوحة الغرافية. وقدم الرسام دي. دي. كاساي من افريقيا الوسطى عرضا بعنوان "طاكسيبوس" يصف فيه الحياة اليومية والمعاناة في النقل الجماعي بالمدينة، إضافة إلى سلسلة لوحات من موضوع الهجرة غير الشرعية بعنوان "برج شينغن"، وعرض سولو من بوركينافاسو سلسلة من الشريط المرسوم حول القصص الشعبية بعنوان "التمساح والصياد"، إضافة إلى الرسامين الطوغوليين أكوه أناري وأكوه مينسا اللذين جسد القصص الافريقية بلغة "الابوي" المحلية. أما جازون كيبسنا من الكونغو فقد أبرز في عمله ذو 4 لوحات ظاهرة "كولونا" أي "الانحراف". وما يلاحظ هو قوة الصورة والرسائل التي تحملها والتي تتسرب إلى عقول ووجدان الأفارقة بطلاقة، وينافس هذا الفن الأدب في هذه القارة لأنه الأقرب إلى حياة الناس يصورها كما هي ولا يكتفي بالسرد أوبالاقتراب من الحقيقة. فن الصورة في الأشرطة المرسومة في افريقيا دائم البحث والتطوير شكلا ومضمونا دون التملص من القيم الأصلية التي حافظ عليها هذا الفن الإفريقي لاعتبارات الخصوصية والهوية. يحاول متعاطو هذا النوع من الفن أن يتكتلوا في مدرسة فنية افريقية لها شخصيتها الفنية، ويلقى هذا الفن الإفريقي نظرة دونية في أوروبا، وتحاول بعض عواصمها خاصة بروكسل وباريس استقطاب هذه المواهب واستغلالها بعيدا عن الوطن الأم إفريقيا. من جهة أخرى، يبقى الشريط المرسوم أداة مثلى للاتصال وقناة لايصال القيم والموروث الديني والشعبي وحتى السياسة لها نصيبها فيه إلى درجة أن البعض يصفه (أي الشريط المرسوم) بالفن الشعبي أو"همسات الحي" وما يجري في الحارات والمقاهي وما يصمت عنه الإعلام. وهناك عدة أنواع من الشرائط المرسومة منها "الشريط التاريخي" الذي يحكي تاريخ بلد ما، و"الشريط العلمي" الذي ينقل المعارف، و"الشريط الديني"، وغيره من الأنواع. هذا الفن ملتزم باستعمال مقاييس عالمية خاصة الغرافية منها لكن بالمحافظة على الخصوصيات الفردية يبقى هذا الفن الافريقي محتاج إلى دراسات علمية ولقاءات دولية كي يظهر أكثر للعلن ويقدم ما لديه. للتذكير سيكون بارلي باروتي ضيف شرف هذا المعرض، إضافة إلى تنظيم مسابقة للشريط المرسوم وإقامة للكتابة موجهة للرسامين مع إنجاز شريط عن المهرجان الثقافي الافريقي 2009 . كما ستجمع إقامة الكتابة 8 بلدان افريقية لانجاز شريط مرسوم إفريقي ومعرض عن الحكايات الافريقية وتنظيم حفل موسيقي مباشر مع النجم بارلي ليشارك 13 موسيقيا متعة الفن التاسع.