لأجل إفريقيا ..الرئيس تبون يرفع السقف

اقترح إنشاء مركز امتياز لتجارب المؤسّسات الناشئة الناجحة

❊ العلوم والتكنولوجيا والابتكار مجالات خصبة للتعاون جنوب - جنوب
❊ جهود جزائرية لدعم التعاون الإفريقي في مجال المؤسسات الناشئة
❊ بناء تصوّر مشترك لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية وانتقال طاقوي سلس
❊ قمة الجزائر لمنتدى الدول المصدرة للغاز محطة فارقة لتعزيز سيادة الدول على مواردها
❊ إطلاق مبادرات داعمة لخطة التنمية المستدامة 2030 جنوب – جنوب
❊ التنسيق الجماعي لرفع تحديات الأمن الغذائي والطاقوي وتبعاتها
❊ هيمنة الدول الغنية على القرار بجوانبه المختلفة أضعفت قدرات بلدان الجنوب
❊ الدعوة لمقاربة جديدة لمواجهة ارتفاع أسعار السلع في الأسواق الدولية
❊ ما يحدث في فلسطين المحتلة وصمة عار على جبين الإنسانية
❊ دعم الجهود الأممية لتسوية عادلة تضمن حقّ الصحراويين في تقرير المصير
دعا رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مجموعة 77 والصين إلى بناء تصوّر مشترك لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، لاسيما من خلال تعبئة الموارد اللازمة لضمان انتقال طاقوي سلس وزيادة قدرة الصمود في مواجهة التحديات الناجمة عنها، مشيرا إلى تطلع الجزائر لإطلاق مبادرة على مستوى دول الجنوب لإنشاء مركز امتياز في مجال تثمين التجارب الناجحة للمؤسسات الناشئة المبتكرة ومدّ جسور التواصل وتبادل الخبرات والمبادرات بين الدول الأعضاء.
وأكد الرئيس تبون، في كلمة ألقاها باسمه الوزير الأول، نذير العرباوي، أمام المشاركين في القمة الثالثة للجنوب لمجموعة 77 والصين، بكمبالا الأوغندية، أن الجزائر تتطلع لإطلاق مبادرة على مستوى دول الجنوب تتعلق باقتراح إنشاء مركز امتياز في مجال رصد وتثمين التجارب الناجحة للمؤسسات الناشئة المبتكرة ومدّ جسور التواصل وتبادل الخبرات والمبادرات بين الدول الأعضاء..
وجاء إعلان الرئيس تبون عن المبادرة بعد أن استعرض رؤية الجزائر القائمة على "اعتبار العلوم والتكنولوجيا والابتكار مجالات خصبة للتعاون جنوب - جنوب، كونها أحد محركات النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة"، ما يستدعي، حسبه، "تثمين مساهمتها في تحقيق الأهداف الإنمائية من خلال وضع سياسات لتطوير المواهب وتحفيز البحث والابتكار العلمي والتكنولوجي".
كما نوّه الرئيس أهمية إعطاء الأولوية للحلول التي من شأنها وضع حدّ للقيود والاحتكارات التكنولوجية والممارسات غير المنصفة التي تعرقل وصول دول الجنوب إلى هذه الأدوات والوسائل الحديثة والحيوية للتنمية، مذكرا بجهود الجزائر لتعزيز الحوار والتعاون وتبادل التجارب والخبرات في مجال المؤسسات الناشئة إفريقيا، من خلال مساعيها لتنفيذ مخرجات الندوة الإفريقية الثانية للمؤسسات الناشئة التي التأمت ديسمبر الماضي في دورتها الثانية بالجزائر، والخطوات المتخذة لتأسيس إطار إفريقي لتطوير هذا النوع من المؤسسات بالتنسيق مع هيئات الاتحاد الإفريقي.
بناء تصوّر مشترك لمواجهة التحديات المناخية
من جانب آخر، دعا رئيس الجمهورية مجموعة 77 والصين إلى بناء تصوّر مشترك لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، من خلال تعبئة الموارد اللازمة لضمان انتقال طاقوي سلس وزيادة قدرة الصمود في مواجهة التحديات الناجمة عنها، موضحا أن هذا التصوّر "ينبغي أن يأخذ في الاعتبار متطلبات التنمية المستدامة والمسؤولية التاريخية للاقتصاديات المتقدمة في تدهور المناخ، مع تكريس العدالة المناخية من خلال تنفيذ الالتزامات كشرط أساسي لتحقيق الانتقال المنشود على نحو عادل".
وأشار الرئيس تبون إلى أن الجزائر التي ستستضيف القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات البلدان المصدرة للغاز مطلع مارس، "ستعمل لجعل اللقاء محطة فارقة في حياة المنتدى، تعزز الحقوق السيادية للدول على مواردها وتدعم دور الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة الحالي والمستقبلي وتجدّد التزام الدول الأعضاء بتحسين الفعالية والأداءات البيئية لصناعة الغاز الطبيعي بما يسمح بتحقيق تحوّل عادل وشامل وواقعي نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات.
وأبرز الرئيس أهمية التنسيق والعمل المشترك ضمن مجموعة 77 والصين، للحفاظ على وحدتها التفاوضية في المنظمات الدولية، مشيرا إلى أن هذا التنسيق ينبغي أن يكفل الحفاظ على مصالح الجنوب، خاصة فيما يتعلق بالمساواة في السيادة وتفضيل الحلول التوافقية في إطار تعددية الأطراف من جهة والتنمية والتمكين والمعاملة الخاصة والتفضيلية على الصعيد الاقتصادي من جهة أخرى.
وأكد الرئيس تبون، أهمية إطلاق مبادرات هادفة للمضي قدما بخطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهدافها، لاسيما ضمن إطار التعاون جنوب - جنوب، باعتباره حجر الزاوية في تحقيق التطلعات المشتركة للدول النامية، مشيرا إلى أن هذه المساعي التي يتعين تجسيدها، تأتي استجابة للمشهد الدولي المتغير والمتشابك، المتّسم بالانقسامات والاستقطاب والتحديات نتيجة توالي الصدمات التي ألقت بظلالها على بلدان الجنوب متسببة في تفاقم الأزمات وتعميق الهوة أكثر بينها وبين دول الشمال.
وشدّد الرئيس، على ضرورة التعامل الجماعي والمنسق مع التحديات المطروحة في مجال الأمن الغذائي والطاقوي وتبعاتها من تأجيج للصراعات وتزايد حدة الفقر وتعاظم الفوارق، لاسيما في البلدان الأقل نموا، مع ارتفاع معدلات التضخم العالمي وبلوغ المديونية في بعض البلدان مستويات لا تطاق.
إجراء إصلاح شامل للنظام الاقتصادي والمالي العالمي
كما أبرز الرئيس، في كلمته أمام القمة، أهمية الإصلاح الشامل للنظام الاقتصادي والمالي العالمي لجعله أكثر إنصافا وتمثيلا وتوازنا ولتصحيح اختلالاته الناجمة عن هيمنة الدول الغنية على آليات اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي والمالي، "والتي أدت إلى إضعاف قدرات بلدان الجنوب التي لا زالت تعاني من التهميش والتبعية وعدم القدرة على تقليص فجوة التنمية".
وأبرز الرئيس تبون أن الجزائر "لطالما رافعت عن هذا الإصلاح منذ سبعينيات القرن الماضي ضمن رؤية متبصرة وطموحة تتطلع لإرساء قواعد نظام اقتصادي دولي جديد، يجسّد فعليا مبدأ الاستقلال الاقتصادي للدول النامية كمكمّل أساسي لاستقلالها السياسي وكإطار متوازن، ليس فقط من حيث الامتيازات، بل أيضا من حيث تحمّل المسؤوليات وتقاسم الأعباء".
كما شدّد الرئيس، على ضرورة إصلاح منظومة الأمم المتحدة لجعلها أكثر تمثيلا واستجابة لتطلعات وأولويات بلدان الجنوب وإضفاء المزيد من الفعالية على عملها بما يعزز تعددية الأطراف.
ولدى تطرقه إلى الصعوبات التي تواجه تمويل التنمية في بلدان الجنوب "بسبب شحّ التدفقات المالية وتفاقم عبء الديون الخارجية والشروط المجحفة المفروضة بشكل يقوض جهود تحقيق إصلاحات هيكلية لأنظمتها الوطنية وتسريع وتيرة نموّها الاقتصادي والاجتماعي"، دعا الرئيس تبون إلى التفكير في وضع آليات فعالة للتخفيف من وطأة الديون، بما يشمل إلغاءها أو إعادة هيكلتها وتعليق خدمات الدين، لاسيما لصالح البلدان الأقل نموا.
كما شدّد الرئيس على أهمية التعاون جنوب - جنوب من أجل تعزيز التدفق التجاري والاستثمارات البينية وتطوير آليات الاندماج والتكامل الاقتصادي، "في الوقت الذي لا تزال فيه مساهمة الدول النامية في التجارة العالمية والاستثمارات الدولية ضئيلة مقارنة مع حجم إمكاناتها".
وبخصوص ارتفاع وتقلب أسعار السلع الأساسية في الأسواق الدولية، دعا إلى تبني مقاربة جديدة قوامها تكثيف المبادلات البينية والاستفادة من الآليات والأطر التي أثبتت فعاليتها في دول الجنوب، من خلال تعزيز الاستثمار في مشاريع البنية التحتية وتحسين التمويل والتحويل التكنولوجي والتنافسية وتحسين البيئة العالمية للاستثمار بما يتسق مع ركائز التنمية المستدامة ويعزز مبادئ الشفافية والعدالة والمرونة.
ما يحدث في فلسطين المحتلة وصمة عار على جبين الإنسانية
ولدى تطرقه للأوضاع في فلسطين المحتلة، جدّد الرئيس تبون تضامن الجزائر الكامل واللامشروط مع الفلسطينيين، من أجل إقامة دولته المستقلة عاصمتها القدس الشريف، مشيرا إلى أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة من انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني وحرمان الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء.
كما أكد على الارتباط الوثيق بين الحق في التنمية وحق الشعوب في تقرير مصيرها وفقا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وهي المبادئ التي لطالما دافعت عنها مجموعة دول الجنوب، مجددا دعم الجزائر لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي لتسوية عادلة لقضية الصحراء الغربية من خلال تنظيم استفتاء نزيه وعادل يضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره.