حمّل مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود الهباش، الولاياتالمتحدةالأمريكية المسؤولية الأولى والمباشرة عن استمرار العدوان الاسرائيلي واستمرار غياب السلام والعدل في المنطقة من خلال استنكارها للحقوق الفلسطينية ودعمها غير المحدود لإسرائيل. قال مستشار الرئيس الفلسطيني في تصريح ل"المساء"، أمس، إن "سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التي تنتهجها الادارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، لا تؤدي إلا لمزيد من تشجيع اسرائيل للمضي قدما في عدوان أكثر وتوسع أكثر وتنكر أكثر للحقوق الفلسطينية". وأضاف "نحن على دراية أن أمريكا هي الراعي الرسمي للعدوان الاسرائيلي وللاحتلال"، مشيرا إلى أنه ما لم تتغير لغة الخطاب ولغة التعامل العربي والاسلامي مع الولاياتالمتحدة وما لم تشعر هذه الأخيرة أن هذه السياسة التي تنتهجها تضر بمصالحها على أقل مع العرب والمسلمين وما لم تشعر بأن هناك جدية في المواقف العربية والاسلامية، ستبقى واشنطن ماضية بنفس السياسية. ولأن تصريح الهباش جاء عشية انعقاد القمة العربية بعاصمة البحرينالمنامة، فقد اعتبر بأن المطلوب أن يكون هناك تغير في المواقف والخطاب والسلوك العربي والاسلامي تجاه القضية الفلسطينية بما يعني مخاطبة الولاياتالمتحدة والتعامل معها باللغة التي تتقنها. وقاده ذلك للحديث عن مسار المحاكم الدولية الذي وصفه بالحيوي والضروري لنصرة القضية الفلسطينية وربح المعركة القانونية، معبرا في هذا السياق عن آماله بان يتخذ العرب جميعا قرارا موحدا للانضمام إلى هذا المسار الذي تقوده جنوب إفريقيا، بما يمكن أن يؤدي إلى إحداث اختراق في الساحة الدولية والمواقف الدولية حتى في مواقف أمريكيا وإسرائيل تجاه القضية الفلسطيني. وإضافة إلى هذا المسار، عدد المسؤول الفلسطيني سلسلة من المسارات الأخرى التي تشهد توسعا لدائرة الدعم الدولي لفلسطين على غرار التأثير على الراي العام في أمريكا وأوروبا ومخاطبة الإدارة الامريكية بلغة المصالح والمقايضة أي، كما قال، "مصالحكم مقابل حقوقنا ومقابل مواقف اكثر حيادية وعدالة ازاء القضية الفلسطينية". من جهة أخرى، عبر الهباش عن أسفه كون الارادة الدولية مشلولة بفعل السياسية الأمريكية التي تستخدم نفوذها وقدراتها وإمكانياتها للممارسة أقصى درجات الضغط على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية من أجل شل هذه الارادة ومنع القانون الدولي من يأخذ مجراه كما يأخذ مجراها في باقي القضايا. وقال "شاهدنا كيف أن الولاياتالمتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن ثلاث مرات ضد قرار وقف العدوان على غزة واستخدمت الفيتو مرة اخرى لمنع المجلس من اتخاذ قرار بحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. وأضاف "بالتالي فإن الإرادة الدولية مشلولة بفعل كل هذه السياسات الامريكية وهذا الفيتو الأمريكي الذي تحدى الانسانية ويتحدى القانون الدولي ويدير ظهره للأخلاق وللشرعية الدولية ويمارس ابشع اشكال السياسة القائمة على العنف والظلم والاستكبار والتنكر". وبمناسبة الذكرى 76 للنكبة، قال الهباش إن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش فصولها بكل ما فيها من مآسي وبكل ما فيها من معاناة ولا يزال يعيش تحت أثقال النكبة وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل عليه بهدف اجتثاثه من ارضه وطمس قضيته وتصفيتها. لكنه شدد على أنه وبالرغم من ذلك، فإنه وبعد 76 عاما بعد كل هذه المعاناة والآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، فإن الرسالة الأبرز هي أن القضية الفلسطينية لا تزال حية والحق الفلسطيني لا يزال قائما والصمود الفلسطيني لا يزال يؤكد للجميع أن القضية الفلسطينية ستظل حية في الوجدان الفلسطيني والعربي والاسلامي وايضا في الوجدان الانساني. وأكد الوقت قد حان، بعد كل هذه العقود من المعاناة ومن العدوان الاسرائيلي ومن التضحيات الفلسطينية ومن المذابح المتكررة، للإنسانية ان تقول كلمتها وللمجتمع الدولي ان يقول كلمته حماية للسلام وحماية للإنسان ولحقوق الانسان. وأنه حان الأوان للشعب الفلسطيني أن يحصل على حقه ويقيم دولته ويتخلص من الاحتلال ويعيش كباقي شعوب العالم حرا عزيزا سيدا في ارضه كريما يمارس ثقافته وعادته وتقاليده وحياته ككل الشعوب.