❊ بورزامة: الجزائر أصبحت تصنع التوازن وتلملم جراح العالم ❊ بودهان: الرؤية الاستراتيجية لرئيس الجمهورية أسّست للانجازات المحقّقة أجمع خبراء ومحللون سياسيون، على الحركية النّوعية التي تميّز الدبلوماسية الجزائرية على المستويين الاقليمي والدولي، بعد انتخابها في العديد من الهيئات الدولية، على غرار توليها رئاسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وانتخاب ممثل الجزائر بالأمم المتحدة عمار بن جامع، نائبا لرئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي لهذه الهيئة، فضلا عن حصدها لمقعد في مجلس الشباب بحركة عدم الانحياز، مؤكدين أن الجزائر عادت إلى مكانتها الطبيعية وأصبحت تصنع التوازن بفضل الرؤية الاستراتيجية لرئيس الجمهورية، للارتقاء بالسياسة الخارجية. أوضح المحلل السياسي مصطفى بورزامة، في اتصال مع "المساء" أمس، أن الجزائر بدأت منذ سنوات في الانخراط من جديد في الهيئات الدولية بعد غياب دام سنوات طويلة، واستطاعت من خلال هذه الحركية الدبلوماسية العودة إلى المحافل الدولية من بينها الاتحاد الإفريقي بعد انتخابها في مجلس السلم والأمن لهذه الهيئة القارية بعد تنافس كبير، وقبلها مجلس الأمن حيث تشغل منصب غير دائم، ما يؤكد الثقة التي تحظى بها الجزائر من قبل معظم دول العالم. واستدل بورزامة، في هذا الصدد بانتخاب ممثل الجزائر الدائم بالأمم المتحدة عمار بن جامع، نائبا لرئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي بهذه الهيئة، فضلا عن حصول الجزائر على مقعد في مجلس الشباب على مستوى حركة عدم الانحياز. وتطرق محدثنا، إلى الاهتمام الكبير الذي تبديه دول عظمى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا بالجزائر من خلال الزيارات النّوعية لوفود هذه الدول، ما يعكس اهتمام عالم اليوم ببلدان لا تنتمي لأي معسكر، وتصنع التوازن على غرار الجزائر التي لها خبرة في الوساطة ومعالجة الأزمات والتقريب بين الفرقاء، علاوة على عدم تدخلها في شؤون الدول وتفضيلها لغة الحوار ما يجعلها بمثابة دولة مصدّرة للسلم في العالم. وأوضح بورزامة، أن الجزائر عندما تتدخل لحل خلاف ما فإنه لا ناقة لها فيه ولا جمل، كون اهتمامها المحوري يتركز على ضمان الاستقرار لهذه الشعوب، من خلال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة مع ضرورة توفير التنمية، مشيرا إلى أن الحديث مؤخرا تركز على استعراض مخلّفات الاستعمار في القارة. كما ذكر بمرافعة الجزائر إلى جانب نيجيريا وجنوب إفريقيا، من أجل دفع المستعمر لتعويض الشعوب الإفريقية بسبب تعطيله التنمية، مضيفا أنه ظهرت في إفريقيا اليوم، طفرة جديدة من النّخبة التي ترافع من أجل استقرار الشعوب وتنمية القارة. وعليه يرى المحلل السياسي، أن المنظمات الدولية اليوم، تدرك تمام الإدراك أهمية البحث عن من يلملم جراح العالم، عبر تبنّي رؤية جديدة يتسنى من خلالها لكافة الشعوب العيش في أمن و استقرار. من جهته قال المحلل السياسي موسى بودهان، في اتصال مع "المساء" إن الحركية الدبلوماسية التي تعرفها الجزائر تعكس الالتزامات التي قطعها رئيس الجمهورية، منذ انتخابه رئيسا للبلاد، حيث ركّز على ضرورة تفعيلها لكي تتّسم بقدر من الاستباقية والفعالية. وأضاف بودهان، أن ما وصلت إليه الدبلوماسية الجزائرية من انجازات كان بفضل الرؤية الاستراتيجية لرئيس الجمهورية، للارتقاء بالسياسة الخارجية للبلاد، طبقا لما يخوّله له الدستور، في حين أوضح أن المكاسب المحقّقة لم تأت من فراغ بل كانت تتويجا لمجهودات جبّارة للجزائر. وأشار المحلل السياسي، إلى أن الجزائر عادت إلى مكانتها الطبيعية بفضل مواقفها الثّابتة ووقوفها إلى جانب القضايا العادلة مع حنكتها في معالجة الخلافات، مستدلا في هذا الصدد بالحركية التي أضفتها على مجلس الأمن، الذي بات يعقد اجتماعاته تقريبا بشكل يومي في إطار الدّفاع عن الشرعية الدولية.