شهد المركز الاستشفائي الجامعي بتلمسان، خلال الموسم الطبي لسنة 2025 /2026، عودة إجراء أولى عمليات زرع قوقعة الأذن الموجهة لفئة الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات، المحتاجين لهذا التدخل الطبي الدقيق، في إطار تعزيز التكفل الصحي، وتحسين الخدمات الصحية للمواطنين، بعد توقف عن إجراء هذه العمليات لسنوات عديدة، بسبب جائحة "كوفيد-19". تمت العمليات تحت إشراف الأستاذة نسرين مهتاري، رئيسة مصلحة الأنف الأذن والحنجرة، ومشاركة الأستاذ صحراوي محمد، الذي أشرف بشكل مباشر على العمليات الجراحية، التي ضمت طاقما طبيا وشبه طبي متكاملا، إضافة إلى مساهمة فعالة من طرف أطباء الإنعاش والتخدير المؤهلين، ما ساهم في ضمان نجاح التدخلات وتحقيق نتائج إيجابية. تعد عملية زرع القوقعة من العمليات الدقيقة والمعقدة، حيث تتطلب تجهيزات متطورة وكفاءة عالية، خاصة وأنها تستهدف فئة حساسة من المرضى، إذ أكدت في هذا السياق، الأستاذة نسرين مهتاري، رئيسة مصلحة الأنف الأذن والحنجرة بالمستشفى الجامعي لتلمسان، على أهمية هذه العملية وكفاءة الطاقم الطبي المختص في عملية زراعة القوقعة، والذي يسعى حسبها إلى بلوغ أكبر عدد من المرضى، مضيفة في ذات السياق، أنه منذ سنة 2007، نجحت المصلحة في إجراء 380 عملية جراحية خاصة بزرع القوقعات، وأن المصلحة تعمل على تطوير البرنامج الجراحي لزرع القوقعة، بهدف ضمان التكفل المبكر بالأطفال المصابين بالصمم، مما يساهم في إدماجهم في المجتمع وتسهيل تحصيلهم الدراسي لاحقا، وعلى حد قولها، فإن عدد ملفات المرضى الذين ينتظرون عملية زرع قوقعة الأذن يفوق 100، والمصلحة حاليا تقوم باقتناء التجهيزات من الصيدلية المركزية بالجزائر العاصمة. من جانبه، نوه الأستاذ محمد صحراوي، بالتحضيرات المكثفة التي سبقت كل عملية، والتي شملت الفحوصات السمعية الدقيقة، والفحص العصبي والنفسي للأطفال، إضافة إلى مرافقة الأولياء وتوعيتهم بدورهم الحيوي بعد الجراحة، خاصة في مرحلة التأهيل السمعي والنطقي. للإشارة، جرت هذه العملية في ظروف تنظيمية وطبية محكمة، حظيت، مؤخرا، بمتابعة والي تلمسان، الذي تلقى في شأنها، شروحات وافية من طرف الفريق الطبي المتخصص حول الجوانب التقنية والطبية للعملية، وكذا الترتيبات التنظيمية المسطرة، لضمان نجاحها، كما قام ذات المسؤول في لفتة إنسانية راقية، بإهداء لوحة الكترونية لأحد الأطفال المستفيدين من عملية زراعة القوقعة، وهو من المتفوقين دراسيا ومن المتابعين الدائمين، مثنيا بالمناسبة، على جهود الطاقم الطبي لمصلحة الأنف الأذن والحنجرة، وعلى رأسهم الفريق الجراحي، لما أبدوه من احترافية وتفانٍ في أداء هذا التدخل الجراحي الدقيق، مشددا على أهمية تظافر الجهود، لتحسين نوعية الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين. تجدر الإشارة أيضا، إلى أن عمليات زرع القوقعة، التي ستجرى هذا العام، تأتي في إطار استراتيجية وطنية لتوسيع التغطية الصحية للأشخاص ذوي الإعاقات السمعية، وتحقيق العدالة الصحية بين مختلف ولايات الوطن، حيث يعد المركز الاستشفائي الجامعي بتلمسان، من بين المؤسسات الرائدة في هذا المجال على المستوى الوطني، وبهذه المبادرة الطبية الإنسانية، يبرهن الطاقم الطبي بمستشفى تلمسان، على كفاءته العالية والتزامه برسالته النبيلة في خدمة الفئات الهشة، لاسيما الأطفال، من خلال منحهم فرصة حقيقية لسماع العالم من حولهم، والانخراط الكامل في الحياة الاجتماعية والتعليمية.