عرفت ولاية برج بوعريريج في السنوات الأخيرة، قفزة نوعية في تطوير شعبة الزيتون، بفضل البرامج التنموية المسطّرة منذ سنة 2000، والتي ساهمت في توسيع المساحات المزروعة، وتحسين مردودية الإنتاج، لتصبح الولاية، اليوم، من بين الولايات الرائدة وطنياً في جودة زيت الزيتون. أكد عبد المجيد صغيري، رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية ببرج بوعريريج، أن إقليم الولاية يتوفر على أكثر من 27 ألف هكتار من أشجار الزيتون؛ ما يعادل 2.4 مليون شجرة، منها 2 مليون شجرة منتِجة، حيث يقدر متوسط الإنتاج بين 10 و14 لترا في القنطار، مع توقعات بارتفاع مهم خلال هذا الموسم، خصوصا في الجهة الجنوبية التي استفادت من عمليات السقي في الفترات الحرجة. وأشار السيد صغيري الى عدة برامج تنموية، ساهمت في تعزيز الشعبة، على غرار برامج التنمية الريفية منذ مطلع الألفية، وبرنامج المبادرة المحلية لسنة 2014، إضافة إلى برنامج السد الأخضر (2020)، الذي سمح بغرس 460 هكتار، منها 90 بالمائة زيتونا، وكذا برنامج السنة الجارية لغرس أكثر من 100 ألف شجرة زيتون عبر 34 بلدية بالولاية، موضحا أن التوسع شمل خاصة الجهة الجنوبية التي كانت في السابق تضم عددا محدودا من الأشجار، فيما تعرف الجهة الشمالية عمليات إعادة تشبيب للأشجار القديمة؛ لضمان مردودية أفضل. كما أفاد بأن الاعتماد على السقي والتكيف مع التغيرات المناخية بسبب شح الأمطار منذ 2011، شجع الفلاحين نحو التوجه الى أصناف مقاومة للجفاف وتقنيات حديثة لسقي الأشجار، مؤكدا أن أي فلاح يملك مصدر مياه قار، أصبح مطالَبا بالاعتماد على أنظمة السقي خلال الفترات الحرجة، لضمان إنتاج مستقر. وكشف المسؤول أن الولاية تضم 63 معصرة، منها 10 معاصر تقليدية. وتم خلال هذا الموسم اعتماد رزنامة للعصر بالتوافق مع أصحاب المعاصر، حيث انطلقت العملية منذ 18 أكتوبر الماضي، مع احترام توصيات الإرشاد الفلاحي، التي تنص على ألا تتجاوز مدة الانتقال من الجني إلى العصر 76 ساعة، للحفاظ على جودة الزيت، مضيفا أن الولاية حققت حضورا لافتا في المحافل الدولية، إذ حصدت الجزائر سنة 2024، ما يقارب 45 ميدالية ذهبية وبلاتينية، وفضية، ونحاسية. وكان لمنتجي الولاية نصيب معتبر منها، على غرار جائزة دولية في ميامي لمنتج من بلدية رأس الوادي، وكذا التتويج بزيت بيولوجي في إيطاليا، إضافة إلى جوائز في مهرجان قرطاج والقاهرة. وهي نتائج تُبرز استحداث شبكة من المحترفين في إنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز. وتتمركز الولاية ضمن الخريطة الوطنية والإقليمية للجودة، داعيا إلى إنشاء تعاونية مختصة في شعبة الزيتون بالولاية، لتأطير سلسلة الإنتاج من الجني إلى التسويق، وتمكين المنتجين من التوجه نحو التصدير في إطار قانون الاستثمار الجديد. وتوقّع المتحدث موسمًا "مبشرًا" من حيث المردود، خاصة في المناطق الجنوبية التي استفادت من السقي مقابل تراجع نسبي في الجهة الشمالية بسبب الجفاف. وكالة القرض المصغر ببرج بوعريريج أنشطة ومعارض واتفاقيات لدعم المشاريع كشف مدير الوكالة الولائية للقرض المصغر ببرج بوعريريج، فؤاد مرازقة، أن الوكالة عقدت عدة اتفاقيات تعاون لتعزيز فرص الاستثمار للشباب، أبرزها اتفاقية مع مؤسسة "اتصالات الجزائر"، التي تتيح لخريجي مراكز التكوين المهني، الحصول على أراض لإنشاء مشاريع مرتبطة بتركيب الألياف البصرية. كما أبرمت نفس الوكالة اتفاقية مع الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، لتمكين مستفيدي القرض المصغر من توسيع نشاطاتهم بعد سداد القرض الأول، إضافة إلى اتفاقية مع مجمع "جيبلي" للحليب؛ لتسويق منتجاته عبر عربات ممولة من قبل الوكالة. وأضاف السيد مرازقة أن الوكالة تعمل أيضا على تجسيد مشروع إنجاز 1000 مشروع في مجال جمع النفايات البلاستيكية وإعادة تدويرها؛ من خلال تمويل عربات بثلاث عجلات في إطار دعم الاقتصاد الأخضر، وتعزيز نظافة المحيط. كما تولي وكالة برج بوعريريج أهمية كبيرة للمرافقة، إذ تنشط خلايا مرافقة عبر كل الدوائر. وتبدأ متابعة المستفيدين منذ مرحلة ما قبل إيداع الملف إلى غاية سداد القرض بالتعاون مع البنوك، وصندوق الضمان الاجتماعي، والضرائب، والسجل التجاري، والغرف المهنية، بهدف ضمان نجاح المشاريع واستمراريتها، مشيرا الى أن الوكالة أحيت فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية، التي اختُتمت مع نهاية نوفمبر الماضي، بتنظيم برنامج ثري ومتنوع، يهدف إلى نشر ثقافة المبادرة، والتعريف بخدمات الوكالة لفائدة الشباب والطلبة والنساء الماكثات في البيت، مشيرا إلى تواصل الأنشطة بتنظيم قافلة جابت مراكز التكوين والمعاهد؛ لتعريف المتربصين بالخدمات، وآليات الدعم المقدمة، إضافة إلى ورشات تفاعلية لفائدة المكونين والطلبة. كما تم تنظيم معرض آخر بالمركب الثقافي "عائشة حداد"، الذي خُصص لعرض منتجات النساء الماكثات في المنزل. وحقق، بدوره، حضورا مميزا من المواطنين. وفي سياق متصل، نظمت الوكالة حصة إذاعية، وتنسيقا مع حاضنة المؤسسات بالمنطقة الصناعية. كما احتضنت غرفة الصناعة التقليدية والحرف، ورشة حية حول آليات إنشاء المؤسسات المصغرة، التي اختُتمت بحفل تكريمي، خُصص لجهود حماية البيئة، تماشيا مع المشاريع الجديدة في مجال الاقتصاد الأخضر.