أكدت وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة مليكة بن دودة، أن الجزائر تضع الكتاب والمكتبات في صدارة أولوياتها الثقافية، معتبرة أن فتح المكتبات والفضاءات الثقافية يمثل انتصارا للمعرفة، وإغلاقا لبؤر الجهل والظلام، وتجسيدا لحق المواطن الدستوري في الثقافة. جاء ذلك في الكلمة التي أُلقيت نيابة عنها من طرف مراد سنوسي، مدير المسرح الجهوي عبد القادر علولة، خلال افتتاح مكتبة "هيوغو" بالمركز التجاري "أزاد" بمدينة وهران، نهاية الأسبوع الماضي، حيث أكدت الوزيرة أن "الثقافة ليست ترفا، بل ركيزة أساسية في بناء الإنسان وصناعة المستقبل". وأشارت الوزيرة إلى أن كل مكتبة تُفتح تمثل مساحة للمعنى والجمال، وفضاء يمنح الروح حقها في الارتقاء، وتجسّد ثقافة الضيافة التي لا تكتفي باستقبال الآخر، بل تفتح له جسور العبور نحو حياة أكثر كثافة بالمعاني. كما وصفت المكتبات والفضاءات الثقافية بأنها "بوصلة داخل غابات الإسمنت، تهدي المدن إلى ملجئها الروحي، وتمنحها تميزها ونكهتها الخاصة". وفي السياق ذاته، وصفت افتتاح مكتبة "هيوغو" ب«الاستثناء الثقافي"، معتبرة إياه فعل مقاومة ثقافية في زمن تتوسع فيه أماكن الاستهلاك العابر على حساب الفضاءات الحاملة للمعنى. وأوضحت وزيرة الثقافة أن رؤية القطاع، في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، تقوم على إعادة الاعتبار لأماكن المعنى والجمال، وإطلاق مشاريع ثقافية تفاعلية تُخرج الثقافة إلى الشارع، وتكسر جدار البيروقراطية الإدارية، مع منح فرص أوسع للشباب المبدعين الحاملين لأفكار حديثة ومبتكرة. كما أبرزت بن دودة أن السياسة الثقافية الجزائرية تولي أهمية خاصة للكتاب والمكتبات، ولا سيما المحتوى الموجَّه للأطفال وعالمهم، باعتباره استثمارا استراتيجيا في أجيال المستقبل، مؤكدة أن المستقبل الثقافي للجزائر سيكون أجمل بتكاثف الجهود وصدق النوايا، وبإيمان حقيقي بدور الثقافة في بناء مجتمع واع وغد أفضل. وشهد حفل الافتتاح مشاركة قوية لكتاب ومبدعين في المجال الثقافي، قدموا من عدة ولايات للمشاركة في افتتاح هذا الصرح الثقافي الجديد.