برزت في اليوم الأول من أشغال المؤتمر ال11 للاتحاد العام للعمال الجزائريين مؤشرات خلافة الأمين العام السيد عبد المجيد سيدي سعيد لنفسه على رأس النقابة بعد تأكد غياب أي منافس "قوي" لهذا المنصب· انطلقت بفندق الأوراسي أمس أشغال مؤتمر الاتحاد المنظم تحت شعار "استقرار، تضامن وعصرنة" بمشاركة أكثر من 1000 مندوب يمثلون جميع الولايات، وعرفت حضور رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري ورئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم وأعضاء من الطاقم الحكومي ورؤساء أحزاب سياسية ومنظمات جماهيرية إضافة إلى ممثلين عن المنظمة العالمية للعمل والنقابة الأوروبية والنقابة العربية· وأظهرت كواليس اليوم الأول ان التنافس والصراع سينصب على اختيار أعضاء اللجنة الوطنية التنفيذية من منطلق ان موضوع الأمانة العامة قد حسم فيه بصفة شبه مؤكدة، وهذا ما عكسته تصريحات أكثر من مسؤول حضر جلسة الافتتاح، ولم يخف رئيس الحكومة أمله في رؤية الأمين العام المنتهية عهدته على رأس النقابة لعهدة أخرى، وقال في تصريح للصحافة على هامش المؤتمر "نأمل ان يتم تجديد الثقة في شخص سيدي سعيد" · ولكن المعني بالأمر كان حذرا في تصريحاته واختار "الأسلوب الدبلوماسي" في التعامل مع الموضوع، وقال للصحافة التي حضرت بقوة لتغطية هذا الحدث لما سئل عن خليفته لمنصب الأمانة وعن حظوظه "هناك 1600 مندوب بإمكانهم الترشح لهذا المنصب" · وحظي السيد سيدي سعيد باستقبال حار من طرف المندوبين وتبادل أطراف الحديث مع جميع المسؤولين الذين حضروا جلسة الافتتاح، يتقدمهم أمين عام منظمة المجاهدين السيد السعيد عبادو والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد احمد اويحيى، والأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون· وحسب مصادر من المؤتمر فإن التنافس سيكون على أشده بخصوص أعضاء اللجنة الوطنية التنفيذية المقدر عددهم بأكثر من 200 عضوا والذين سيتم انتخابهم اليوم الأحد وشرع المعنيون بالعملية أمس في البحث عن الأصوات المساندة قصد ضمان عضوية في هذه الهيئة التي تعد الأعلى بين المؤتمرين ويعود لها انتخاب الأمين العام للمركزية النقابية لعهدة جديدة لخمس سنوات· ومن جهة أخرى دافع السيد سيدي سعيد في كلمة ألقاها بالمناسبة عن خيارات النقابة في الفترة الأخيرة وعدد المكاسب التي حققتها لصالح العمال، موضحا أن مسعى الحوار الذي اتخذته مع السلطات العمومية تم عن قناعة، الشيء الذي مكن من تحقيق البناء والاستقرار الوطني، وأضاف "لقد اخترنا طريق الصواب والأمل عبر إقامة الحوار مع الحكومة ومنظمات أرباب العمل" · واعتبر المؤتمر ال11 للإتحاد فرصة للتأكيد مجددا بأن المنظمة "تبقى وفية للمثل التي ضحى مناضلوها من أجلها وهي السيادة الوطنية وأسس الجمهورية" · وعلى هامش أشغال المؤتمر، قال سيدي سعيد للصحافة أن نجاح المؤتمر يكمن في حضور ممثلين لمنظمات أرباب العمل حيث أنه "لأول مرة تسجل المركزية النقابية مشاركة ممثلين عن مؤسسات من القطاع الخاص في أشغال هذا المؤتمر" · وأضاف انه من بين 55 دعوة وجهت لمؤسسات كبيرة من هذا القطاع فإن 50 منها قد سجلت حضورها ويعتبر ذلك حسبه إشارة منهم للإعراب عن استعدادهم للحوار· وعلى صعيد آخر فتح الاتحاد العام للعمال الجزائريين المجال لممثلي النقابات الأجنبية التي حضرت جلسة الافتتاح لإلقاء الكلمة، وفي تدخلها ذكرت السيدة ماموناطا سيسي نائبة الامين العام للكنفدرالية النقابية الدولية أنه بالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها الجزائر الا ان الاتحاد العام للعمال الجزائريين لم يتأثر بها وبقي "وفيا لمبادئه مما مكنه من الحفاظ على مصداقيته وتمثيليته لدى العمال" · وأضافت ان قيادة المركزية النقابية الجزائرية معروفة على الصعيد الدولي بكفاحها المستميت والمتمثل اساسا في "الدفاع عن حقوق العمال وترقية عمل نقابي مستقل وحر" · ومن جهته ذكر ممثل الكنفدرالية الأوروبية للنقابة بالدور الهام الذي لعبه الاتحاد العام للعمال الجزائريين خلال السنوات الماضية لتحقيق الامن والاستقرار في الجزائر وكذا المساهمة في عملية مسار الإصلاحات الشاملة التي خاضتها الجزائر على مختلف الجبهات· وبدوره طالب السيد حسن جمام الأمين العام لاتحاد النقابات العربية بضرورة العمل من اجل دعم دور الحركات النقابية حتى تتمكن من الدفاع بقوة عن حقوق العمال والتصدي لتداعيات العولمة واقتصاد السوق· وأدان السيد جمام في كلمته بشدة مختلف أشكال الممارسات القمعية التي يتعرض لها العمال في الأراضي العربية المحتلة على أيادي قوات الاحتلال الإسرائيلي، مبرزا أهمية ترك الشعب العراقي يقرر مصيره بيده·