يحتفل العالم بعيد الطفولة وسط غياب شبه كامل لحقوق هذه الشريحة الحساسة من المجتمع والتي لا تزال تعاني التهميش والحرمان والقهر بالعديد من الدول رغم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تضمن الحماية والوقاية والترقية لأطفال العالم، وفي انتظار أن تشمل هذه القوانين وتمس جميع أطفال العالم يرافع أبناء فلسطين والصحراء الغربية من اجل الحرية والانعتاق من العبودية والاستعمار الذي جثم على براءتهم ليرفعوا راية الحرية ويناضلوا من اجلها وقدوتهم في ذلك أطفال الجزائر من شهداء الثورة التحريرية. وإحياء لليوم العالمي للطفولة وتخليدا للأطفال شهداء الثورة التحريرية نظمت جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع جريدة المجاهد ندوة تاريخية وتحسيسية حول خطر الحروب على الأطفال وقد تم خلال هذا اللقاء الذي نظم أمس بمقر جريدة ''المجاهد'' التعبير عن تضامن الجزائريين سلطة وشعبا مع أطفال القضايا التحررية العالقة على غرار أطفال فلسطين والصحراء الغربية الذين حضروا اللقاء ووجهوا رسالة تحرر وانعتاق إلى الهيئات الدولية ذات الصلة بقضايا بلدانهم. وقد أعطيت الكلمة لأطفال جاءوا من فلسطين والصحراء الغربية، عبروا من خلالها عن معاناتهم اليومية مع المستعمر الذي سلبهم أبسط حقوقهم المشروعة على حد تعبير الطفل إبراهيم سالم نجيب من الصحراء الغربية، الذي تحدث بكثير من التأثر عن الثمن الذي يدفعه أبناء الساقية الحمراء ووادي الذهب جراء رفع آبائهم راية الحرية والاستقلال ليكونوا ضحايا القنابل التي تسببت في إعاقات لعدد كبير من الأطفال المحرومين إلى يومنا هذا من التكفل الصحي اللازم دون الحديث عن غياب التعليم. من جهتها، عبرت الطفلة الفلسطينية سارة رزق ذات ال15 ربيعا عن تمسك أبناء شعبها بالمقاومة من اجل تحرير فلسطين والقدس من هيمنة الصهاينة وبناء الوطن الذي سيظل أبناؤه يقاومون جيلا بعد جيل وفاء لرسالة الشهداء وتضحياتهم الجسام على مر السنين ولهم في ذلك عبرة من كفاح الشعب الجزائري الذي قاوم الاستعمار من خلال تقديم قوافل من الشهداء التي لم تستثن أي فئة من أبنائه رجالا ونساء وأطفالا.. وقد قدمت خلال هذه الندوة التي حضرتها شخصيات وطنية ودبلوماسية إلى جانب منظمات دولية ووطنية شهادات لمجاهدين ومجاهدات ضحوا بطفولتهم وبراءتهم من اجل الالتحاق بالثورة، وتضم قوائم شهداء ثورة التحرير عددا من الأطفال يتقدمهم سعال بوزيد الذي كان اول شهيد في أحداث 8 ماي 1954 وصولا إلى عمار ياسف الذي سقط مع كبار الثوار والقادة في معركة الجزائر.. ويشير المجاهد عبد المجيد عزي إلى إعدام ''كتيبة'' بأكملها من الأطفال بمنطقة بجاية ضمت 13 طفلا زائد واحد نجا بأعجوبة من مذبحة وحشية قبل ان يلتحق بالجبال. وعلى الرغم من أن قصة كتيبة ''البراءة'' وبطولات أفرادها لم تطفو إلى العلن إلا أن شهادات من عرفوهم تروي كيف أن أطفالا ما بين ال12 و19 سنة خططوا وفي سرية تامة للالتحاق بالثورة ونصبوا من بينهم قائدا ونفذوا عمليات فدائية ذات نوعية قبل أن يكتشف أمرهم ويعدموا رميا بالرصاص بعد إخضاعهم لعمليات تعذيب واستنطاق وحشية ..ولعل مثل هذه القصص والبطولات الثورية تزيد من إرادة وصمود أبناء فلسطين والصحراء الغربية في مقاومة الاحتلال والتصدي له.