تعالت أمس أصوات بريئة وشجية مناشدة المجتمع الدولي للتدخل سريعا من أجل «وقف معاناة أطفال كل من فلسطين والساقية الحمراء ووادي الذهب وتمكينهم من حقهم الشرعي في الحياة والحرية، الذي اغتصبه منهم الكيان الصهيوني والمخزن المغربي». وجاء هذا النداء بصوت سارة رزق (14 سنة) من فلسطين وإبراهيم السالم نجيب (15 سنة) من الصحراء الغربية اللذان مثلا أمس أطفال بلديهما خلال الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمنتدى المجاهد تحت عنوان «خطر الحروب على الأطفال»، بمناسبة احتفال المعمورة باليوم العالمي للطفولة . وأجمع الطفلان في مداخلتيهما على: «المطالبة بتطبيق الشرعية الدولية لاستعادة شعبيهما الحرية والاستقلال والضغط على المستعمرين لتطبيق مواثيق حقوق الطفل و تمكين كل الأطفال من العيش بسلام بعيدا عن القمع والتعسف والتعذيب والاضطهاد» . وقالت الطفلة الفلسطينية بعزم يفوق كثيرا صغر سنها: «سنصنع من أجسادنا جسرا للعودة إلى فلسطين أرض الأجداد والرسالات السماوية، فنحن لا يرهبنا التشريد والقمع، ولا توقفنا المجازر ولا حتى الدمار لأننا باقون على عهد الشهداء من أجل تحقيق الحلم وتحرير الوطن». ورسم من جهته، السفير الصغير للصحراء الغربية لوحة حزينة جدا عن المعاناة الدائمة لأبناء شعبه سواء في مخيمات اللجوء أو في المدن الصحراوية المحتلة. ندد الطفل إبراهيم السالم ب «تشريد المغرب لأبناء قومه، وحرمان أجيال وأجيال من البراءة وحنان الوطن الأم واضطهاد أجيال أخرى تحت الاحتلال وسلبهم حق العيش بكرامة». وأضاف قائلا: «لقد سلبنا الاحتلال المغربي البراءة ليس لنا ذنب سوى مطالبة آبائنا وأمهاتنا بحقهم في تقرير المصير واستعادة وطنهم للحرية والسيادة». .. أطفال اندمجوا في مسيرة التحرر شكلت الندوة التاريخية التي نظمتها أمس جمعية مشعل الشهيد حول خطر الحروب على الأطفال مناسبة أمام المجاهد عبد المجيد عزي ليذكر بأطفال ثورة نوفمبر المجيدة، الذين ضحوا ببراءتهم وحياتهم من أجل مجد وتحرير الجزائر. ورجع المجاهد بالحضور إلى سنة 1958 بمنطقة بجاية حيث قامت مجموعة من 13 قاصرا تتراوح أعمارهم بين 14 و19 سنة بشن عدة عمليات ضد المستعمر الفرنسي، بأمر من جبهة التحرير الوطني، مضيفا أن هؤلاء الأبطال الأطفال الذين تم اعتقالهمو تعذيبهم بهمجية وإعدامهم، قد سجلوا تضحياتهم بأحرف من ذهب في تاريخ الجزائر الأبية. وأوضح المتحدث في ذات السياق أن القائمة الطويلة لشهداء تحرير الجزائر تحمل في طياتها أسماء أبطال صغار لم يحد صغر سنهم من وطنيتهم ولا من شجاعتهم في احتضان ثورة نوفمبر، ناهيك عن كل الأبرياء الذين سقطوا تحت نيران قصف المعمر الفرنسي الآثم خلال عمليات الإبادة الجماعية ضد الشعب الجزائري.