يوحي عنوان المونودرام ”آخر المترشحين” إلى فكرة جريئة قدّمها الممثل كمال بوعكاز، على خشبة المسرح الوطني الجزائري ”مُحي الدين بشطارزي”، أول أمس، تتناول موضوع الترشح لخوض غمار منافسة الرئاسيات، إلا أن العمل جاء بوتيرة غير متوازنة، إذ شهدت فترات من الملل، وارتجال الممثل لم يغط النقص الذي شمل العرض. يشرح الفنان الكوميدي كمال بوعكاز، بأسلوب تهكمي حيثيات حملته الانتخابية، عند تقمّصه شخصية المواطن عبد الله صابر، التي تعكس هزال الواقع السياسي الذي يعبّر عنه بعض ممن ينوون الترشح وهم دون المستوى، وعبد الله صابر مثال لواحد من هؤلاء، قد يبدو العمل من خلال العنوان سياسيا بيد أنّ المضمون اجتماعي صرف، تناول العلاقات الاجتماعية وقضايا المرأة وظواهر وآفات اجتماعية يمارسها المجتمع الجزائري ويعاني منها. ويطمح عبد الله صابر من خلال تعرية الواقع المعيش إلى إحداث التغيير من خلال برنامجه الانتخابي ”الطموح” بإطلاق وعود لحياة أفضل، وهو المواطن البسيط لكنه خبير بشؤون الناس رغم مستواه العلمي الضعيف. في الندوة الصحفية التي أقامها طاقم العمل قبل أيام، أكّدوا أنّ الفكرة تحمل الكثير من الجرأة وفيها الكثير من الإسقاطات للواقع الجزائري الاجتماعي بالخصوص، غير أن العمل عند عرضه لم يكن في مستوى ما أكدوه، وبالنسبة للمخرج أحمد عقون فقد وقع في فترات من الرتابة إلى حد الملل، وبدا غير متحكم بزمام حبكة النص، فعلى مدار 70 دقيقة عرف العرض فترة تشويق واحدة عندما كان يتحدث عن عجوز في الحي تقوم بتجميل الفتيات المقبلات على الزواج.كما أنّ بعض حركات الممثل على الخشبة غير مبرّرة، رغم أنها من أبجديات نجاح أي عرض مسرحي، وبالنسبة للفرجة، حقق بوعكاز المهم في إضحاك الجمهور بروحه المعهودة والتي ألفها الناس كلما أطل عليهم، وبذلك لم يحقق الطفرة المنتظرة منه، فالقالب الذي يمثل فيه كمال بوعكاز لم يخرج عن أدائه في الأعمال التلفزيونية (سكاتشات)، أما السحر الدرامي المسرحي لم يكن واضحا في أدائه. واختار المخرج ديكورا بسيطا، صندوق يتحول إلى منبر ومشجب علق عليه ملابسه وكرسي صغير، مائدة صغيرة عالية وضع عليها هاتف ثابت وتحته مذياع، وهي الأدوات التي استغلها المخرج في سرد نص المسرحية الذي كتبه سعيد حمودي، وهي أدوات قاعدية لنشر أحداث قصة المسرحية، كما اعتمد على إضاءة بسيطة وموسيقى كلاسيكية لمرافقة أداء الممثل. يذكر أن المسرحية تم عرضها لمدة ثلاثة أيام متتالية، آخرها أول أمس، في انتظار برمجته لجولة فنية أخرى، والعمل من إنتاج تعاونية ”قناع وقلم” وقناة ”الشروق” بمساهمة المسرح الوطني الجزائري.