التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    العدوان الصهيوني على غزة : أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض    فلسطين: ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و 596 شهيدا    أكثر من مليون ونصف مترشح لامتحاني شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط دورة يونيو 2024    منظمة العمل العربية: العدوان الصهيوني دمر ما بناه عمال غزة على مر السنين    رسائل قوية وجريئة من " دار الشعب"    منتدى الدوحة يدعو لبناء تكتل اقتصادي وسياسي عربي آسيوي: إشادة واسعة بجهود الجزائر لنصرة القضية الفلسطينية    رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل: مقاربات الجزائر تجاه قضايا الاستعمار قطعية وشاملة    المصلحة الجهوية لمكافحة الجريمة المنظمة بقسنطينة: استرجاع أزيد من 543 مليار سنتيم من عائدات تبييض الأموال    الوالي أكد بأن قسنطينة تحضّر لزيارة رئاسية كبيرة: تدشين طريقين وملعبين و وضع حجر الأساس لمشاريع تربوية وصحية    خنشلة: مراكز متقدمة وأبراج مراقبة لمكافحة حرائق الغابات    محمد ذويبي من البُرج: سيكون للنهضة حضور فعال في الرئاسيات    في انتظار التألق مع سيدات الخضر في الكان: بوساحة أفضل لاعبة بالدوري السعودي الممتاز    مدربة كبريات النادي الرياضي القسنطيني فرتول للنصر    لعقاب يدعو إلى تعزيز الإعلام الثقافي    الرئيس تبون يؤكد بمناسبة عيد الشغل: الجزائر في مأمن والجانب الاجتماعي للدولة لن يزول    بخصوص شكوى الفاف    رئيس الجمهورية يحظى بلقب "النقابي الأول"    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي شهد إقبالا كبيرا للجمهور    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    تدعيم الولايات الجديدة بكل الإمكانيات    بداية موفّقة للعناصر الوطنية    العلاقات بين البلدين جيدة ونأمل في تطوير السياحة الدينية مع الجزائر    انبهار بجمال قسنطينة ورغبة في تطوير المبادلات    الجزائر في القلب ومشاركتنا لإبراز الموروث الثقافي الفلسطيني    اجتياح رفح سيكون مأساة تفوق الوصف    إطلاق أول عملية لاستزراع السمك هذا الأسبوع    المجلس الشّعبي الوطني يشارك في الاجتماع الموسّع    تكريم مستخدمي قطاع التربية المحالين على التقاعد    دعوة للتبرع بملابس سليمة وصالحة للاستعمال    263 مليون دينار لدعم القطاع بالولاية    تكوين 500 حامل مشروع بيئي في 2024    حملة وطنية للوقاية من أخطار موسم الاصطياف    أوغندا تُجري تجارب على ملعبها قبل استضافة "الخضر"    روما يخطط لبيع عوار للإفلات من عقوبات "اليويفا"    بولبينة يثني على السعي لاسترجاع تراثنا المادي المنهوب    دعم الإبداع السينمائي والتحفيز على التكوين    تتويج إسباني فلسطيني وإيطالي في الدورة الرابعة    الزّوايا.. عناصر استقرار ووحدة وصروح للتّنوير    البطولة الإفريقية موعد لقطع تأشيرات جديدة لأولمبياد باريس    الجزائريون يواصلون مقاطعة المنتجات الممولة للكيان الصهيوني    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    للقضاء على "الضبابية والأرقام الوهمية"..رئيس الجمهورية يؤكد على أهمية تعميم الرقمنة    الخطوط الجوية الجزائرية تعلن عن فتح باب الحجز عبر الإنترنت لعرض "أسرة"    افتتاح المهرجان الدولي ال6 للضحك بالجزائر العاصمة    قطاعا التجارة والمؤسسات الناشئة يعملان على رقمنة عملية إنشاء الشركات    أم البواقي: تحضيرات حثيثة لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة    المنتخب الجزائري لهوكي الجليد يتوج بكأس الأمم الأحلام الدولية في أمريكا    خنشلة: الوالي محيوت يشرف على إحياء اليوم العالمي للشغل    ري: تثمين جهود الدولة و استثماراتها من خلال ضمان خدمة عمومية مستقرة و منتظمة للمياه    وزارة الدفاع: القضاء على إرهابي وتوقيف 11 عنصر دعم للجماعات الإرهابية خلال أسبوع    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    هذه الأمور تصيب القلب بالقسوة    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    دورة تدريبية خاصة بالحج في العاصمة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسسنا جريدة "الوطن".. والصحافة الرياضية كرنفال
نشر في المستقبل يوم 01 - 12 - 2008



وأنت تتحدث إلى يزيد وهيب تحس بثقل ال32 سنة من الخبرة التي اكتسبها في ميدان الإعلام الرياضي الذي يعد من أبرز أقلامه وكوادره، لكنه بالمقابل يشعرك بالراحة عندما يختزل سنوات خبرته العديدة في تواضع كبير يضع أمامك شخصية بسيطة بمضمون عميق.
يزيد لم يتردد في قبول دعوة "المستقبل" للنزول ضيفا على ركنها الجديد "بيناتنا" حتى ينقل تفاصيل تجربته الإعلامية ويدلي بدلوه في القضايا التي تخصّ الصحافة الرياضية الجزائرية وكرة القدم الجزائرية على وجه الخصوص بصراحة كبيرة، تنم عن إلمام ودراية كبيرين، ولو أنه بدا‮ غير‮ راض‮ عن‮ واقع‮ الصحافة‮ الرياضية‮ الجزائرية.‬
من‮ أين‮ كانت‮ بداية‮ يزيد‮ وهيب‮ الصحفية؟
في الحقيقة أول تجربة لي في ميدان الصحافة كانت سنة 1976 بعد دخولي إلى الجامعة ومعهد العلوم السياسية الذي كان آنذاك يضم تخصص الصحافة أيضا، قبل أن يحظى هذا التخصص بمعهد كامل لاحقا... بدايتي الأولى كانت في مجلة "جوناس أكسيون" التي كانت تصدر عن وزارة الشباب والرياضة، حيث التحقت بها بعد أن بلغني أن مسؤوليها يبحثون عن صحفيين، وعندما تقدمت إليهم طلبوا مني كتابة مقال لأخذ فكرة عن إمكاناتي وقدراتي التحريرية كما هو الحال بالنسبة لأي صحفي مبتدئ ومنحوني يومين مهلة قبل تقديم المقال الذي طلبوا مني أن أخصصه للرياضة النسوية، فنال المقال إعجاب رئيس تحرير المجلة وشرعت في العمل بعد ذلك، وفي نفس الفترة أيضا بدأت التعاون مع جريدة الهدف الرياضية المعروفة آنذاك والذي كان مقرها الجهوي بشارع ديدوش مراد لأن مقر الجريدة الرئيسي كما يعرف الجميع كان بمدينة قسنطينة، وعملت في الهدف لمدة عامين‮ رغم‮ أني‮ كنت‮ لازلت‮ طالبا‮ جامعيا.‬
ومتى‮ التحقت‮ بيومية‮ المجاهد؟
في سنة 1979، حيث التحقت بغية إجراء تربص بالجريدة تحت إشراف أقلام معروفة في الصحافة الرياضية آنذاك والتي تعد من كوادر هذا التخصص بالجزائر كعمر كاروم والمرحوم مختار شرڤي، وفي نهاية السنة التحقت بأسبوعية "ألجيري أكتيواليتي" بعد أن أخبرني زميلي في يومية المجاهد جمال صايفي بأن هذه الجريدة تبحث عن صحفيين رياضيين، حيث مكثت مع هذه الجريدة لمدة عامين وتعلمت أشياء كثيرة هناك، بالنظر للأسماء البارزة التي كانت تشكل نواة هذه الأسبوعية على غرار الطاهر جاووت رحمه الله، كمال بلقاسم، معاشو بليدي ومليكة سبع، علما أني كنت أعمل‮ في‮ الصحافة‮ رغم‮ تأخر‮ تخرجي‮ من‮ الجامعة.‬
كيف‮ ذلك؟
تأخر تخرجي من الجامعة بسبب رفض موضوع الرسالة والذي خصصته لكرة القدم، حيث طُلب مني تغيير الموضوع لكن لم أشأ ذلك، ما كلفني الانتظار إلى غاية سنة 1981 عندما التقيت بأحد أساتذتي حيث طلب مني تقديم رسالة تخرّجي بعد أن ساهم في قبول موضوعي، إذ أشرف عليها الأستاذ لحسن‮ جاب‮ الله‮ الذي‮ شغل‮ مناصب‮ هامة‮ في‮ الحقل‮ الإعلامي‮ على‮ غرار‮ تولّيه‮ منصب‮ المدير‮ العام‮ لوكالة‮ الأنباء‮ الجزائرية.‬
بعد‮ "‬ألجيري‮ أكتوياليتي‮" التحقت‮ رسميا‮ بيومية‮ المجاهد،‮ أليس‮ كذلك؟
نعم، فبعد أن أكملت أداء واجب الخدمة الوطنية سنة 1983 طلب مني المرحوم مختار شرڤي الالتحاق بالقسم الرياضي ليومية المجاهد، أين بقيت إلى غاية سنة 1989 قبل أن أغادر الجريدة إلى جانب مجموعة من كوادرها لتأسيس جريدة الوطن.
إذن‮ أنت‮ من‮ مؤسسي‮ يومية‮ الوطن؟
نعم إلى جانب 20 صحفيا، 19 صحفيا من يومية المجاهد وصحفي واحد من مجلة "الثورة الإفريقية"، وهذا في بداية تجربة الصحافة المستقلة، وتوجهت مباشرة إلى العمل في القسم الرياضي إلى جانب زميلي عمر كاروم وحميد طاهري، قبل أن يتحول عمر كاروم لإدارة جريدة "أولمبيك" الرياضية‮ بعد‮ تأسيسها.‬
ومن‮ الوطن‮ بدأت‮ نجوميتك‮ في‮ عالم‮ الصحافة‮ الرياضية‮ الجزائرية؟
لا يمكن إسقاط هذا الوصف عليّ وحصره في شخصي فقط.. صحيح أنني اكتسبت تجربة كبيرة في الصحافة الرياضية الجزائرية وأعد، كما تقول، من أبرز أقلامها، لكن الفضل الكبير فيما وصلت إليه يعود إلى جريدة الوطن التي صنعت لي اسما لأنها جريدة كبيرة وسهلت عليّ طريق الوصول إلى ما كنت أسعى إليه. الصحفي كلاعب كرة قدم يحتاج لكل زملائه فوق أرضية الميدان من أجل البروز والتألق، من جهتي وجدت مجموعة متكاملة في جريدة الوطن ساهمت بشكل مباشر في تكوين الصحفي يزيد وهيب... أنا على يقين أن هناك صحفيين يملكون قدرات كبيرة وأصحاب كفاءة أكبر لكن لم‮ يحظوا‮ بالعمل‮ في‮ جريدة‮ كبيرة،‮ أقول‮ هذا‮ طبعا‮ دون‮ الإنقاص‮ من‮ قيمة‮ أي‮ جريدة،‮ حتى‮ تكون‮ لهم‮ سمعة‮ أكبر.‬
هذا‮ تواضع‮ منك...‬
لا...‬هذه‮ حقيقة‮ وأنا‮ أؤمن‮ بهذا‮ الاعتقاد،‮ فرغم‮ خبرة‮ ال32‮ سنة‮ في‮ الصحافة‮ الرياضية‮ إلا‮ أنني‮ أتطلع‮ إلا‮ البحث‮ دائما‮ وأتعامل‮ مع‮ كل‮ الناس‮ وفق‮ مبدأ‮ الاحترام‮ المتبادل،‮ خاصة‮ مع‮ زملائي‮ في‮ المهنة.‬
لماذا‮ اخترت‮ العمل‮ في‮ المجال‮ الرياضي؟
لأن الرياضة كانت هوايتي وشغلي الشاغل.. فمنذ صغري وأنا أحلم أن أكون صحفيا رياضيا، سيما أني مارست كرة القدم منذ الطفولة، لذا قلت في قرارة نفسي في أحد الأيام لم لا أختارها كمهنة...فكان ذلك بعد مثابرة وإصرار كبيرين من طرفي، كما أن إعجابي الكبير و تأثري ببعض الأسماء‮ المعروفة‮ في‮ الصحافة‮ الرياضية‮ خلال‮ فترة‮ طفولتي‮ جعلني‮ أتوجه‮ مباشرة‮ لهذه‮ المهنة.‬
من‮ هي‮ الأسماء‮ التي‮ تأثرت‮ بها؟
في الحقيقة هناك العديد من الصحفيين البارزين، أذكر منهم المرحوم مختار شرڤي، رضوان بن دالي، عباس مجادي، عجال الهواري، مختار بودرار مراسل مجلة فرانس فوتبال الفرنسية، زميلي عمر كاروم وحميد طاهري، ومعلق القناة الإذاعية الثالثة المرحوم عبد الله بن يخلف رحمه الله.‬
بالإضافة‮ إلى‮ تجربتك‮ في‮ الصحف‮ الجزائرية‮ عملت‮ مع‮ عدة‮ صحف‮ ومجلات‮ أجنبية،‮ أليس‮ كذلك؟
بالفعل فقد كانت لي تجارب عديدة مع عدة عناوين عالمية، حيث عملت في الصحيفة الرياضية البرتغالية الشهيرة "أبولا" من سنة 1994 إلى غاية 1998، يومية "ليكيب" الفرنسية منذ 1993، مجلة "أفريكان سوكر" التي كانت تصدر بلندن من سنة 1994 إلى سنة 2005، بالإضافة إلى مجلة تونسية‮ وأخرى‮ إيفوارية،‮ كما‮ أشغل‮ منصبا‮ في‮ لجنة‮ الإعلام‮ التابعة‮ للكاف‮ منذ‮ سنة‮ 2005‮ .‬‮ ومنذ‮ السنة‮ الفارطة‮ أصبحت‮ عضوا‮ في‮ لجنة‮ تحكيم‮ مجلة‮ "‬فرانس‮ فوتبال‮" الفرنسية‮ لاختيار‮ أحسن‮ لاعب‮ في‮ أوروبا.‬
إذن‮ شاركت‮ في‮ اختيار‮ صاحب‮ الكرة‮ الذهبية‮ لهذه‮ السنة،‮ فعلى‮ من‮ وقع‮ اختيارك‮ (‬النتائج‮ الرسمية‮ يعلن‮ عنها‮ اليوم‮) (‬والحوار‮ أجري‮ يوم‮ السبت‮)‬؟
اخترت لاعب مانشيستر يونايتد كريستيانو رونالدو في المركز الأول لأنه الأحق بالجائزة وفقا لوجهة نظري وللمعايير التي تضعها المجلة الفرنسية لاختيار الفائز، حيث قاد فريقه للفوز برابطة الأبطال الموسم الفارط وتألق بشكل لافت، في حين جاء وفق تصنيفي كاسياس ثانيا، ميسي‮ ثالثا،‮ لامبارد‮ رابعا‮ وتوريس‮ خامسا.‬
كم‮ كأسا‮ إفريقية‮ غطيت‮ في‮ مشوارك‮ المهني؟
شاركت‮ في‮ تغطية‮ كأس‮ إفريقيا‮ للأمم‮ منذ‮ الدورة‮ التي‮ احتضنتها‮ الجزائر‮ سنة‮ 1990،‮ وبعدها‮ غطيت‮ كل‮ الدورات‮ آخرها‮ كانت‮ كأس‮ إفريقيا‮ للأمم‮ الأخيرة‮ التي‮ احتضنتها‮ غانا.‬
ماهو‮ رأيك‮ في‮ الصحافة‮ الرياضية‮ المختصة‮ حاليا؟
(يتنهد...) يا أخي ماذا أقول الصحافة الرياضية المختصة حاليا كرنفال..كرنفال ( قالها ثلاث مرات).. هذه الصحافة لا تستند بتاتا لقواعد العمل الصحفي الاحترافي والهادف، ما يحدث في صحافتنا الرياضية حاليا غير مبرر تماما.... هل توجد جامعة في العالم أو معهد لتكوين الصحفيين يلقن لخريجيه صياغة عنوان واحد بثلاث لغات كاملة..؟.. لا أظن ذلك ولم أر هذا إلا في الجزائر أين نرى عنوانا صحفيا مكتوبا بالعربية، الفرنسية والأمازيغية في نفس الوقت، وهذا دون الحديث عن الدارجة التي أصبحت طاغية في كتابات الصحفيين.. الاحترافية الحقيقية غائبة‮ وهذا‮ شيء‮ مؤسف.‬
لكن‮ مسؤولي‮ هذه‮ الجرائد‮ يبررون‮ اللجوء‮ إلى‮ تبسيط‮ الأسلوب‮ واستعمال‮ الدارجة‮ بالمستوى‮ الثقافي‮ للشريحة‮ المعنية‮ بمطالعة‮ الجرائد‮ الرياضية؟
‮(‬يتوتر..‬‮)‬..‬كيف‮ وصلوا‮ لهذا‮ الاستنتاج..‬؟‮ أتحدى‮ أي‮ شخص‮ أو‮ مؤسسة‮ إعلامية‮ مختصة‮ في‮ هذا‮ المجال‮ أن‮ يكون‮ قام‮ بسبر‮ آراء‮ دقيق‮ للتعرف‮ على‮ الشريحة‮ المعنية‮ بقراءة
الصحف الرياضية حتى يحكم على ضعف ومحدودية المستوى الثقافي للقراء...هذا عذر أقبح من ذنب. دور الصحافة هو رفع المستوى وخدمة الرأي العام الرياضي للحد من الظواهر السلبية التي تطغى على الرياضة الجزائرية وخاصة كرة القدم...وهذا ليس العيب الوحيد للصحافة الرياضية الجزائرية‮ حاليا...‬
ماذا‮ تقصد‮ بذلك؟
الشيء الذي يؤسفني هو استفحال ظاهرة الحوارات الوهمية التي أصبحت للأسف موضة في الآونة الأخيرة، هذا التوجه واقع فعلي وأنا على يقين تام بما أقول...أذكر أنني في سنة 2001 وبمناسبة لقاء فرنسا الجزائر الودي كنت مكلفا بتغطية المباراة رفقة عدة صحفيين جزائريين بلغ عددهم حوالي 50 صحفيا، وقمنا بتغطية المباراة بصفة عادية ولما عدنا إلى الجزائر بدأ صدور الحوارات الحصرية لزيدان من كل حدب وصوب رغم أن هذا الأخير لم يدل بأي حوار... كما كنت حاضرا خلال مباراة الأرجنتين الودية والتقيت بميسي، سافيولا وماسكيرانو، وتبادلت معهم بعض الكلمات والجمل القصيرة، بالإضافة إلى أخذ بعض الصور التذكارية، لكني لم أنشر أي حوار كما يفعل البعض للأسف، والذي يستغل مجرد صورة تذكارية بسيطة وعابرة وجملا قصيرة وحتى في بعض الأحيان تبادلا للتحية والابتسامة لتقوية حجة الحوار... كما تعلم فالحورات الآن في الكرة‮ العالمية‮ غالبا‮ ما‮ تجري‮ بمقابل‮ مادي‮ ولك‮ في‮ تجربة‮ القنوات‮ الفضائية‮ مثال‮ صريح‮ على‮ ذلك،‮ وهذا‮ الأمر‮ يدركه‮ كل‮ زملائي‮ في‮ المهنة.‬
لكن‮ ما‮ قلناه‮ في‮ هذا‮ الشأن‮ ربما‮ يندرج‮ ضمن‮ سياسة‮ الإثارة‮ التي‮ أصبحت‮ تميز‮ صحافتنا‮ الرياضية‮ حاليا،‮ ألا‮ تعتقد‮ ذلك؟
شخصيا أرفض أسلوب الإثارة في الصحافة الرياضية رغم أنه أصبح الأسلوب الرائج في الوقت الراهن، أنا أفضل إعطاء الأولوية للخبر دون زيادة أو نقصان دون مزايدات أو مبالغات تخرج المقال في أغلب الأحيان عن موضوعه.
كما أن هذا الأسلوب يجلب متاعب كبيرة للصحفيين لأنه يعطي أبعادا خطيرة في بعض الأحيان لكتاباتهم، وأنا شخصيا ساهمت في حل عدة مشاكل بهذا الشأن بين بعض زملائي وبعض الأطراف التي تأثرت بشكل مباشر نتيجة اللجوء إلى أسلوب الإثارة غير المبرر في الكتابة الصحفية... كما أريد‮ أن‮ أضيف‮ شيئا....‬
إخراج صحيفة أو تحديد خطها وكل ما يتعلق بأهدافها الإعلامية لا يتم هكذا.... بطريقة اعتباطية ودون دراسة. الصحف والمجلات الكبرى مثلا تقوم بتغيير تصميمها وطريقة إخراجها مرة كل 10 سنوات، بغرض التجديد والتطوير دون المس بالقواعد الأساسية للمصداقية والمهنية، وهو الخط‮ الذي‮ تنتهجه‮ الوطن،‮ فعندما‮ قررنا‮ القيام‮ بهذا‮ الخطوة‮ استدعينا‮ خبراء‮ في‮ هذا‮ المجال‮ من‮ أجل‮ إحداث‮ التغييرات‮ اللازمة...‬‮

وبماذا‮ تفسر‮ وصول‮ الصحافة‮ الرياضية‮ إلى‮ هذا‮ الحال؟
التفسير واضح وبسيط، وهو غياب الاحترافية والمهنية، ففي زماننا كان من الصعب اكتساب صفة الصحفي بالسرعة التي نقف عندها اليوم... يا أخي.." باش يخرجلك مقال في الجريدة لازم تصبر بزاف.."، أظن أن لنقص التكوين ضلع فيما يحدث حاليا في الصحافة الرياضية الجزائرية.
ربما‮ لأن‮ الصحفيين‮ العاملين‮ في‮ القطاع‮ الإعلامي‮ ليسوا‮ بالضرورة‮ من‮ خرّيجي‮ معهد‮ الإعلام؟
شخصيا أفضل أن يكون الصحفي خريج معهد الإعلام والصحافة لأنه يحظى بتكوين أفضل من الصحفي الذي يدرس تخصصا آخر، لكن لست ضد عمل خريجي تخصصات أخرى في الحقل الإعلامي.. هناك استثناءات وهذا معروف عالميا، الجميع يعي أن صحفيين كبارا لم يدرسوا الصحافة تماما لكنهم يملكون‮ موهبة‮ الكتابة.‬
تحفظي‮ الوحيد‮ يكمن‮ في‮ تعميم‮ هذا‮ الطرح‮ فقط.‬
يقال‮ أنك‮ من‮ الأقلام‮ المؤثرة‮ في‮ الرأي‮ العام‮ الرياضي،‮ ماردّك؟
هذا‮ استنتاجك...‬‮ لكن‮ أدرك‮ أن‮ عملي‮ في‮ جريدة‮ الوطن‮ ساهم‮ بشكل‮ مباشر‮ في‮ تقوية‮ موقفي،‮ لأن‮ العمل‮ بجريدة‮ قوية‮ كالوطن‮ يمنحك‮ امتيازات‮ لا‮ يمكن‮ نكرانها.‬
البعض‮ يتهمك‮ باحتكار‮ مصادر‮ المعلومات‮ الخاصة‮ بالمنتخب‮ الوطني‮ والفاف،‮ لتتقاسمها‮ مع‮ صديقيك‮ ياسين‮ معلومي‮ مدير‮ جريدة‮ الشباك‮ وعدلان‮ حميدشي‮ مدير‮ مكتب‮ الخبر‮ بقسنطينة،‮ ماهو‮ ردك؟
هذا غير صحيح أنا لا أحتكر المعلومة ولا المصادر بل أسعى إليها، صحيح أنني كونت شبكتي الخاصة في هذا المجال بفضل خبرتي وعلاقاتي، لكن لم أحتكر أي شيء وتعبت كثيرا حتى حققت ما أنا عليه الآن. أقول للذين يتهمونني ما هو الشيء الذي يحول بينكم وبين تكوين وكسب مصدر معلومة..‬؟‮ لا‮ شيء‮ حسب‮ اعتقادي..‬‮ ربما‮ أن‮ تمسكي‮ بالحقيقة‮ والابتعاد‮ عن‮ الإثارة‮ والمزايدات‮ أكسبني‮ ثقة‮ مصادري‮ وهذا‮ أمر‮ أعتزّ‮ به.‬
أما بخصوص علاقتي بياسين وعدلان فهي تدخل في سنة الحياة، فكما لكل شخص أصدقاء.. أنا أيضا لدي أصدقاء وأعتز كثيرا بصداقتي مع ياسين وعدلان ولهذا السبب نتقاسم المعلومات والأخبار ولا أرى في ذلك ضيرا .
يقال‮ أنك‮ ساهمت‮ بنسبة‮ مئوية‮ كبيرة‮ في‮ صعود‮ رائد‮ القبة‮ للقسم‮ الأول؟
ليس‮ يزيد‮ الذي‮ قرر‮ إدماج‮ القبة‮ في‮ القسم‮ الأول،‮ بل‮ لأن‮ الفريق‮ كان‮ على‮ حق‮ منذ‮ البداية‮ والدليل‮ أن‮ القرار‮ الذي‮ طبق‮ في‮ الأخير‮ كان‮ القرار‮ الذي‮ صدر‮ في‮ الصائفة.‬
الآن‮ ضميري‮ مرتاح‮ لأنني‮ كنت‮ على‮ صواب‮ منذ‮ البداية‮ وكتاباتي‮ كانت‮ دائما‮ تصب‮ في‮ قالب‮ الشرعية‮ والقرار‮ الذي‮ اتخذته‮ المحكمة‮ الرياضية‮ أثبت‮ أن‮ يزيد‮ والوطن‮ قاما‮ بعملهما‮ فقط‮ لا‮ أكثر‮ ولا‮ أقل.‬
لكن‮ البعض‮ قال‮ أنك‮ أخذت‮ موقفا‮ مساندا‮ للرائد‮ لأنك‮ ابن‮ القبة؟
صحيح أنا ابن حي القبة، لكن لم يكن هذا الأمر عاملا مؤثرا في موقفي ولا كتاباتي، لأن الأمر كان واضحا منذ البداية، والفاف هي التي تماطلت في تنفيذ قرار المحكمة الرياضية لمدة 5 أشهر...فلماذا هذا التماطل؟..سأطرح عليك سؤالا.. لو كانت لي هاته السلطات التي يظن البعض أني أملكها !، فلماذا لم أقم بإصعاد القبة إلى القسم الأول وهي التي لعبت لسنوات عديدة في القسم الثاني؟..ولماذا لا أقوم الآن برفع رصيدهم النقطي الذي يتوقف الآن عند حدود النقطة الواحدة إلى 20 نقطة مثلا؟
لو‮ كنت‮ أملك‮ سلطة‮ القرار‮ لاستغلّيتها‮ لخدمة‮ فريقي‮ أمل‮ القبة‮ الذي‮ ترأسته‮ لسنوات‮ طويلة‮ لكني‮ لم‮ أستعمل‮ اسمي‮ أبدا‮ لهذا‮ الغرض،‮ والمسؤولون‮ الذي‮ مروا‮ على‮ الرابطة‮ الجهوية‮ والحكام‮ شاهدون‮ على‮ كلامي.‬
لكن‮ موقفك‮ في‮ هذه‮ القضية‮ وتر‮ علاقتك‮ مع‮ رئيس‮ الفاف‮ عبد‮ الحميد‮ حداج؟
ليس لدي أي مشكل مع حداج الذي أحترمه كثيرا كشخص، لكن إن يرى هو ذلك فهذا شيء يخصّه، كل ما في القضية أني استعملت كلمة "كذب" في إحدى مقالاتي ردا على ما كتبته الفاف على موقعها الالكتروني بعد الندوة الصحفية التي دعا إليها رئيس الفاف بعض الصحفيين بالهاتف من دون الإعلان عن ذلك في الموقع الرسمي للفاف كما جرت عليه العادة ولا حتى إرسال دعوة لكل الصحف، وهي الممارسة التي تعدّ غير احترافية تماما، وأظن أن جميع زملائي في المهنة يوافقونني الرأي.. وأعود لأؤكد لك أنه لا مشكلة لي مع الفاف ومع حداج، فالمشاكل التي حدثت للفاف لم‮ أقف‮ وراءها،‮ لأنني‮ لم‮ أكن‮ وراء‮ قضية‮ بوسعادة‮ ولا‮ قضية‮ بورحلي‮ ولا‮ كل‮ القضايا‮ التي‮ شغلت‮ الرأي‮ العام‮ الرياضي.‬
إلى‮ ماذا‮ ترجع‮ الأزمة‮ التي‮ تعيشها‮ كرة‮ القدم‮ الجزائرية؟
أظن‮ أن‮ هناك‮ سببا‮ وحيدا‮ وهو‮ غياب‮ سياسة‮ واستراتيجية‮ واضحة‮ للنهوض‮ بكرة‮ القدم‮ الجزائرية،‮ وفي‮ هذا‮ الشأن‮ لا‮ ألقي‮ اللّوم‮ على‮ الفاف‮ لأنها‮ هيئة‮ تنفيذية‮ فحسب‮ وهذا‮ الأمر‮ يتخطّاها.‬
هل‮ بإمكان‮ المنتخب‮ الوطني‮ التأهل‮ إلى‮ كأس‮ العالم‮ 2010؟
التأهل إلى المونديال صعب جدا لكنه ليس مستحيلا.. المنطق يقول أن المنتخب المصري هو المرشح الأول للتأهل لأنه فاز بالكأسين الإفريقيتين الأخيرتين ويضم تعدادا يلعب مع بعضه منذ سنوات، لكن مباريات التصفيات قد تحمل مفاجآت كثيرة ومعطيات مغايرة لن تساعد بعض المنتخبات.‬‮ أما‮ الحقيقة‮ التي‮ يجب‮ الإشارة‮ إليها‮ فهي‮ أن‮ مستوى‮ منتخبنا‮ الوطني‮ بعيد‮ جدا‮ عن‮ مستوى‮ كأس‮ العالم.‬
أما‮ زلت‮ رئيسا‮ لفريق‮ أمل‮ القبة؟
الآن أنا عضو في الجمعية العامة للفريق، وكنت رئيسا للأمل منذ سنة 1989 إلى غاية 2004، كما لا تنسى أني لعبت في هذا الفريق ودربته أيضا لمدة 6 سنوات، وإضافة لمعلوماتك لعبت ضد شريف حناشي رئيس شبيبة القبائل حاليا عندما كان في صفوف جمعية تيزي وزو ضمن منافسة كأس الجمهورية سنة 1982 إن لم تخُنّي الذاكرة، حيث أقصينا بضربات الترجيح بعد أن انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي هدفا لمثله، وكنت صاحب هدف التعادل بعد أن دخلت احتياطيا، وكان أمل القبة آنذاك يضم في صفوفه لاعبين بارزين على غرار عميروش وآيت شڤو، أما جمعية تيزي وزو فلعب‮ لها‮ حناشي‮ الذي‮ كان‮ قائد‮ الفريق‮ وكمال‮ عنان.‬
ماهي‮ السياسة‮ التي‮ تنتهجها‮ في‮ فريق‮ أمل‮ القبة؟
أهم‮ شيء‮ نركز‮ عليه‮ هو‮ التربية‮ ومساعدة‮ الأولياء‮ في‮ تربية‮ أولادهم،‮ لأن‮ النتائج‮ لا‮ تهمنا‮ والتكوين‮ هو‮ هدفنا‮ الوحيد‮ وأبناء‮ الفريق‮ هم‮ مفخرة‮ النادي.‬
ماهي‮ الكلمة‮ التي‮ توجهها‮ للصحافة‮ الرياضية‮ في‮ ختام‮ هذا‮ الحوار؟
كل ماأتمناه هو أن تكون الصحافة الرياضية الجزائرية في مستوى التحديات والمجهودات التي بذلها المؤسّسون الأوائل، وأن تتميز بالمصداقية والمهنية لأنها الأساس الرئيسي لكسب ثقة القارئ..لأن بقاء الأمور على ما هي عليه حاليا يعني ودون مبالغة أن الصحافة الرياضية تحفر قبرها‮ بيدها،‮ لأن‮ المنزل‮ الذي‮ يبنى‮ دون‮ أساس‮ ينهار‮ سريعا.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.